من جديد

عيد سعيد بالتزام الجميع

| د. سمر الأبيوكي

زواج‭ ‬بلا‭ ‬حفلة،‭ ‬مولود‭ ‬بلا‭ ‬استقبال،‭ ‬سياحة‭ ‬داخلية،‭ ‬حياة‭ ‬مستمرة‭ ‬دوما‭ ‬دون‭ ‬توقف‭ ‬رغم‭ ‬قيود‭ ‬كورونا،‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬عنوان‭ ‬المرحلة‭ ‬القادمة‭ ‬التي‭ ‬بتنا‭ ‬قاب‭ ‬قوسين‭ ‬أو‭ ‬أدنى‭ ‬من‭ ‬التعايش‭ ‬الحقيقي‭ ‬معها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬فترات‭ ‬التجربة‭ ‬الماضية‭ ‬مع‭ ‬اقتراب‭ ‬موسم‭ ‬المدارس‭ ‬مع‭ ‬بداية‭ ‬سبتمبر‭ ‬القادم‭.‬

راهن‭ ‬العالم‭ ‬بأسره‭ ‬على‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الجائحة‭ ‬ونجحت‭ ‬المملكة‭ ‬بوضوح‭ ‬في‭ ‬التفوق‭ ‬والتغلب‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬خلفته‭ ‬من‭ ‬صعوبات‭ ‬أهمها‭ ‬أننا‭ ‬مازلنا‭ ‬والحمد‭ ‬لله‭ ‬نملك‭ ‬فائضا‭ ‬من‭ ‬الأسرة‭ ‬المخصصة‭ ‬للمرضى‭ ‬وجداول‭ ‬رعاية‭ ‬واهتمام‭ ‬بالمصابين‭ ‬والمخالطين،‭ ‬وفرق‭ ‬عمل‭ ‬موجودة‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬الساعة‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬تأهب‭ ‬واستعداد،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬الالتزام‭ ‬بمعايير‭ ‬الصحة‭ ‬والنظافة‭ ‬في‭ ‬المرافق‭ ‬العامة‭ ‬وحياتنا‭ ‬بأسرها،‭ ‬ولا‭ ‬ننسى‭ ‬جهود‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬في‭ ‬ردع‭ ‬المخالفين‭ ‬ممن‭ ‬كسروا‭ ‬قيود‭ ‬الحجر‭ ‬الصحي‭ ‬أو‭ ‬لم‭ ‬يلتزموا‭ ‬بإجراءات‭ ‬الوقاية‭ ‬معرضين‭ ‬أنفسهم‭ ‬والمجتمع‭ ‬لخطر‭ ‬الإصابة‭.‬

كلماتي‭ ‬هنا‭ ‬للتذكير‭ ‬فلا‭ ‬ننكر‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬إصابات،‭ ‬ولا‭ ‬ننكر‭ ‬كذلك‭ ‬وجود‭ ‬وفايات،‭ ‬لكن‭ ‬البحرين‭ ‬كانت‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬الدول‭ ‬شفافية‭ ‬ونزاهة‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬ملف‭ ‬الجائحة،‭ ‬حيث‭ ‬سخرت‭ ‬الجهود‭ ‬قاطبة،‭ ‬ولم‭ ‬تأل‭ ‬جهدا‭ ‬في‭ ‬علاج‭ ‬مواطن‭ ‬أو‭ ‬مقيم‭ ‬حاملة‭ ‬على‭ ‬عاتقها‭ ‬كلفة‭ ‬العلاج‭ ‬والاهتمام‭.‬

كل‭ ‬ما‭ ‬طالبنا‭ ‬به‭ ‬هو‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الالتزام،‭ ‬والاهتمام‭ ‬بقوانين‭ ‬التباعد‭ ‬الاجتماعي‭ ‬وشروط‭ ‬الوقاية،‭ ‬ولا‭ ‬أعتقد‭ ‬أننا‭ ‬نود‭ ‬أبدا‭ ‬إعادة‭ ‬سيناريو‭ ‬العيد‭ ‬الماضي‭ ‬الذي‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬ارتفاع‭ ‬واضح‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬الإصابات،‭ ‬مازال‭ ‬الوضع‭ ‬تحت‭ ‬السيطرة‭ ‬ومازلنا‭ ‬نطمح‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬مجتمعنا‭ ‬أكثر‭ ‬دراية‭ ‬بما‭ ‬يجري‭ ‬حوله،‭ ‬ففرحة‭ ‬العيد‭ ‬وزهوها‭ ‬لن‭ ‬تقصر‭ ‬أو‭ ‬تتلاشى‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬اهتمامنا‭ ‬بكل‭ ‬إجراءات‭ ‬الوقاية‭ ‬والحماية،‭ ‬حفظكم‭ ‬الله‭ ‬أينما‭ ‬كنتم،‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬وأنتم‭ ‬بخير‭.‬