“الملالي” أكثر سوءاً من “كورونا” (2)

| صالح القلاب

وهكذا‭ ‬فقد‭ ‬كانت‭ ‬البداية‭ ‬أن‭ ‬تخلص‭ ‬“الخميني”‭ ‬من‭ ‬معظم‭ ‬الذين‭ ‬رافقوه‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬المعارضة‭ ‬الطويلة،‭ ‬ثم‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬بدأت‭ ‬عمليات‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬والمذابح‭ ‬الهمجية،‭ ‬وقد‭ ‬فُتحت‭ ‬أبواب‭ ‬السجون‭ ‬السابقة‭ ‬على‭ ‬مصاريعها‭ ‬وبُنيت‭ ‬سجون‭ ‬جديدة،‭ ‬وبدأت‭ ‬حملات‭ ‬الإبادة‭ ‬المرعبة‭ ‬وأبشعها‭ ‬مذابح‭ ‬“كرمنشاه”‭ ‬الكردية،‭ ‬حيث‭ ‬تحولت‭ ‬أعمدة‭ ‬الكهرباء‭ ‬إلى‭ ‬مشانق‭ ‬جماعية‭.‬

والأسوأ‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬الجديد،‭ ‬“نظام‭ ‬الملالي”‭ ‬بقيادة‭ ‬روح‭ ‬الله‭ ‬الخميني،‭ ‬بدل‭ ‬أن‭ ‬يفتح‭ ‬أبواب‭ ‬إيران‭ ‬للذين‭ ‬جمعت‭ ‬إيران‭ ‬بهم‭ ‬الرسالة‭ ‬الإسلامية‭ ‬العظيمة‭ ‬والجوار‭ ‬التاريخي‭ ‬“الأخوي”،‭ ‬بادر‭ ‬إلى‭ ‬التدخل‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬وراء‭ ‬حدود‭ ‬الدول‭ ‬المجاورة،‭ ‬فكانت‭ ‬حرب‭ ‬الثمانية‭ ‬أعوام‭ ‬المرعبة،‭ ‬وكان‭ ‬لاحقاً‭ ‬هذا‭ ‬التمدد‭ ‬الاحتلالي‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬وفي‭ ‬سوريا‭ ‬وأيضاً‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬وفي‭ ‬اليمن،‭ ‬وفوق‭ ‬هذا‭ ‬كله،‭ ‬التهديدات‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬متواصلة‭ ‬ومستمرة‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭.‬

والمشكلة‭ ‬أن‭ ‬علي‭ ‬خامنئي،‭ ‬الذي‭ ‬راهن‭ ‬عليه‭ ‬كثيرون‭ ‬في‭ ‬البدايات،‭ ‬وتوسمت‭ ‬فيه‭ ‬“الخير”‭ ‬غالبية‭ ‬الإيرانيين‭ ‬ومعظم‭ ‬المعنيين‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬المجاورة‭ ‬والبعيدة،‭ ‬أثبت‭ ‬في‭ ‬اللحظة‭ ‬التي‭ ‬جلس‭ ‬فيها‭ ‬مكان‭ ‬الخميني‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬“دموية”‭ ‬وعداءً‭ ‬للعرب‭ ‬الذين‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬ادعى‭ ‬انتماءه‭ ‬إليهم‭ ‬عمن‭ ‬سبقه‭.‬

نعم‭ ‬فقد‭ ‬استكمل‭ ‬إقحام‭ ‬إيران‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الصراعات‭ ‬الإقليمية،‭ ‬وواصل‭ ‬قمع‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬وتشريده‭ ‬في‭ ‬أربع‭ ‬رياح‭ ‬الكرة‭ ‬الأرضية،‭ ‬وأنه‭ ‬أثبت‭ ‬“أن‭ ‬الخل‭ ‬هو‭ ‬أخ‭ ‬الخردل”،‭ ‬وأن‭ ‬“الملالي”‭ ‬كلهم،‭ ‬وهو‭ ‬في‭ ‬طليعتهم،‭ ‬أكثر‭ ‬“سوءاً”‭ ‬من‭ ‬الجائحة‭ ‬التي‭ ‬اسمها‭ ‬“كورونا”‭ ‬التي‭ ‬اجتاحت‭ ‬العالم‭ ‬كله‭ ‬من‭ ‬الصين‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬وحتى‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والبرازيل‭ ‬في‭ ‬الغرب‭. ‬“إيلاف”‭.‬