ليكن عيداً سعيداً

| مريم أبودريس

يقترب‭ ‬عيد‭ ‬الأضحى‭ ‬المبارك‭ ‬وسط‭ ‬ظروف‭ ‬استثنائية‭ ‬غير‭ ‬معهودة،‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬العيد‭ ‬الثاني‭ ‬الذي‭ ‬يأتي‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬سيطرة‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬على‭ ‬العالم،‭ ‬فتغيب‭ ‬معه‭ ‬مظاهر‭ ‬الفرح‭ ‬والتواصل‭ ‬التي‭ ‬عهدناها‭ ‬دائماً‭ ‬وأبداً‭. ‬

إن‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬عيد‭ ‬الفطر‭ ‬الماضي‭ ‬من‭ ‬ارتفاع‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬الحالات‭ ‬المصابة‭ ‬بالفيروس‭ ‬بسبب‭ ‬استهتار‭ ‬البعض‭ ‬وتهاونهم‭ ‬في‭ ‬الالتزام‭ ‬بتعليمات‭ ‬الفريق‭ ‬الوطني‭ ‬للتصدي‭ ‬لفيروس‭ ‬كورونا‭ ‬المستجد،‭ ‬واجتماعهم‭ ‬أثناء‭ ‬رمضان‭ ‬والعيد،‭ ‬فاقم‭ ‬حجم‭ ‬المشكلة‭ ‬التي‭ ‬ربما‭ ‬ستتلاشى‭ ‬بحلول‭ ‬هذا‭ ‬العيد‭ ‬فيما‭ ‬لو‭ ‬التزم‭ ‬الجميع‭ ‬بالتعليمات‭.‬

إن‭ ‬الضغوط‭ ‬الممارسة‭ ‬على‭ ‬الطواقم‭ ‬الطبية‭ ‬والجهود‭ ‬الكبيرة‭ ‬التي‭ ‬تبذلها‭ ‬الحكومة‭ ‬للسيطرة‭ ‬على‭ ‬الجائحة‭ ‬والتخفيف‭ ‬من‭ ‬أثرها‭ ‬اقتصادياً‭ ‬وصحياً‭ ‬تتطلب‭ ‬الالتزام‭ ‬من‭ ‬الجميع،‭ ‬والتخلي‭ ‬عن‭ ‬بعض‭ ‬ما‭ ‬اعتدنا‭ ‬ممارسته‭ ‬قبل‭ ‬تفشي‭ ‬الفيروس‭ ‬وذلك‭ ‬للمساهمة‭ ‬في‭ ‬السيطرة‭ ‬والقضاء‭ ‬عليه‭.‬

إننا‭ ‬بحاجة‭ ‬لتغيير‭ ‬فكرتنا‭ ‬عن‭ ‬العيد‭ ‬والتخلي‭ ‬عن‭ ‬الأنانية‭ ‬التي‭ ‬تجعلنا‭ ‬نخاطر‭ ‬بصحة‭ ‬وسلامة‭ ‬الجميع‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬تنفيذ‭ ‬رغباتنا،‭ ‬ومن‭ ‬هذا‭ ‬المنطلق‭ ‬وحرصاً‭ ‬على‭ ‬وقف‭ ‬استمرار‭ ‬تدفق‭ ‬المصابين‭ ‬وزيادة‭ ‬الأعداد،‭ ‬فإننا‭ ‬ندعوا‭ ‬الحكومة‭ ‬لفرض‭ ‬حظر‭ ‬تجوال‭ ‬خلال‭ ‬أيام‭ ‬العيد‭ ‬تجنباً‭ ‬لما‭ ‬هو‭ ‬أسوأ‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬تجربة‭ ‬عيد‭ ‬الفطر‭ ‬خير‭ ‬مثال‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬إمكانية‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬وعي‭ ‬المجتمع‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬استهتار‭ ‬البعض‭ ‬وعدم‭ ‬تفهمهم‭ ‬خطورة‭ ‬استمرار‭ ‬الجائحة‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬مناحي‭ ‬الحياة‭. ‬

إن‭ ‬تقديم‭ ‬التنازلات‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬الأطراف،‭ ‬لا‭ ‬التعويل‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬قدرة‭ ‬الحكومة‭ ‬على‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬الدعم‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والخدمات‭ ‬الصحية‭ ‬عالية‭ ‬الجودة،‭ ‬فالدولة‭ ‬وحدها‭ ‬لا‭ ‬تستطيع‭ ‬تحقيق‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الاستهتار‭ ‬وانعدام‭ ‬المسؤولية‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬كلنا‭ ‬مسؤول‭ ‬ومساهم‭ ‬في‭ ‬التصدي‭ ‬لهذه‭ ‬الجائحة‭ ‬فلنكن‭ ‬على‭ ‬قدر‭ ‬الثقة‭ ‬والمسؤولية،‭ ‬وكل‭ ‬عام‭ ‬وأنتم‭ ‬بخير‭.‬