صور مختصرة

“هالايام ما عندنه إلا سالفة كورونه”

| عبدالعزيز الجودر

في‭ ‬المقالة‭ ‬الأخيرة‭ ‬ذكرنا‭ ‬بعض‭ ‬الفوائد‭ ‬التي‭ ‬استفاد‭ ‬منها‭ ‬أفراد‭ ‬مجتمعنا‭ ‬البحريني‭ ‬مما‭ ‬خلفته‭ ‬الجائحة‭ ‬ثقيلة‭ ‬الظل‭ ‬علينا‭ ‬من‭ ‬عبر‭ ‬ودروس‭ ‬وإعادة‭ ‬للحسابات‭ ‬وترتيب‭ ‬للأولويات‭ ‬في‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأمور‭ ‬والسلوكيات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والمعيشية‭ ‬والحياتية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬سائدة‭ ‬قبل‭ ‬الجائحة،‭ ‬وقد‭ ‬تتفاوت‭ ‬بنسب‭ ‬مختلفة‭ ‬بين‭ ‬شخص‭ ‬وآخر‭ ‬وبحسب‭ ‬الثقافة‭ ‬والوعي‭ ‬والاطلاع‭ ‬والإدراك‭ ‬واستشراف‭ ‬المستقبل‭.‬

ونزولا‭ ‬عند‭ ‬رغبة‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬القراء‭ ‬الأعزاء‭ ‬نضيف‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الفوائد‭ ‬التي‭ ‬نأمل‭ ‬تجنبها‭ ‬أو‭ ‬تقنينها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬أهلنا‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬ودول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬بعد‭ ‬الانتهاء‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الجائحة‭ ‬المؤقتة،‭ ‬فهناك‭ ‬فائدة‭ ‬أخرى‭ ‬متمثلة‭ ‬في‭ ‬اختفاء‭ ‬الحشود‭ ‬الغفيرة‭ ‬من‭ ‬المعزين‭ ‬أثناء‭ ‬فترة‭ ‬دفن‭ ‬موتانا‭ ‬وموتى‭ ‬أهل‭ ‬الديرة،‭ ‬فقد‭ ‬اختفت‭ ‬تلك‭ ‬الطوابير‭ ‬الطويلة‭ ‬المرهقة‭ ‬لكبار‭ ‬المواطنين‭ ‬وأصحاب‭ ‬الأمراض‭ ‬المختلفة‭ ‬في‭ ‬المقابر،‭ ‬وتم‭ ‬الاكتفاء‭ ‬بأسرة‭ ‬المتوفى‭ ‬وذويهم‭ ‬والاتصال‭ ‬بشتى‭ ‬وسائله،‭ ‬التزاما‭ ‬بالإرشادات‭ ‬الصحية‭ ‬الصادرة‭ ‬عن‭ ‬الفريق‭ ‬الوطني‭ ‬الطبي‭ ‬“قواهم‭ ‬الله‭ ‬فهم‭ ‬على‭ ‬العين‭ ‬والراس”،‭ ‬وذلك‭ ‬بما‭ ‬يتعلق‭ ‬بمثل‭ ‬هذه‭ ‬المناسبات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬التي‭ ‬عادة‭ ‬ما‭ ‬يشارك‭ ‬فيها‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الحضور‭.‬

أيضا‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬انحسرت‭ ‬المظاهر‭ ‬وتقلصت‭ ‬المبالغ‭ ‬المالية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تخصص‭ ‬لمراسم‭ ‬العزاء‭ ‬والكلفة‭ ‬باهظة‭ ‬الثمن،‭ ‬وعلى‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬تقام‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬مجالس‭ ‬عزاء‭ ‬“الحريم”،‭ ‬إذ‭ ‬“ما‭ ‬يتم‭ ‬شي‭ ‬ما‭ ‬يحطونه‭ ‬جدام‭ ‬النسوان،‭ ‬صفاري‭ ‬البوفيهات‭ ‬أشكال‭ ‬وأرناق‭ ‬وفيها‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬تشتهي‭ ‬النفس،‭ ‬والمضيفات‭ ‬الآسيويات‭ ‬كل‭ ‬وحدة‭ ‬متصقله‭ ‬ومتعدله،‭ ‬والكيك‭ ‬كل‭ ‬وحده‭ ‬عندها‭ ‬الزود‭ ‬ومكتوب‭ ‬عليها‭ ‬عبارات‭ ‬المواساة،‭ ‬وهصوب‭ ‬الصواني‭ ‬متروسة‭ ‬من‭ ‬العطورات‭ ‬الغالية‭ ‬والعود‭ ‬والبخور‭ ‬الزين،‭ ‬يعني‭ ‬ما‭ ‬باقي‭ ‬إلا‭ ‬يحطون‭ ‬المشموم‭ ‬والورد‭ ‬لمحمدي‭ ‬ويلحقونه‭ ‬باليباب‭ ‬وصقال‭ ‬الطيران‭ ‬ولطبول‭ ‬وجم‭ ‬وحده‭ ‬ترقص‭ ‬على‭ ‬كتر‭!!‬”،‭ ‬وهناك‭ ‬صور‭ ‬أخرى‭ ‬مقززة‭ ‬لا‭ ‬تتناسب‭ ‬إطلاقا‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬المناسبات‭ ‬الحزينة،‭ ‬وكما‭ ‬يبدو‭ ‬لي‭ ‬كغيري‭ ‬الهدف‭ ‬من‭ ‬إقامتها‭ ‬“لمفوشر‭ ‬ولمسايق‭ ‬والمباهاة‭ ‬والمفاخرة‭ ‬جدام‭ ‬المعزي،‭ ‬أيه‭ ‬الله‭ ‬يرحم‭ ‬أهل‭ ‬البحرين‭ ‬الأوليين،‭ ‬كانوا‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الحالات‭ ‬يكتفون‭ ‬بالقهوة‭ ‬المرة‭ ‬وماي‭ ‬البرمه‭ ‬وقام‭ ‬الشوط”‭.‬

الفائدة‭ ‬التي‭ ‬بعدها‭ ‬“سالفة‭ ‬القدعات‭ ‬أو‭ ‬الفالة”،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬ربات‭ ‬البيوت‭ ‬يستعدن‭ ‬لها‭ ‬مبكرا‭ ‬وذلك‭ ‬أثناء‭ ‬زيارة‭ ‬صديقاتهن‭ ‬بدون‭ ‬مناسبة،‭ ‬فقد‭ ‬اختفت‭ ‬تماما‭ ‬من‭ ‬البيوت‭ ‬وبالتالي‭ ‬تم‭ ‬توفير‭ ‬كلفتها‭ ‬“وافتكوا‭ ‬من‭ ‬هالقثه‭ ‬والتبذير‭ ‬وما‭ ‬قصرت‭ ‬يا‭ ‬كورونه‭ ‬شكرا‭ ‬لك”‭. ‬وعساكم‭ ‬عالقوة‭.‬