رؤيا مغايرة

مسبار الأمل... بداية الأمل

| فاتن حمزة

بعد‭ ‬الإطلاق‭ ‬الناجح‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2018‭ ‬لـ‭ ‬“خليفة‭ ‬سات”،‭ ‬أول‭ ‬قمر‭ ‬صناعي‭ ‬إماراتي‭ ‬مخصص‭ ‬لرصد‭ ‬الأرض،‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬يصل‭ ‬المسبار‭ ‬إلى‭ ‬كوكب‭ ‬المريخ‭ ‬بحلول‭ ‬فبراير‭ ‬2021،‭ ‬وهو‭ ‬العام‭ ‬الذي‭ ‬ستحتفل‭ ‬فيه‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬بالذكرى‭ ‬الخمسين‭ ‬لقيامها‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬الشيخ‭ ‬زايد‭ ‬بن‭ ‬سلطان‭ ‬آل‭ ‬نهيان‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭.‬

وتتركز‭ ‬أهداف‭ ‬مشروع‭ ‬الإمارات‭ ‬في‭ ‬استكشاف‭ ‬المريخ‭ ‬ودراسة‭ ‬غلافه‭ ‬الجوي‭ ‬وفهم‭ ‬التغيرات‭ ‬المناخية‭ ‬الحاصلة‭ ‬على‭ ‬الكوكب‭ ‬الأحمر‭ ‬ودراسة‭ ‬ظاهرة‭ ‬هروب‭ ‬غازي‭ ‬الأكسجين‭ ‬والهيدروجين‭ ‬من‭ ‬غلافه‭ ‬الجوي‭ ‬عبر‭ ‬دراسة‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬طبقات‭ ‬الغلاف‭ ‬الجوي‭ ‬السفلية‭ ‬والعلوية،‭ ‬لرسم‭ ‬صورة‭ ‬واضحة‭ ‬وشاملة‭ ‬عن‭ ‬طبقات‭ ‬الغلاف‭ ‬الجوي‭ ‬للمريخ،‭ ‬ما‭ ‬يؤدي‭ ‬بدوره‭ ‬إلى‭ ‬فهم‭ ‬أكبر‭ ‬لأسباب‭ ‬تحول‭ ‬كوكب‭ ‬المريخ‭ ‬من‭ ‬عالم‭ ‬كان‭ ‬رطبا‭ ‬إلى‭ ‬كوكب‭ ‬جاف‭ ‬وبارد‭ ‬الآن،‭ ‬وينسجم‭ ‬هدف‭ ‬المهمة‭ ‬مع‭ ‬هدف‭ ‬أكبر‭ ‬وطموح‭ ‬أعلى‭ ‬وهو‭ ‬بناء‭ ‬مستوطنة‭ ‬بشرية‭ ‬في‭ ‬الكوكب‭ ‬الأحمر‭ ‬خلال‭ ‬المئة‭ ‬عام‭ ‬القادمة‭.‬

لقد‭ ‬شكل‭ ‬انطلاق‭ ‬مسبار‭ ‬الأمل‭ ‬لحظة‭ ‬تاريخية‭ ‬شهدها‭ ‬العالم‭ ‬بعد‭ ‬نجاح‭ ‬إطلاق‭ ‬المسبار‭ ‬الذي‭ ‬يدشن‭ ‬بداية‭ ‬طريق‭ ‬الإمارات‭ ‬للفضاء،‭ ‬والتي‭ ‬سيدونها‭ ‬التاريخ‭ ‬لتكون‭ ‬مصدر‭ ‬فخر‭ ‬لكل‭ ‬العرب،‭ ‬حقاً‭ ‬إنه‭ ‬اسم‭ ‬على‭ ‬مسمى،‭ ‬فبعد‭ ‬أن‭ ‬فقدنا‭ ‬الأمل‭ ‬في‭ ‬استعادة‭ ‬أمجاد‭ ‬العرب‭ ‬والمسلمين‭ ‬وتاريخهم‭ ‬الحافل‭ ‬بالعطاء‭ ‬والعلم‭ ‬والاكتشافات،‭ ‬ها‭ ‬هي‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬تعيد‭ ‬لنا‭ ‬الأمل،‭ ‬لتضعنا‭ ‬على‭ ‬مسارنا‭ ‬الصحيح،‭ ‬فلله‭ ‬درهم،‭ ‬فمسار‭ ‬إلى‭ ‬المريخ‭ ‬وآخر‭ ‬على‭ ‬مسار‭ ‬التقدم‭ ‬والحضارة‭ ‬واستعادة‭ ‬أمجاد‭ ‬الماضي‭ ‬يوم‭ ‬كنا‭ ‬نقود‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬قرون‭ ‬ظلامهم‭.‬

حقاً‭ ‬إنه‭ ‬أمر‭ ‬مشرف‭ ‬أن‭ ‬نسبق‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والصين‭ ‬في‭ ‬البعثات‭ ‬الثلاث‭ ‬التي‭ ‬ستنطلق‭ ‬إلى‭ ‬المريخ،‭ ‬يقينا‭ ‬بالإرادة‭ ‬القوية‭ ‬التي‭ ‬يتمتع‭ ‬بها‭ ‬قادة‭ ‬الإمارات‭ ‬الشقيقة‭ ‬سيأتي‭ ‬اليوم‭ ‬الذي‭ ‬سننطلق‭ ‬فيه‭ ‬إلى‭ ‬غايات‭ ‬أبعد‭ ‬دون‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬الآخرين،‭ ‬فليس‭ ‬غريبا‭ ‬على‭ ‬أصحاب‭ ‬الهمم‭ ‬العالية‭ ‬التي‭ ‬تقدر‭ ‬العلم‭ ‬وتشجعه‭ ‬أن‭ ‬تقتحم‭ ‬هذه‭ ‬الآفاق‭ ‬الجديدة‭.‬

شكراً‭ ‬للإمارات،‭ ‬فقد‭ ‬أثبتم‭ ‬أننا‭ ‬أمة‭ ‬لا‭ ‬تموت،‭ ‬نعم‭ ‬تهجع‭ ‬قليلاً‭ ‬ولكنها‭ ‬تصحو‭ ‬بإرادة‭. ‬نأمل‭ ‬إعداد‭ ‬جيل‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬المحب‭ ‬لعلوم‭ ‬الفضاء‭ ‬وتأهيلهم‭ ‬بأعلى‭ ‬وأحدث‭ ‬المستويات‭ ‬العلمية‭ ‬لنحقق‭ ‬إنجازا‭ ‬علميا‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الفضاء،‭ ‬والاستمرار‭ ‬على‭ ‬نفس‭ ‬العزيمة‭ ‬لنكون‭ ‬مصدر‭ ‬فخر‭ ‬واعتزاز‭ ‬للدول‭ ‬العربية‭ ‬والعالم‭.‬