لمحات

سينما السيارات

| د.علي الصايغ

مع‭ ‬تبني‭ ‬المعنى‭ ‬الإيجابي،‭ ‬وليس‭ ‬الباطني‭ ‬اللغوي‭ ‬لعبارة‭ ‬“من‭ ‬لديه‭ ‬حيلة‭ ‬فليحتال”،‭ ‬فإنها‭ ‬قد‭ ‬تصيب‭ ‬كبد‭ ‬طابع‭ ‬العروض‭ ‬السينمائية‭ ‬الجديد‭ ‬الذي‭ ‬دخل‭ ‬الخليج‭ ‬بدءاً‭ ‬بالإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة،‭ ‬وصولا‭ ‬إلى‭ ‬البحرين،‭ ‬مع‭ ‬أول‭ ‬عرض‭ ‬سينمائي‭ - ‬منذ‭ ‬أيام‭ - ‬لما‭ ‬سمي‭ ‬بسينما‭ ‬السيارات‭ ‬في‭ ‬خليج‭ ‬البحرين،‭ ‬في‭ ‬مساحة‭ ‬تتسع‭ ‬لقرابة‭ ‬100‭ ‬سيارة،‭ ‬وفق‭ ‬أصول‭ ‬مغايرة‭ ‬عما‭ ‬هو‭ ‬معتاد‭ ‬في‭ ‬السينمات‭ ‬التقليدية‭ ‬بصالاتها‭ ‬المألوفة،‭ ‬وإذا‭ ‬لم‭ ‬تخن‭ ‬الذاكرة‭ ‬فإنها‭ ‬ليست‭ ‬المرة‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬تعرض‭ ‬فيها‭ ‬الأفلام‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬بهذه‭ ‬الطريقة،‭ ‬فقد‭ ‬عرضت‭ ‬قبل‭ ‬سنين‭ ‬عدة‭ ‬بعض‭ ‬الأفلام‭ ‬المصرية‭ ‬القديمة‭ ‬في‭ ‬مواقف‭ ‬متحف‭ ‬قلعة‭ ‬البحرين،‭ ‬وكان‭ ‬يمكن‭ ‬للحضور‭ ‬حينها‭ ‬أن‭ ‬يتابعوا‭ ‬الفيلم‭ ‬وهم‭ ‬في‭ ‬سياراتهم،‭ ‬ثم‭ ‬اختفت‭ ‬التجربة‭ ‬لأسباب‭ ‬نجهلها‭.‬

ومع‭ ‬وقوع‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬مخالب‭ ‬كوفيد‭ (‬19‭)‬،‭ ‬وتأثيراته‭ ‬المدمرة‭ ‬على‭ ‬سائر‭ ‬القطاعات،‭ ‬ومنها‭ ‬قطاع‭ ‬الترفيه‭ ‬بالطبع،‭ ‬راقت‭ ‬للكثيرين‭ ‬سينما‭ ‬السيارات‭ ‬المتلائمة‭ ‬مع‭ ‬ضرورات‭ ‬الاحتراز‭ ‬الصحي،‭ ‬ومع‭ ‬أنني‭ ‬لم‭ ‬أنل‭ ‬هذه‭ ‬التجربة‭ ‬بعد،‭ ‬فقد‭ ‬استمعت‭ ‬إلى‭ ‬ردود‭ ‬أفعال‭ ‬حولها،‭ ‬لمؤيدين‭ ‬وجدوا‭ ‬متنفساً‭ ‬للعودة‭ ‬والجلوس‭ ‬أمام‭ ‬الشاشة‭ ‬العملاقة‭ ‬والاستمتاع‭ ‬بالأجواء‭ ‬السينمائية‭.‬

يبدو‭ ‬كذلك‭ ‬أن‭ ‬الإدمان‭ ‬الشديد‭ ‬الذي‭ ‬أصاب‭ ‬الناس‭ ‬من‭ ‬المنصات‭ ‬الإلكترونية‭ ‬الخاصة‭ ‬بعرض‭ ‬الأفلام‭ ‬والمسلسلات‭ ‬ألقى‭ ‬بظلاله‭ ‬القاتمة‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬السينما‭ ‬بشكل‭ ‬عام،‭ ‬لكن‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬حال،‭ ‬أرى‭ ‬أنها‭ ‬طريقة‭ ‬تستحق‭ ‬الدعم،‭ ‬ومن‭ ‬الطبيعي‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬تطويرها،‭ ‬فهي‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أنواع‭ ‬العروض‭ ‬غير‭ ‬المألوفة‭ ‬في‭ ‬مجتمعاتنا‭ ‬مثل‭ ‬سينما‭ ‬السواحل‭ ‬الرائجة‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬مثل‭ ‬“إسبانيا”،‭ ‬بيد‭ ‬أننا‭ ‬نفتقدها‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬رغم‭ ‬أنها‭ ‬جزيرة،‭ ‬حيث‭ ‬شهدت‭ ‬السواحل‭ ‬أول‭ ‬عرض‭ ‬سينمائي‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬عام‭ (‬1922م‭).‬