“الملالي” أكثر سوءا من “كورونا” (1)

| صالح القلاب

لم‭ ‬يمر‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة،‭ ‬وربما‭ ‬على‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬بأسره،‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬الإصرار‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬بمعظمه‭ ‬بقيادة‭ ‬“مجاهدي‭ ‬خلق”‭ ‬وباقي‭ ‬قوى‭ ‬المعارضة‭ ‬الإيرانية‭ ‬على‭ ‬إسقاط‭ ‬“نظام‭ ‬الملالي”‭ ‬الذي‭ ‬اتضح،‭ ‬بعد‭ ‬إطاحة‭ ‬الشاه‭ ‬محمد‭ ‬رضا‭ ‬بهلوي‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1979‭ ‬بفترة‭ ‬قصيرة،‭ ‬أنه‭ ‬نظام‭ ‬استبدادي‭ ‬ومتخلف،‭ ‬وأنه‭ ‬أسوأ‭ ‬كثيرًا‭ ‬من‭ ‬النظام‭ ‬الذي‭ ‬سبقه،‭ ‬لا‭ ‬بل‭ ‬كل‭ ‬الأنظمة‭ ‬السابقة‭ ‬التي‭ ‬مرت‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬البلد‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬لعب‭ ‬أدوارًا‭ ‬رئيسية‭ ‬في‭ ‬الحضارة‭ ‬الإنسانية،‭ ‬وكان‭ ‬له‭ ‬دور‭ ‬طليعي‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭.‬

كنت‭ ‬قد‭ ‬تعرفت‭ ‬على‭ ‬حركة‭ ‬“مجاهدي‭ ‬خلق”‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬حكم‭ ‬الشاهنشاه‭ ‬محمد‭ ‬رضا‭ ‬بهلوي،‭ ‬وحقيقة‭ ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬الحركة‭ ‬كانت‭ ‬ومازالت‭ ‬قوة‭ ‬المعارضة‭ ‬الإيرانية‭ ‬الطليعية،‭ ‬وقد‭ ‬تعمقت‭ ‬معرفتي‭ ‬بها‭ ‬بدءًا‭ ‬بـ‭ ‬“يناير”‭ ‬عام‭ ‬1979‭ ‬بعد‭ ‬انتصار‭ ‬ما‭ ‬سمي‭ ‬بـ‭ ‬“الثورة‭ ‬الخمينية”‭. ‬

ولمست،‭ ‬لا‭ ‬بل‭ ‬تيقنت‭ ‬من‭ ‬أنّ‭ ‬إيران‭ ‬بانتظار‭ ‬مرحلة‭ ‬أسوأ‭ ‬كثيرًا‭ ‬من‭ ‬المرحلة‭ ‬السابقة،‭ ‬وأن‭ ‬الأيام‭ ‬المقبلة‭ ‬ستحمل‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الويلات‭ ‬والكوارث‭ ‬لهذا‭ ‬الشعب‭ ‬العظيم‭ ‬الذي‭ ‬يعتبره‭ ‬العرب‭ ‬شعبًا‭ ‬شقيقًا‭ ‬تجمعهم‭ ‬به‭ ‬مكونات‭ ‬حضارية‭ ‬كثيرة،‭ ‬هذا‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الدين‭ ‬الإسلامي‭ ‬العظيم‭ ‬الذي‭ ‬انخرطت‭ ‬في‭ ‬إطاره‭ ‬شعوب‭ ‬كثيرة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬كله‭ ‬وفي‭ ‬الكرة‭ ‬الأرضية‭ ‬بأسرها‭. ‬

لقد‭ ‬التقيت‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الزيارة‭ ‬المبكرة،‭ ‬حيث‭ ‬كنت‭ ‬أحد‭ ‬الذين‭ ‬رافقوا‭ ‬الرئيس‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الراحل‭ ‬ياسر‭ ‬عرفات‭ (‬أبوعمار‭)‬،‭ ‬رحمه‭ ‬الله،‭ ‬في‭ ‬أول‭ ‬زيارة‭ ‬لمسؤول‭ ‬عربي‭ ‬لإيران‭ ‬بعد‭ ‬“انتصار”‭ ‬ثورتها،‭ ‬عددًا‭ ‬من‭ ‬كبار‭ ‬القيادات‭ ‬الإيرانية‭ ‬الدينية‭ ‬والسياسية‭ ‬مثل‭ ‬حسين‭ ‬منتظري‭ ‬وشريعة‭ ‬مداري‭ ‬وغيرهما،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬بعض‭ ‬قادة‭ ‬حزب‭ ‬“تودة”،‭ ‬أي‭ ‬الحزب‭ ‬الشيوعي‭ ‬الإيراني،‭ ‬وقد‭ ‬لمست‭ ‬مبكرًا‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭... ‬نظام‭ ‬استبدادي،‭ ‬وأنه‭ ‬سيأخذ‭ ‬هذا‭ ‬البلد‭ ‬العريق‭ ‬إلى‭ ‬الحروب‭ ‬والويلات‭ ‬والكوارث‭ ‬الكثيرة‭. ‬“إيلاف”‭.‬