جماعات الإسلام السياسي

| بدور عدنان

من‭ ‬أهم‭ ‬سلبيات‭ ‬أحداث‭ ‬عام‭ ‬2011‭ ‬على‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬وصول‭ ‬جماعات‭ ‬الإسلام‭ ‬السياسي‭ ‬لمراكز‭ ‬صنع‭ ‬القرار‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬العربي،‭ ‬حيث‭ ‬تبوأوا‭ ‬الصفوف‭ ‬الأمامية‭ ‬في‭ ‬المشهد‭ ‬السياسي‭ ‬وأحكموا‭ ‬قبضتهم‭ ‬عليها‭ ‬حتى‭ ‬تمكنوا‭ ‬من‭ ‬إدارة‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬حسب‭ ‬أجنداتهم‭ ‬ومآربهم‭.‬

نظرة‭ ‬واحدة‭ ‬اليوم‭ ‬إلى‭ ‬حال‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تمكنت‭ ‬هذه‭ ‬الجماعات‭ ‬منها‭ ‬كفيلة‭ ‬بأن‭ ‬تشرح‭ ‬مدى‭ ‬بشاعة‭ ‬وخبث‭ ‬ودناءة‭ ‬هذه‭ ‬الفئة‭ ‬التي‭ ‬اتخذت‭ ‬من‭ ‬الدين‭ ‬الإسلامي‭ ‬غطاء‭ ‬لسوء‭ ‬نواياها‭ ‬وقبح‭ ‬أعمالها،‭ ‬فورقة‭ ‬التوت‭ ‬الأخيرة‭ ‬سقطت‭ ‬اليوم‭ ‬وتعرت‭ ‬أمام‭ ‬جميع‭ ‬الناس‭ ‬خططهم‭ ‬وأهدافهم‭ ‬الحقيقية‭ ‬ومعتقداتهم‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تمت‭ ‬للإسلام‭ ‬بصلة‭.‬

تلك‭ ‬الأحزاب‭ ‬أوهمت‭ ‬الشعوب‭ ‬أن‭ ‬الأوضاع‭ ‬ستستقيم‭ ‬وتستكين‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬وصلوا‭ ‬إلى‭ ‬سدة‭ ‬الحكم‭ ‬وأصبح‭ ‬القرار‭ ‬السياسي‭ ‬في‭ ‬أيديهم،‭ ‬لكن‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬ما‭ ‬حصل‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬الجماعات‭ ‬كانت‭ ‬بيدق‭ ‬شطرنج‭ ‬على‭ ‬رقعة‭ ‬أكبر‭ ‬مما‭ ‬كنا‭ ‬نرى،‭ ‬تحركها‭ ‬دول‭ ‬أخرى‭ ‬ارتهنت‭ ‬هذه‭ ‬الجماعات‭ ‬لأمرها‭ ‬حتى‭ ‬باتت‭ ‬تتحرك‭ ‬وتتصرف‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تصلها‭ ‬الأوامر‭ ‬والتعليمات‭ ‬من‭ ‬الخارج،‭ ‬بالطبع‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تستلم‭ ‬عمولتها‭ ‬ونصيبها‭ ‬جزاء‭ ‬ما‭ ‬عملت‭ ‬وصنعت‭.‬

ما‭ ‬أتحدث‭ ‬عنه‭ ‬اليوم‭ ‬ليس‭ ‬توقعات‭ ‬أو‭ ‬تنظيرا،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬واقع‭ ‬وحقيقة‭ ‬لم‭ ‬تستطع‭ ‬تلك‭ ‬الجماعة‭ ‬مواراتها‭ ‬وإخفاءها،‭ ‬فالأمر‭ ‬لا‭ ‬يحتاج‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬نظرة‭ ‬متبصرة‭ ‬وعقل‭ ‬راجح‭ ‬ليعي‭ ‬كل‭ ‬فرد‭ ‬منا‭ ‬حقيقة‭ ‬هذه‭ ‬الأحزاب‭ ‬التي‭ ‬تدعي‭ ‬أنها‭ ‬تعمل‭ ‬بما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬كتاب‭ ‬الله‭ ‬وسنته،‭ ‬فمن‭ ‬يخاف‭ ‬الله‭ ‬ويعمل‭ ‬في‭ ‬سبيله‭ ‬لا‭ ‬ينصب‭ ‬هدفه‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬منصب‭ ‬أو‭ ‬كرسي‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يخون‭ ‬وطنه‭ ‬وولي‭ ‬أمره،‭ ‬من‭ ‬يخاف‭ ‬الله‭ ‬لا‭ ‬يطلب‭ ‬ثمناً‭ ‬وحوالات‭ ‬أجرا‭ ‬لما‭ ‬فعل،‭ ‬فهو‭ ‬يعي‭ ‬أن‭ ‬جزاءه‭ ‬عند‭ ‬رب‭ ‬العالمين،‭ ‬فشتان‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬من‭ ‬يحاول‭ ‬أن‭ ‬يصلح‭ ‬السياسة‭ ‬وأحوال‭ ‬المسلمين‭ ‬بالإسلام‭ ‬وبين‭ ‬من‭ ‬يتخذ‭ ‬الإسلام‭ ‬كقميص‭ ‬عثمان‭ ‬حجة‭ ‬وعذرا‭ ‬للوصول‭ ‬لما‭ ‬تبتغي‭ ‬وتشتهي‭ ‬نفسه‭.‬

أعتقد‭ ‬أن‭ ‬الصورة‭ ‬اليوم‭ ‬وضحت‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ذي‭ ‬قبل،‭ ‬والمسؤولية‭ ‬اليوم‭ ‬باتت‭ ‬شخصية،‭ ‬علينا‭ ‬كأفراد‭ ‬التصدي‭ ‬لتلك‭ ‬الفئة‭ ‬التي‭ ‬استغلت‭ ‬تعاليم‭ ‬الدين‭ ‬الإسلامي‭ ‬وشوهت‭ ‬صورة‭ ‬المسلمين‭.‬