سوالف

أبناء زايد... طاقات خارقة

| أسامة الماجد

في‭ ‬عام‭ ‬1965‭ ‬اقتربت‭ ‬أول‭ ‬سفينة‭ ‬فضاء‭ ‬أميركية‭ ‬من‭ ‬كوكب‭ ‬المريخ‭ ‬وهي‭ ‬“مارينز‭ ‬4”،‭ ‬وفي‭ ‬1969‭ ‬وصلت‭ ‬المركبتان‭ ‬“مارينز‭ ‬6‭ ‬ومارينز‭ ‬7”‭ ‬إلى‭ ‬مسافة‭ ‬أقرب،‭ ‬وفي‭ ‬1971‭ ‬دار‭ ‬المسبار‭ ‬الفضائي‭ ‬السوفيتي‭ ‬“مارس‭ ‬3”‭ ‬حول‭ ‬المريخ،‭ ‬وفي‭ ‬1976‭ ‬هبط‭ ‬مسبار‭ ‬الفضاء‭ ‬الأميركي‭ ‬“فايكنج‭ ‬1”‭ ‬على‭ ‬المريخ،‭ ‬ويوم‭ ‬الأحد‭ ‬الماضي‭ ‬الموافق‭ ‬20‭ ‬يوليو‭ ‬أطلقت‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬الشقيقة‭ ‬مسبار‭ ‬“الأمل”‭ ‬إلى‭ ‬المريخ‭ ‬في‭ ‬رحلة‭ ‬تاريخية‭ ‬حاملة‭ ‬شعار‭ ‬“لا‭ ‬شيء‭ ‬مستحيل”‭ ‬من‭ ‬قاعدة‭ ‬تانيغاشيما‭ ‬اليابانية،‭ ‬وكغيري‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬والعرب‭ ‬تابعت‭ ‬لحظات‭ ‬الانطلاق‭ ‬وأنا‭ ‬أشعر‭ ‬بالفخر‭ ‬بهذا‭ ‬الإنجاز‭ ‬والملحمة‭ ‬الخالدة‭ ‬التي‭ ‬سطرها‭ ‬أبناء‭ ‬زايد،‭ ‬وأثبتوا‭ ‬قدراتهم‭ ‬المذهلة‭ ‬وإيمانهم‭ ‬بالنجاح‭ ‬والتميز‭ ‬في‭ ‬البحث‭ ‬العلمي‭ ‬وعلوم‭ ‬الفضاء،‭ ‬خصوصا‭ ‬أن‭ ‬مسبار‭ ‬الأمل‭ ‬كما‭ ‬قال‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الشيخ‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬زايد‭ ‬آل‭ ‬نهيان‭ ‬رئيس‭ ‬الدولة‭ ‬حفظه‭ ‬الله،‭ ‬نشأت‭ ‬فكرته‭ ‬وتطورت‭ ‬داخل‭ ‬المؤسسات‭ ‬السياسية‭ ‬والبحثية‭ ‬الوطنية،‭ ‬وجرى‭ ‬تصميمه‭ ‬وتصنيع‭ ‬مكوناته‭ ‬الرئيسية‭ ‬بمشاركة‭ ‬أصيلة‭ ‬فاعلة‭ ‬من‭ ‬نخبة‭ ‬كفاءات‭ ‬وطنية‭ ‬شابة،‭ ‬نيرةِ‭ ‬العقولِ،‭ ‬رفيعةِ‭ ‬التأهيلِ‭ ‬والتدريبِ،‭ ‬مخلصة،‭ ‬صادقةِ‭ ‬الولاءِ‭ ‬والانتماء‭.‬

إن‭ ‬هذا‭ ‬التقدم‭ ‬العظيم‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬علوم‭ ‬الفضاء‭ ‬لأبناء‭ ‬الإمارات،‭ ‬تقف‭ ‬خلفه‭ ‬قيادة‭ ‬تدعم‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬الارتقاء‭ ‬بالمعرفة‭ ‬والأبحاث‭ ‬المتقدمة‭ ‬والتصميم‭ ‬والتصنيع،‭ ‬فالإمارات‭ ‬أنشأت‭ ‬مركز‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬للفضاء‭ ‬عام‭ ‬2006،‭ ‬والذي‭ ‬يقوم‭ ‬بالكثير‭ ‬من‭ ‬الخطط‭ ‬والبرامج‭ ‬كإعداد‭ ‬القادة‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬الفضاء،‭ ‬وتطوير‭ ‬قطاع‭ ‬علوم‭ ‬الفضاء‭ ‬في‭ ‬الإمارات،‭ ‬وإعداد‭ ‬جيل‭ ‬جديد‭ ‬من‭ ‬المهندسين‭ ‬والخبراء‭ ‬والباحثين‭ ‬الإماراتيين،‭ ‬وإطلاق‭ ‬المبادرات‭ ‬الاستراتيجية،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الأهداف‭ ‬التي‭ ‬ستحرك‭ ‬التاريخ‭ ‬الإنساني‭ ‬بالأعمال‭ ‬الجبارة،‭ ‬لأن‭ ‬هناك‭ ‬عقولا‭ ‬ومنهجا‭ ‬مدروسا‭ ‬واستراتيجية‭ ‬بالمعنى‭ ‬الحقيقي‭.‬

فهنيئا‭ ‬لنا‭ ‬كعرب،‭ ‬وهنيئا‭ ‬لدول‭ ‬الخليج،‭ ‬هذا‭ ‬الإنجاز‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬نوعه،‭ ‬وطموح‭ ‬أبناء‭ ‬الإمارات‭ ‬الذين‭ ‬يمثلون‭ ‬الثروة‭ ‬الحقيقية‭ ‬والطاقات‭ ‬الخارقة‭.‬