نموذج قبعات التفكير الست واستخداماتها العملية

| رائد البصري

هي‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬6‭ ‬أنماط‭ ‬للتفكير‭ ‬شائعة‭ ‬عند‭ ‬الناس‭ ‬يتم‭ ‬ارتداؤها‭ ‬لنكشف‭ ‬من‭ ‬منظورها‭ ‬تفكير‭ ‬معين،‭ ‬إذ‭ ‬يتم‭ ‬اللجوء‭ ‬له‭ ‬حسب‭ ‬الظرف‭ ‬المتاح،‭ ‬وهناك‭ ‬استخدامان‭ ‬أساسيان‭ ‬وعاملان‭ ‬للقبعات،‭ ‬هما‭ ‬الاستخدام‭ ‬الفردي‭ ‬أي‭ (‬تستخدم‭ ‬القبعات‭ ‬فرادى‭) ‬ولفترة‭ ‬محددة‭ ‬من‭ ‬الوقت‭ ‬لتبني‭ ‬نمط‭ ‬تفكير‭ ‬معين،‭ ‬وذلك‭ ‬لأغراض‭ ‬عدة،‭ ‬منها‭ ‬مثلا‭ ‬كتابة‭ ‬تقرير‭ ‬وتسيير‭ ‬أعمال‭ ‬اجتماع‭ ‬أو‭ ‬محادثات،‭ ‬والاستخدام‭ ‬الثاني‭ (‬استخدام‭ ‬تسلسلي‭ ‬أو‭ ‬تنظيمي‭) ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬استكشاف‭ ‬موضوع‭ ‬معين‭ ‬لتحديد‭ ‬موقف‭ ‬أو‭ ‬اتخاذ‭ ‬قرار‭.‬

نبدأ‭ ‬بالحديث‭ ‬عن‭ ‬الفروقات‭ ‬بين‭ ‬الأنماط‭ ‬الستة‭ ‬أو‭ ‬الألوان‭ ‬التي‭ ‬تحاكيها‭ ‬قبعات‭ ‬التفكير‭ ‬الست‭:‬

︎القبعة‭ ‬البيضاء‭: ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬النمط‭ ‬المحايد،‭ ‬والمقصود‭ ‬به‭ ‬هنا‭ ‬عملية‭ ‬جمع‭ ‬معلومات‭ ‬حول‭ ‬موضوع‭ ‬التفكير‭. ‬مكان‭ ‬إقامة‭ ‬المشروع‭ ‬أو‭ ‬الفكرة،‭ ‬الأسعار‭ ‬والكميات‭ ‬والتكاليف،‭ ‬معلومات‭ ‬حول‭ ‬البيئة‭ ‬المحيطة‭ ‬والظروف‭ ‬المحيطة،‭ ‬معلومات‭ ‬وإحصائيات‭ ‬حول‭ ‬مشروعات‭ ‬مشابهة‭ ‬إن‭ ‬وجدت‭. ‬لاحظ‭ ‬أن‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المعلومات‭ ‬رقمية‭ ‬محايدة‭ ‬لا‭ ‬إيجابية‭ ‬ولا‭ ‬سلبية‭ ‬ولذلك‭ ‬اخترنا‭ ‬اللون‭ ‬الأبيض‭ ‬للقبعة‭ ‬ليكون‭ ‬نقاء‭ ‬صفاء‭ ‬التفكير‭.‬

القبعة‭ ‬الصفراء‭: ‬القبعة‭ ‬الصفراء‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬التفكير‭ ‬الإيجابي‭ ‬وهي‭ ‬مأخوذة‭ ‬من‭ ‬لون‭ ‬الشمس‭ ‬رمز‭ ‬النماء‭ ‬ومصدر‭ ‬الطاقة‭. ‬عند‭ ‬ارتداء‭ ‬القبعة‭ ‬الصفراء‭ ‬نفكر‭ ‬في‭ ‬الجوانب‭ ‬الإيجابية‭ ‬للفكرة،‭ ‬كيف‭ ‬تزيد‭ ‬هذه‭ ‬الفكرة‭ ‬من‭ ‬دخلنا‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬أو‭ ‬كيف‭ ‬تحسن‭ ‬من‭ ‬ظروف‭ ‬العمل‭ ‬والحياة‭ ‬إنها‭ ‬خليط‭ ‬من‭ ‬التفاؤل‭ ‬والرغبة‭ ‬في‭ ‬رؤية‭ ‬الأشياء‭ ‬تتحقق‭ ‬والحصول‭ ‬على‭ ‬منافع‭.‬

القبعة‭ ‬السوداء‭: ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬التفكير‭ ‬التشاؤمي‭ ‬عند‭ ‬ارتدائها،‭ ‬وكثيرًا‭ ‬ما‭ ‬نرتديها‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬نشعر،‭ ‬نفكر‭ ‬في‭ ‬الجوانب‭ ‬السلبية‭ ‬للمشروع،‭ ‬الخسائر‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نتكبدها‭ ‬والصعوبات‭ ‬التي‭ ‬سنواجهها‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬دائمًا‭ ‬تمثل‭ ‬الجانب‭ ‬المظلم‭ ‬في‭ ‬المشروع‭.‬

القبعة‭ ‬الحمراء‭: ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬التفكير‭ ‬العاطفي‭ ‬وعند‭ ‬ارتدائها‭ ‬نفكر‭ ‬في‭ ‬المشروع‭ ‬بشكل‭ ‬عاطفي‭ ‬دون‭ ‬النظر‭ ‬إلى‭ ‬العوامل‭ ‬المنطقية‭ ‬والإيجابيات‭ ‬والسلبيات،‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬العواطف‭ ‬التي‭ ‬تدفعك‭ ‬لخوض‭ ‬غمار‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬المتع‭ ‬التي‭ ‬ستجنيها‭ ‬نتيجة‭ ‬لذلك‭ ‬هل‭ ‬تشعر‭ ‬بمشاعر‭ ‬فخر‭ ‬أو‭ ‬اعتزاز‭ ‬أو‭ ‬غيرها‭.‬

︎القبعة‭ ‬الخضراء‭: ‬ترمز‭ ‬إلى‭ ‬التفكير‭ ‬الإبداعي‭ ‬وهي‭ ‬مأخوذة‭ ‬من‭ ‬لون‭ ‬الأشجار‭ ‬وما‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬معاني‭ ‬الإبداع‭ ‬والتجديد،‭ ‬عند‭ ‬ارتداء‭ ‬القبعة‭ ‬الخضراء‭ ‬نبحث‭ ‬عن‭ ‬أفكار‭ ‬جديدة‭ ‬لم‭ ‬يسبق‭ ‬أن‭ ‬طرقت،‭ ‬فمثلًا‭ ‬نفكر‭ ‬في‭ ‬أصل‭ ‬الموضوع،‭ ‬المشروع،‭ ‬لماذا‭ ‬لا‭ ‬نبحث‭ ‬عن‭ ‬مشروع‭ ‬يمثل‭ ‬فكرة‭ ‬جديدة‭ ‬ورائدة؟‭ ‬ثم‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نفكر‭ ‬في‭ ‬السلبيات‭ ‬كيف‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نتجاوزها‭.‬

︎القبعة‭ ‬الزرقاء‭: ‬ترمز‭ ‬إلى‭ ‬التفكير‭ ‬الشمولي‭ ‬ويأتي‭ ‬دورها‭ ‬للتحقق‭ ‬من‭ ‬استعمال‭ ‬جميع‭ ‬أنماط‭ ‬التفكير‭ ‬الداخلة‭ ‬في‭ ‬تعريف‭ ‬التقنية‭. ‬فقبل‭ ‬إنهاء‭ ‬عملية‭ ‬التفكير‭ ‬يطرح‭ ‬السؤال‭ ‬هل‭ ‬استخدمنا‭ ‬جميع‭ ‬الأنماط‭ ‬؟‭ ‬هل‭ ‬هناك‭ ‬نمط‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬البحث‭ ‬والتفكير‭ ‬فيه؟‭ ‬وبناء‭ ‬على‭ ‬إجابة‭ ‬السؤال‭ ‬يتم‭ ‬إما‭ ‬إيقاف‭ ‬عملية‭ ‬التفكير‭ ‬أو‭ ‬استكمالها‭ ‬وتجميعها‭ ‬وبلورتها‭ ‬للآراء‭ ‬الأخرى‭ ‬الجيدة‭ ‬تحت‭ ‬أي‭ ‬ظرف‭ ‬مناسب‭.‬

المحصلة‭ ‬النهائية‭ ‬لقبعات‭ ‬التفكير

من‭ ‬ايجابياتها‭ ‬تقليل‭ ‬النزعات‭ ‬والخلافات‭ ‬وتحسين‭ ‬التواصل‭ ‬بين‭ ‬الأفراد‭ ‬في‭ ‬نطاق‭ ‬العمل‭ ‬وبناء‭ ‬علاقات‭ ‬جيدة‭ ‬تبني‭ ‬فرق‭ ‬العمل،‭ ‬تشجع‭ ‬التفكير‭ ‬الموازي‭ ‬تساعد‭ ‬في‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرار‭ ‬وحل‭ ‬المشكلات‭ ‬وتركز‭ ‬على‭ ‬الجودة‭ ‬الشاملة،‭ ‬كما‭ ‬تعرفك‭ ‬على‭ ‬أنواع‭ ‬التفكير‭ ‬المختلفة‭ ‬منها‭ ‬“الحيادي‭ ‬والعاطفي‭ ‬والسلبي‭ ‬والايجابي‭ ‬والإبداعي‭ ‬والموجه”‭ ‬ويمكن‭ ‬دمج‭ ‬قبعتين‭ ‬أو‭ ‬أكثر‭ ‬حسب‭ ‬الحاجة‭ ‬للموضوع‭ ‬المدرج،‭ ‬ويعود‭ ‬هذا‭ ‬لتفكير‭ ‬الإبداعي‭ ‬للكاتب‭ ‬لدوارد‭ ‬دي‭ ‬بونو‭.‬