أرقام تصنع البحرين... الجمعيات والتكريم الافتراضي للمتفوقين

| د. حسين المهدي

لفت‭ ‬نظري‭ ‬خبر‭ ‬إقامة‭ ‬الجمعية‭ ‬الأهلية‭ ‬لدعم‭ ‬التعليم‭ ‬والتدريب‭ ‬حفلاً‭ ‬افتراضياً‭ ‬للمتفوقين‭ ‬من‭ ‬الذكور‭ ‬والإناث،‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المراحل‭ ‬الدراسية،‭ ‬وبلغ‭ ‬عددهم‭ ‬72،‭ ‬ولا‭ ‬يفوتنا‭ ‬أن‭ ‬نبارك‭ ‬لهم‭ ‬ولأهاليهم،‭ ‬حيث‭ ‬“احتفاءً‭ ‬بتفوقهم‭ ‬ومشاركتهم‭ ‬فرحة‭ ‬التفوق‭ ‬وتحفيزهم‭ ‬على‭ ‬مواصلة‭ ‬التفوق‭ ‬سعياً‭ ‬لتخريج‭ ‬أجيال‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬خدمة‭ ‬المجتمع”،‭ ‬كما‭ ‬بين‭ ‬رئيس‭ ‬الجمعية‭ ‬حمزة‭ ‬شرف‭. ‬وهي‭ ‬خطوة‭ ‬تسير‭ ‬في‭ ‬الاتجاه‭ ‬العام‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بتقديم‭ ‬مختلف‭ ‬الخدمات‭ ‬في‭ ‬القطاعات،‭ ‬والتعامل‭ ‬عن‭ ‬بعد‭ ‬على‭ ‬ضوء‭ ‬الإجراءات‭ ‬الاحترازية‭ ‬المتبعة‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬المختصة،‭ ‬وتأتي‭ ‬أهمية‭ ‬هذا‭ ‬التكريم‭ ‬كون‭ ‬الجمعية‭ ‬الأهلية‭ ‬تأسست‭ ‬في‭ ‬2003م،‭ ‬وهي‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬المؤسسات‭ ‬المهتمة‭ ‬بالتعليم‭ ‬والتدريب،‭ ‬مع‭ ‬أول‭ ‬جمعية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬في‭ ‬1981‭ ‬وهي‭ ‬البحرين‭ ‬للتدريب‭ ‬وتنمية‭ ‬الموارد‭ ‬البشرية‭ ‬وإنجاز‭ ‬البحرينية‭ (‬2005‭)‬،‭ ‬والعمل‭ ‬الخيري‭ ‬الاجتماعي‭ ‬البحرينية‭ ‬“خير”‭ (‬2006‭).‬

هنا،‭ ‬نقف‭ ‬لرصد‭ ‬تأسيس‭ ‬الجمعيات‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬الموثق‭ ‬من‭ ‬الأخ‭ ‬د‭. ‬منصور‭ ‬سرحان،‭ ‬بتكوين‭ ‬“نادي‭ ‬اقبال‭ ‬أوال”،‭ ‬قبل‭ ‬زهاء‭ ‬107‭ ‬أعوام،‭ (‬1913‭)‬،‭ ‬ثم‭ ‬لحقه‭ ‬النادي‭ ‬الهندي‭ (‬1915‭)‬،‭ ‬والنادي‭ ‬الأدبي،‭ ‬بعد‭ ‬خمسة‭ ‬أعوام،‭ ‬والنادي‭ ‬البريطاني‭ ‬في‭ ‬1935م‭. ‬في‭ ‬مطلع‭ ‬الأربعينات،‭ ‬تأسست‭ ‬جمعية‭ ‬الإصلاح،‭ ‬وشهدت‭ ‬الخمسينات‭ ‬ظهور‭ ‬أول‭ ‬جمعيتين‭ ‬نسائيتين،‭ ‬نادي‭ ‬السيدات‭ (‬1953‭)‬،‭ ‬وكنيسة‭ ‬سانت‭ ‬كرستوفر‭ ‬بنفس‭ ‬العام،‭ ‬ونهضة‭ ‬فتاة‭ ‬البحرين‭ (‬1955‭)‬،‭ ‬وصدور‭ ‬أول‭ ‬قانون‭ ‬ينظم‭ ‬الترخيص‭ ‬للجمعيات‭ ‬والنوادي‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬العقد‭. ‬في‭ ‬1960‭ ‬أشهرت‭ ‬جمعية‭ ‬رعاية‭ ‬الطفل‭ ‬والأمومة،‭ ‬وكنيسة‭ ‬المار‭ ‬توما‭ ‬البحرين،‭ ‬ونادي‭ ‬روتاري‭ ‬المنامة‭ ‬في‭ ‬منتصف‭ ‬الستينات‭.‬

فترة‭ ‬السبعينات‭ ‬كانت‭ ‬حافلة‭ ‬بإنشاء‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الجمعيات‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬نشطة‭ ‬مثل‭: ‬الهلال‭ ‬الأحمر‭ ‬البحريني،‭ ‬والمهندسين‭ ‬البحرينية،‭ ‬والأطباء‭ ‬البحرينية،‭ ‬والمحاسبين‭ ‬البحرينية،‭ ‬والمحامين‭ ‬البحرينية،‭ ‬والبحرين‭ ‬لتنظيم‭ ‬ورعاية‭ ‬الأسرة،‭ ‬والبحرين‭ ‬للفن‭ ‬المعاصر،‭ ‬ومدينة‭ ‬عيسى‭ ‬التعاونية‭ ‬الاستهلاكية،‭ ‬والحد‭ ‬التعاونية‭ ‬الاستهلاكية،‭ ‬ثم‭ ‬زاد‭ ‬عدد‭ ‬مؤسسات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬في‭ ‬الثمانينات‭ ‬والتسعينات‭ ‬مع‭ ‬انطلاق‭ ‬نشاط‭ ‬الصناديق‭ ‬الخيرية،‭ ‬والتي‭ ‬تحولت‭ ‬إلى‭ ‬جمعيات‭ ‬خيرية‭ ‬لاحقاً،‭ ‬حيث‭ ‬أشرنا‭ ‬في‭ ‬دليلنا‭ ‬للجمعيات‭ ‬الأهلية‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬لعام‭ ‬2001م‭ ‬إلى‭ ‬وصول‭ ‬عدد‭ ‬المؤسسات‭ ‬الاهلية‭ ‬197‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬عام‭ ‬1996م،‭ ‬ثم‭ ‬إلى‭ ‬220‭ ‬بداية‭ ‬الألفية‭. ‬الطفرة،‭ ‬سجلت‭ ‬بعد‭ ‬عقدين‭ ‬عندما‭ ‬بلغ‭ ‬عدد‭ ‬المنظمات‭ ‬الأهلية‭ ‬المرخصة‭ ‬من‭ ‬وزارة‭ ‬العمل‭ ‬والتنمية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬613‭ ‬جمعية‭ ‬مطلع‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬2020م‭.‬

فكما‭ ‬بينت‭ ‬التواريخ‭ ‬والأرقام‭ ‬التي‭ ‬صنعت‭ ‬البحرين،‭ ‬بزوغ‭ ‬ونمو‭ ‬مؤسسات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬العقد‭ ‬الأول‭ ‬للقرن‭ ‬العشرين،‭ ‬التي‭ ‬تدعم‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬الشاملة،‭ ‬نفخر‭ ‬اليوم‭ ‬وبعد‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مئة‭ ‬عام،‭ ‬أن‭ ‬نرى‭ ‬جمعياتنا‭ ‬تواكب‭ ‬التغيرات،‭ ‬مثل‭ ‬كورونا،‭ ‬وتتبع‭ ‬التكريم‭ ‬الافتراضي‭ ‬عن‭ ‬بعد‭ ‬لتكريم‭ ‬متفوقي‭ ‬الوطن‭.‬