زبدة القول

وسائل الخراب الاجتماعي

| د. بثينة خليفة قاسم

أعجبني‭ ‬وأراحني‭ ‬جدا‭ ‬عنوان‭ ‬ومضمون‭ ‬مقال‭ ‬الشاعر‭ ‬الكبير‭ ‬فاروق‭ ‬جويدة‭ ‬في‭ ‬جريدة‭ ‬الأهرام‭ ‬المصرية،‭ ‬فنحن‭ ‬بحاجة‭ ‬لمثل‭ ‬هذه‭ ‬الأصوات‭ ‬المحترمة‭ ‬التي‭ ‬تدرك‭ ‬خطورة‭ ‬ما‭ ‬يقوم‭ ‬به‭ ‬بعض‭ ‬الصبية‭ ‬والمأجورين‭ ‬على‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬للإساءة‭ ‬إلى‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬الشقيقين‭.‬

لقد‭ ‬تابعنا‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬الماضية‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الفيديوهات‭ ‬والمنشورات‭ ‬الشاذة‭ ‬التي‭ ‬مثلت‭ ‬صدمة‭ ‬لنا‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬أشخاص‭ ‬على‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬التي‭ ‬نسيء‭ ‬استخدامها‭ ‬بكل‭ ‬أسف‭.‬

لا‭ ‬يمكنني‭ ‬كمواطنة‭ ‬عربية‭ ‬أقدر‭ ‬كل‭ ‬الدول‭ ‬والشعوب‭ ‬الشقيقة‭ ‬أن‭ ‬أتخيل‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬هذه‭ ‬القلة‭ ‬من‭ ‬إساءات‭ ‬هو‭ ‬صدفة،‭ ‬أو‭ ‬أنه‭ ‬يحدث‭ ‬دون‭ ‬ترتيب‭ ‬من‭ ‬أطراف‭ ‬بعينها‭ ‬تريد‭ ‬ضرب‭ ‬العلاقات‭ ‬التاريخية‭ ‬التي‭ ‬تجمع‭ ‬بين‭ ‬الشعوب‭ ‬العربية‭ ‬وبعضها‭ ‬البعض،‭ ‬فمصر‭ ‬والكويت‭ - ‬بما‭ ‬فيهما‭ ‬من‭ ‬مثقفين‭ ‬رفيعي‭ ‬المستوى‭ - ‬لا‭ ‬تقبلان‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الممارسات‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تمثل‭ ‬أيا‭ ‬من‭ ‬الشعبين‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭.‬

وفي‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬لن‭ ‬يسكت‭ ‬المثقفون‭ ‬والإعلاميون‭ ‬الشرفاء‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬القلة‭ ‬التي‭ ‬يجوز‭ ‬أن‭ ‬نصفها‭ ‬بأنها‭ ‬الزبد‭ ‬الذي‭ ‬يذهب‭ ‬جفاء‭.‬

عندما‭ ‬كتب‭ ‬الأستاذ‭ ‬فاروق‭ ‬جويدة‭ ‬مقاله‭ ‬تحت‭ ‬هذا‭ ‬العنوان‭ ‬شعرت‭ ‬بالتفاؤل،‭ ‬لأن‭ ‬المثقفين‭ ‬من‭ ‬أمثال‭ ‬هذا‭ ‬الشاعر‭ ‬الكبير‭ ‬أدركوا‭ ‬حجم‭ ‬الإساءة‭ ‬واستوعبوا‭ ‬درجة‭ ‬الخبث‭ ‬التي‭ ‬تكمن‭ ‬خلف‭ ‬هذه‭ ‬الممارسات‭ ‬غير‭ ‬المسؤولة‭ ‬والتي‭ ‬ينخرط‭ ‬فيها‭ ‬شباب‭ ‬جاهل‭ ‬يتم‭ ‬التغرير‭ ‬به‭ ‬واستخدامه،‭ ‬وها‭ ‬أنا‭ ‬ذا‭ ‬قد‭ ‬أدليت‭ ‬دلوي‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المسألة،‭ ‬وأدعو‭ ‬كل‭ ‬مثقف‭ ‬وكل‭ ‬إعلامي‭ ‬شريف‭ ‬إلى‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬رفضه‭ ‬لهذه‭ ‬القلة‭.‬