ومضة قلم

التعليم عن بعد البديل المثالي

| محمد المحفوظ

مفهوم‭ ‬التعليم‭ ‬عن‭ ‬بعد‭ ‬ليس‭ ‬وليد‭ ‬اللحظة،‭ ‬بل‭ ‬كان‭ ‬مطروحا‭ ‬منذ‭ ‬سنوات،‭ ‬كونه‭ ‬يوفر‭ ‬الوقت‭ ‬والمسافة‭ ‬والأهم‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يشترط‭ ‬تواجد‭ ‬المعلم‭ ‬في‭ ‬ذات‭ ‬المكان،‭ ‬بيد‭ ‬أن‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬فرضت‭ ‬هذا‭ ‬النمط‭ ‬من‭ ‬التعليم‭ ‬كحل‭ ‬لابد‭ ‬منه،‭ ‬إنه‭ ‬البديل‭ ‬المثالي‭ ‬للتعليم‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الظرف‭ ‬بالغ‭ ‬الصعوبة‭. ‬التكنولوجيا‭ ‬أتاحت‭ ‬للمتعلم‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬المعلومة‭ ‬بأيسر‭ ‬الطرق،‭ ‬لكنها‭ ‬باتت‭ ‬مسألة‭ ‬مطلوبة‭ ‬وملحة‭ ‬وخصوصا‭ ‬للعاملين‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭.‬

وبالنظر‭ ‬إلى‭ ‬تجربة‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬في‭ ‬التعليم‭ ‬عن‭ ‬بعد‭ ‬خلال‭ ‬الفصل‭ ‬الدراسي‭ ‬الفائت،‭ ‬فإنّ‭ ‬المؤشرات‭ ‬التي‭ ‬أعلنتها‭ ‬الوزارة‭ ‬تؤكد‭ ‬أنها‭ ‬حققت‭ ‬نجاحا‭ ‬منقطع‭ ‬النظير‭. ‬كان‭ ‬الهدف‭ ‬الأساس‭ ‬للتعليم‭ ‬عن‭ ‬بعد‭ ‬هو‭ ‬التأكد‭ ‬من‭ ‬حصول‭ ‬الطالب‭ ‬على‭ ‬الكفايات‭ ‬التعليمية‭ ‬وهو‭ ‬في‭ ‬بيته‭ ‬مع‭ ‬الالتزام‭ ‬بالمنهج‭ ‬المدرسي‭ ‬كما‭ ‬أشارت‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬وزارة‭ ‬التربية،‭ ‬حيث‭ ‬استطاعت‭ ‬الوزارة‭ ‬عبر‭ ‬هذا‭ ‬النمط‭ ‬الحديث‭ ‬من‭ ‬التعليم‭ ‬استمرار‭ ‬التعلم‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬توقف‭ ‬الدراسة‭ ‬في‭ ‬المدارس‭.‬

إنّ‭ ‬فكرة‭ ‬التعليم‭ ‬عن‭ ‬بعد‭ ‬كانت‭ ‬انطلاقتها‭ ‬متزامنة‭ ‬مع‭ ‬تدشين‭ ‬مشروع‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬لمدارس‭ ‬المستقبل‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2005م،‭ ‬لإعداد‭ ‬أجيال‭ ‬جديدة‭ ‬تأسيسا‭ ‬لمجتمع‭ ‬المعلومات‭ ‬وبناء‭ ‬اقتصاد‭ ‬المعرفة،‭ ‬ولا‭ ‬نعرف‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬التحديد‭ ‬لماذا‭ ‬كانت‭ ‬الوزارة‭ ‬مترددة‭ ‬في‭ ‬الأخذ‭ ‬بالتجربة‭ ‬منذ‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭! ‬الوزارة‭ ‬وجدت‭ ‬نفسها‭ ‬أمام‭ ‬التعليم‭ ‬عن‭ ‬بعد‭ ‬كبديل‭ ‬لا‭ ‬غنى‭ ‬عنه،‭ ‬والذي‭ ‬تجدر‭ ‬الإشارة‭ ‬إليه‭ ‬أنّ‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬كانت‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬التحول‭ ‬باتجاه‭ ‬التعليم‭ ‬عن‭ ‬بعد‭ ‬بما‭ ‬تمتلك‭ ‬من‭ ‬كوادر‭ ‬تعليمية‭ ‬مؤهلة‭ ‬ومدربة،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬توفر‭ ‬قنوات‭ ‬الاتصال‭ ‬بين‭ ‬الطالب‭ ‬والمعلم‭ ‬وولي‭ ‬الأمر‭ ‬عبر‭ ‬البوابة‭ ‬التعليمية‭ ‬والتي‭ ‬شهدت‭ ‬ثلاثة‭ ‬ملايين‭ ‬زيارة‭ ‬وتواجد‭ ‬آلاف‭ ‬المعلمين‭ ‬ومئة‭ ‬وسبعة‭ ‬وأربعين‭ ‬ألف‭ ‬طالب‭ ‬وسبعين‭ ‬ألف‭ ‬ولي‭ ‬أمر‭.‬

الذي‭ ‬نريد‭ ‬التأكيد‭ ‬عليه‭ ‬هنا‭ ‬أنّ‭ ‬تجاوب‭ ‬الطلبة‭ ‬كان‭ ‬مدهشا‭ ‬وفاق‭ ‬كل‭ ‬التوقعات‭ ‬رغم‭ ‬حداثة‭ ‬التجربة،‭ ‬وما‭ ‬التزام‭ ‬الطلاب‭ ‬بمتابعة‭ ‬الدروس‭ ‬والأنشطة‭ ‬عن‭ ‬بعد‭ ‬إلا‭ ‬دليل‭ ‬واضح‭ ‬على‭ ‬ذلك‭. ‬أعتقد‭ ‬أنّ‭ ‬على‭ ‬مسؤولي‭ ‬التعليم‭ ‬التفكير‭ ‬جديا‭ ‬في‭ ‬الأعوام‭ ‬القادمة‭ ‬باستثمار‭ ‬هذه‭ ‬التجربة‭ ‬الناجحة‭ ‬بما‭ ‬يخفف‭ ‬عن‭ ‬كاهل‭ ‬الطلبة‭ ‬كحل‭ ‬الأنشطة،‭ ‬وكذلك‭ ‬للمعلمين‭ ‬بتفعيل‭ ‬حلقات‭ ‬النقاش‭ ‬وإنتاج‭ ‬الدروس‭ ‬الإلكترونية‭.‬