ريشة في الهواء

الإنسان محور الأوطان

| أحمد جمعة

رأسمال‭ ‬الوطن‭ ‬هو‭ ‬الإنسان‭ ‬منذ‭ ‬خُلق‭ ‬الكون،‭ ‬وسُيرت‭ ‬الكواكب‭ ‬والمجرات،‭ ‬وكيفما‭ ‬دارت‭ ‬الكرة‭ ‬الأرضية،‭ ‬ظلَّ‭ ‬الإنسان‭ ‬محور‭ ‬الكون،‭ ‬وقد‭ ‬فضل‭ ‬على‭ ‬الملائكة‭ ‬عندما‭ ‬أمر‭ ‬الله‭ ‬الملائكة‭ ‬نفسها‭ ‬أن‭ ‬تسجد‭ ‬للإنسان،‭ ‬فقد‭ ‬جعله‭ ‬سيد‭ ‬الكون،‭ ‬ومن‭ ‬يومها‭ ‬قامت‭ ‬الدول‭ ‬والممالك‭ ‬وتأسست‭ ‬الحكومات‭ ‬وصدرت‭ ‬الأنظمة‭ ‬والقوانين‭ ‬والإجراءات،‭ ‬وجرت‭ ‬الاختراعات،‭ ‬وصار‭ ‬الإنسان‭ ‬بؤرة‭ ‬الكون،‭ ‬فكلّ‭ ‬عمل‭ ‬الحكومات‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬للإنسان،‭ ‬أي‭ ‬المواطن‭ ‬الذي‭ ‬يشكل‭ ‬أساس‭ ‬الحياة‭ ‬بالأرض،‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬الدول‭ ‬وما‭ ‬تسنه‭ ‬من‭ ‬قوانين‭ ‬وبرلمانات‭ ‬وحكومات‭ ‬وأنظمة‭ ‬ومؤسسات‭ ‬الهدف‭ ‬منها‭ ‬تحقيق‭ ‬السعادة‭ ‬والرخاء‭ ‬للإنسان،‭ ‬فشعارات‭ ‬الدول‭ ‬بالعالم‭ ‬كله،‭ ‬تصب‭ ‬بتكريم‭ ‬المواطن‭ ‬ورفع‭ ‬شأنه‭ ‬وتحقيق‭ ‬سعادته‭.‬

إن‭ ‬شقاء‭ ‬الإنسان‭ ‬دلالة‭ ‬على‭ ‬حاجته‭ ‬للرعاية،‭ ‬ورغبته‭ ‬بالحفاظ‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬من‭ ‬المعيشة‭ ‬التي‭ ‬تكفل‭ ‬له‭ ‬الاستقرار،‭ ‬وقد‭ ‬تحقق‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬العقود‭ ‬الماضية‭ ‬هذا‭ ‬الهدف‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ما‭ ‬أنجز‭ ‬من‭ ‬مكاسب‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬المراحل‭ ‬الماضية،‭ ‬حيث‭ ‬نجحت‭ ‬حكومة‭ ‬سمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬بجعل‭ ‬المواطن‭ ‬محور‭ ‬التنمية‭ ‬والبناء،‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬ضمن‭ ‬خطة‭ ‬وبرنامج‭ ‬وسياسة‭ ‬تبنتها‭ ‬حكومة‭ ‬سموه‭ ‬منذ‭ ‬تولي‭ ‬مسؤوليتها،‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬بمثابة‭ ‬منجز‭ ‬شهد‭ ‬له‭ ‬القاصي‭ ‬والداني،‭ ‬تمثل‭ ‬في‭ ‬حزم‭ ‬من‭ ‬المكاسب‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬الأصعدة‭ ‬استفاد‭ ‬منها‭ ‬المواطن‭ ‬البحريني‭ ‬وجعلته‭ ‬يحتفظ‭ ‬بكرامته،‭ ‬لأنها‭ ‬جاءت‭ ‬نتيجة‭ ‬جهود‭ ‬مكثفة‭ ‬بذلتها‭ ‬الحكومة‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬هذه‭ ‬السنوات‭ ‬جعلت‭ ‬منها‭ ‬علامة‭ ‬مضيئة‭ ‬في‭ ‬سماء‭ ‬سمعة‭ ‬البحرين‭ ‬وبين‭ ‬الأمم‭ ‬برعاية‭ ‬مواطنيها‭ ‬وتحقيق‭ ‬السعادة‭ ‬لهم‭.‬

صحيح‭ ‬أن‭ ‬العالم‭ ‬يمر‭ ‬بأزمة،‭ ‬وأن‭ ‬هناك‭ ‬استحقاقات‭ ‬على‭ ‬الدولة‭ ‬نتيجة‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة‭ ‬وما‭ ‬سبقها‭ ‬من‭ ‬انخفاض‭ ‬أسعار‭ ‬النفط‭ ‬لأدنى‭ ‬مستوى‭ ‬له،‭ ‬ما‭ ‬اضطر‭ ‬لأن‭ ‬يعاد‭ ‬النظر‭ ‬ببعض‭ ‬الإجراءات‭ ‬بما‭ ‬لا‭ ‬يمس‭ ‬المواطن‭ ‬في‭ ‬مكاسبه‭ ‬التي‭ ‬حققها،‭ ‬وبالتالي‭ ‬هي‭ ‬معادلة‭ ‬صعبة،‭ ‬ولكن‭ ‬يمكن‭ ‬التغلب‭ ‬عليها‭ ‬بالحكمة‭ ‬والحنكة‭ ‬والخبرة‭ ‬التي‭ ‬تميزت‭ ‬بها‭ ‬حكومة‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭.‬

أما‭ ‬مسألة‭ ‬التأمينات‭ ‬والتقاعد‭ ‬وهذه‭ ‬مشكلة‭ ‬نعاني‭ ‬منها‭ ‬منذ‭ ‬فترة‭ ‬ويتم‭ ‬تأجيلها‭ ‬فأظن‭ ‬كما‭ ‬كتب‭ ‬الكثيرون‭ ‬يجب‭ ‬معالجتها‭ ‬بالبحث‭ ‬عن‭ ‬الخلل‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المؤسسات،‭ ‬وكيف‭ ‬أخفقت‭ ‬في‭ ‬استثمار‭ ‬إيراداتها،‭ ‬وهذا‭ ‬أمر‭ ‬يمكن‭ ‬بالدراسة‭ ‬والبحث‭ ‬وتعيين‭ ‬من‭ ‬هم‭ ‬قادرون‭ ‬على‭ ‬إدارتها‭.‬

 

تنويرة‭: ‬

تجاهل‭ ‬نصيحة‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬ينصحك‭ ‬أمام‭ ‬الآخرين‭.‬