سوالف

الحل في “رياض الحزم” وليس في الأجواء

| أسامة الماجد

تشير‭ ‬كل‭ ‬الإحصائيات‭ ‬المتوفرة‭ ‬عن‭ ‬الإرهاب‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬إلى‭ ‬تورط‭ ‬قطر‭ ‬في‭ ‬تمويل‭ ‬الإرهاب‭ ‬والتطرف‭ ‬ونشر‭ ‬خطاب‭ ‬الكراهية‭ ‬والتحريض‭ ‬على‭ ‬الأنظمة‭ ‬والتدخل‭ ‬بالشؤون‭ ‬الداخلية‭ ‬للدول‭ ‬الأخرى،‭ ‬وهي‭ ‬جريمة‭ ‬خطيرة‭ ‬طبقا‭ ‬للقوانين‭ ‬الدولية‭ ‬ومن‭ ‬حق‭ ‬أية‭ ‬دولة‭ ‬اتخاذ‭ ‬الإجراءات‭ ‬والترتيبات‭ ‬القانونية‭ ‬لحماية‭ ‬أمنها‭ ‬الوطني،‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬قامت‭ ‬به‭ ‬الدول‭ ‬الأربع‭ ‬السعودية‭ ‬والإمارات‭ ‬والبحرين‭ ‬ومصر‭ ‬إجراءات‭ ‬سيادية‭ ‬ضرورية‭ ‬لضمان‭ ‬أمنها‭ ‬واستقرارها،‭ ‬والتي‭ ‬تضمنت‭ ‬قطع‭ ‬العلاقات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬مع‭ ‬دولة‭ ‬قطر،‭ ‬وفرض‭ ‬القيود‭ ‬الجوية،‭ ‬على‭ ‬أمل‭ ‬أن‭ ‬تعود‭ ‬قطر‭ ‬إلى‭ ‬رشدها‭ ‬والخروج‭ ‬من‭ ‬فلك‭ ‬عقدة‭ ‬النقص‭ ‬والعودة‭ ‬إلى‭ ‬التزاماتها‭ ‬واتخاذها‭ ‬الإجراءات‭ ‬العملية‭ ‬في‭ ‬وقف‭ ‬دعمها‭ ‬وتمويلها‭ ‬الإرهاب‭ ‬والتطرف‭ ‬ونشر‭ ‬خطاب‭ ‬الكراهية‭.‬

سفيرة‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬لدى‭ ‬هولندا،‭ ‬حصة‭ ‬عبدالله‭ ‬العتيبة،‭ ‬اختصرت‭ ‬المسألة‭ ‬بجوانبها‭ ‬الأساسية‭ ‬وفكرتها‭ ‬النهائية‭ ‬حين‭ ‬قالت‭ ‬“هذا‭ ‬الخلاف‭ ‬لن‭ ‬يحل‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬“الإيكاو”‭ ‬أو‭ ‬أية‭ ‬منظمة‭ ‬دولية‭ ‬أخرى،‭ ‬ولن‭ ‬تعود‭ ‬العلاقات‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬كانت‭ ‬عليه،‭ ‬إلا‭ ‬عندما‭ ‬تلتزم‭ ‬قطر‭ ‬أمام‭ ‬الدول‭ ‬الأربع‭ ‬بتنفيذ‭ ‬اتفاقيات‭ ‬الرياض،‭ ‬وتثبت‭ ‬أنه‭ ‬بإمكانها‭ ‬لعب‭ ‬دور‭ ‬بناء‭ ‬في‭ ‬المنطقة”‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬البحرين‭ ‬بينت‭ ‬في‭ ‬فقرة‭ ‬مكثفة‭ ‬أن‭ ‬الأسباب‭ ‬الجوهرية‭ ‬ليست‭ ‬أمورًا‭ ‬فنية‭ ‬تتعلق‭ ‬بتنفيذ‭ ‬اتفاقيات‭ ‬الطيران،‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬أمور‭ ‬سياسية‭ ‬تتعلق‭ ‬باحترام‭ ‬سيادة‭ ‬الدول‭ ‬واستقلالها‭.‬

على‭ ‬دولة‭ ‬قطر‭ ‬معرفة‭ ‬أن‭ ‬مصطلح‭ ‬“الحل‭ ‬في‭ ‬رياض‭ ‬الحزم”‭ ‬الطريقة‭ ‬الوحيدة‭ ‬التي‭ ‬ستضع‭ ‬العربة‭ ‬على‭ ‬الطريق‭ ‬الصحيح،‭ ‬وستفتح‭ ‬إمكانية‭ ‬تحقيق‭ ‬السلام،‭ ‬وتنفيذ‭ ‬المطالب‭ ‬الثلاثة‭ ‬عشر‭ ‬العادلة‭ ‬التي‭ ‬قدمتها‭ ‬الدول‭ ‬الأربع،‭ ‬وهي‭ ‬الحل‭ ‬الدائم‭ ‬والمستقر‭ ‬للخلاف‭ ‬أو‭ ‬المشكلة،‭ ‬وعدا‭ ‬ذلك‭ ‬ستكون‭ ‬حركة‭ ‬قطر‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬اتجاه‭ ‬جامدة‭ ‬ومجموعة‭ ‬شعاراتها‭ ‬الزائفة‭ ‬ستتراقص‭ ‬على‭ ‬شفاه‭ ‬الأغبياء‭ ‬مثلما‭ ‬تتراقص‭ ‬الأعلام‭ ‬في‭ ‬الهواء‭.‬

المشكلة‭ ‬أن‭ ‬قطر‭ ‬مازالت‭ ‬تدغدغ‭ ‬سطحيا‭ ‬تفكير‭ ‬وسلوك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأغبياء‭ ‬“شرقا‭ ‬وغربا”،‭ ‬وإعلامها‭ ‬يعكس‭ ‬غباء‭ ‬سياستها‭ ‬الخارجية‭ ‬تجاه‭ ‬الدول‭ ‬الأربع،‭ ‬فلا‭ ‬يكاد‭ ‬ينقضي‭ ‬يوم‭ ‬إلا‭ ‬ويطالعنا‭ ‬مقال‭ ‬أو‭ ‬برنامج‭ ‬يحبذ‭ ‬الاستثمارات‭ ‬الاحتكارية‭ ‬في‭ ‬الإرهاب،‭ ‬وهذا‭ ‬الأمر‭ ‬يزداد‭ ‬وضوحا‭ ‬على‭ ‬النطاق‭ ‬العربي‭ ‬والعالمي‭.‬