نظام الملالي بانتظار الضربة القاضية

| فلاح هادي الجنابي

بعد‭ ‬41‭ ‬عاما‭ ‬من‭ ‬الحكم‭ ‬الاستبدادي‭ ‬القمعي‭ ‬لنظام‭ ‬ولاية‭ ‬الفقيه‭ ‬في‭ ‬إيران،‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬النظر‭ ‬إلى‭ ‬الاعترافات‭ ‬المخزية‭ ‬لقادة‭ ‬الدجل‭ ‬في‭ ‬طهران‭ ‬بالفشل‭ ‬والأخطاء‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬مجرد‭ ‬اعترافات‭ ‬عادية‭ ‬يمكن‭ ‬المرور‭ ‬عليها‭ ‬مرور‭ ‬الكرام،‭ ‬بل‭ ‬إنها‭ ‬أكبر‭ ‬وأخطر‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬بكثير،‭ ‬ذلك‭ ‬أنها‭ ‬تأتي‭ ‬بعد‭ ‬تجربة‭ ‬حكم‭ ‬مريرة‭ ‬امتدت‭ ‬لـ‭ ‬41‭ ‬عاما‭ ‬ذاق‭ ‬وتجرع‭ ‬خلالها‭ ‬الشعب‭ ‬المآسي‭ ‬والويلات‭.‬

الحقيقة‭ ‬المرة‭ ‬بعد‭ ‬أربعة‭ ‬عقود‭ ‬من‭ ‬استمرار‭ ‬حكم‭ ‬هذا‭ ‬النظام،‭ ‬أنه‭ ‬ليست‭ ‬هناك‭ ‬بنى‭ ‬تحتية‭ ‬يمكن‭ ‬الاعتماد‭ ‬عليها،‭ ‬حيث‭ ‬أثبتت‭ ‬كوارث‭ ‬الزلازل‭ ‬والسيول‭ ‬التي‭ ‬حدثت‭ ‬خلال‭ ‬الأعوام‭ ‬الأخيرة‭ ‬ذلك‭ ‬بكل‭ ‬وضوح،‭ ‬وعوضا‭ ‬عن‭ ‬البنى‭ ‬التحتية‭ ‬هناك‭ ‬نهج‭ ‬سياسي‭ ‬ـ‭ ‬فكري‭ ‬يتمسك‭ ‬به‭ ‬النظام‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬لوحدها،‭ ‬إنما‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬فرضه‭ ‬على‭ ‬بلدان‭ ‬المنطقة‭ ‬أيضا،‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬ورط‭ ‬النظام‭ ‬في‭ ‬مشاكل‭ ‬وأزمات‭ ‬لا‭ ‬حصر‭ ‬لها‭ ‬وجعل‭ ‬الشعب‭ ‬يدفع‭ ‬ثمن‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬مع‭ ‬أن‭ ‬الشعب‭ ‬أعلن‭ ‬مرارا‭ ‬وتكرارا‭ ‬رفضه‭ ‬القاطع‭ ‬للتدخلات‭ ‬في‭ ‬بلدان‭ ‬المنطقة،‭ ‬كما‭ ‬أعلن‭ ‬قبل‭ ‬ذلك‭ ‬رفضه‭ ‬النظام‭ ‬نفسه‭ ‬وعدم‭ ‬استعداده‭ ‬لكي‭ ‬يعود‭ ‬لأجواء‭ ‬قرووسطائية‭ ‬كما‭ ‬يريد‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭.‬

نظام‭ ‬ولاية‭ ‬الفقيه‭ ‬وصل‭ ‬اليوم‭ ‬إلى‭ ‬طريق‭ ‬مسدود‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬داخل‭ ‬إيران‭ ‬فقط،‭ ‬إنما‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬أيضا،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬توضحت‭ ‬حقيقته‭ ‬التي‭ ‬فضحتها‭ ‬المقاومة‭ ‬الإيرانية‭ ‬من‭ ‬أنه‭ ‬نظام‭ ‬يعادي‭ ‬ليس‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬فقط،‭ ‬إنما‭ ‬الإنسانية،‭ ‬وأنه‭ ‬يشكل‭ ‬خطرا‭ ‬وتهديدا‭ ‬للسلام‭ ‬والأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬والعالم‭ ‬وأن‭ ‬عدم‭ ‬التصدي‭ ‬له‭ ‬ومواجهته‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬دعم‭ ‬وتأييد‭ ‬نضال‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬والمقاومة‭ ‬الإيرانية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحرية‭ ‬وإسقاط‭ ‬النظام‭ ‬سيكلف‭ ‬المنطقة‭ ‬والعالم‭ ‬أيضا،‭ ‬لأن‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬لن‭ ‬يكف‭ ‬عن‭ ‬مخططاته‭ ‬الإجرامية‭ ‬وسيبقى‭ ‬بؤرة‭ ‬للتطرف‭ ‬والإرهاب‭.‬

بعد‭ ‬أربعة‭ ‬عقود‭ ‬من‭ ‬الحكم،‭ ‬يقف‭ ‬نظام‭ ‬الملالي‭ ‬أمام‭ ‬رفض‭ ‬داخلي‭ ‬وإقليمي‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬وعقوبات‭ ‬دولية‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬تلقي‭ ‬بآثار‭ ‬وتداعيات‭ ‬بالغة‭ ‬السلبية‭ ‬على‭ ‬أوضاعه‭ ‬المختلفة،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬عزلة‭ ‬دولية‭ ‬لم‭ ‬يواجهها‭ ‬النظام‭ ‬طوال‭ ‬العقود‭ ‬الأربعة‭ ‬المنصرمة‭ ‬من‭ ‬حكمه،‭ ‬إنه‭ ‬يقف‭ ‬أمام‭ ‬وضع‭ ‬داخلي‭ ‬متأزم‭ ‬جدا‭ ‬قابل‭ ‬للانفجار‭ ‬في‭ ‬أية‭ ‬لحظة،‭ ‬خصوصا‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬صار‭ ‬المطلب‭ ‬الشعبي‭ ‬الأساسي‭ ‬المطروح‭ ‬يتركز‭ ‬على‭ ‬إسقاط‭ ‬النظام‭. ‬“الحوار”‭.‬