العودة للمدارس

| مريم أبودريس

كثير‭ ‬من‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور‭ ‬أبدوا‭ ‬قلقهم‭ ‬من‭ ‬عودة‭ ‬الانتظام‭ ‬بالمدارس‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬استمرار‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا،‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تصريحات‭ ‬منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭ ‬عن‭ ‬استبعاد‭ ‬اعتماد‭ ‬لقاح‭ ‬للفيروس‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬الحالية‭ ‬والتحذيرات‭ ‬من‭ ‬العودة‭ ‬للحياة‭ ‬الطبيعية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬استمرار‭ ‬تفشي‭ ‬الجائحة‭.‬

السيناريوهات‭ ‬التي‭ ‬وضعتها‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬لعودة‭ ‬الطلاب‭ ‬للمدارس‭ ‬لا‭ ‬تبدو‭ ‬مطمئنة‭ ‬جداً‭ ‬مع‭ ‬ثقتنا‭ ‬بأنه‭ ‬لن‭ ‬يتم‭ ‬اتخاذ‭ ‬أية‭ ‬خطوات‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬تعريض‭ ‬صحة‭ ‬وحياة‭ ‬الطلاب‭ ‬للخطر،‭ ‬لكن‭ ‬عودة‭ ‬الانتظام‭ ‬بالمدارس‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تقليل‭ ‬عدد‭ ‬الطلاب‭ ‬لكل‭ ‬فصل‭ ‬حسب‭ ‬تصريح‭ ‬الوكيل‭ ‬المساعد‭ ‬للتعليم‭ ‬الفني‭ ‬والمهني‭ ‬فإنه‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬يحمل‭ ‬في‭ ‬طياته‭ ‬خطراً‭ ‬محدقاً‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬إمكانية‭ ‬تفشي‭ ‬الفيروس‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬إصابة‭ ‬أحد‭ ‬الطلاب‭ ‬حتى‭ ‬مع‭ ‬تطبيق‭ ‬الإجراءات‭ ‬المتبعة‭ ‬للتعقيم‭ ‬والتباعد‭ ‬الاجتماعي‭.‬

إن‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الحديثة‭ ‬أتاحت‭ ‬لنا‭ ‬تطبيق‭ ‬التعليم‭ ‬عن‭ ‬بُعد‭ ‬مع‭ ‬أهمية‭ ‬تقديم‭ ‬الدروس‭ ‬مباشرة‭ ‬بحضور‭ ‬المعلم‭ ‬وطلاب‭ ‬الفصل‭ ‬باستخدام‭ ‬برنامج‭ ‬للاتصال‭ ‬المرئي‭ ‬يكون‭ ‬مناسباً‭ ‬لمثل‭ ‬هذه‭ ‬المهمات،‭ ‬إن‭ ‬اعتماد‭ ‬التطبيقات‭ ‬كما‭ ‬حدث‭ ‬خلال‭ ‬العام‭ ‬الدراسي‭ ‬المنصرم‭ ‬ليس‭ ‬كافيا‭ ‬أو‭ ‬عادلا،‭ ‬خصوصا‭ ‬عندما‭ ‬يقوم‭ ‬بعض‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور‭ ‬بحل‭ ‬التطبيقات‭ ‬عوضاً‭ ‬عن‭ ‬أبنائهم،‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬من‭ ‬الأمر‭ ‬غير‭ ‬منصف‭ ‬للطلاب‭ ‬الذين‭ ‬اجتهدوا‭ ‬بأنفسهم‭ ‬للاستفادة‭ ‬من‭ ‬الدروس‭ ‬والتطبيقات‭.‬

نحن‭ ‬بحاجة‭ ‬اليوم‭ ‬للتفكير‭ ‬الإبداعي‭ ‬والخروج‭ ‬بأفكار‭ ‬غير‭ ‬اعتيادية‭ ‬لوضع‭ ‬أفضل‭ ‬سيناريو‭ ‬لاستمرارية‭ ‬التعليم‭ ‬دون‭ ‬المخاطرة‭ ‬بزيادة‭ ‬أعداد‭ ‬المصابين،‭ ‬وهنا‭ ‬ربما‭ ‬يكون‭ ‬من‭ ‬المجدي‭ ‬أن‭ ‬تفتح‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬الباب‭ ‬لتقديم‭ ‬الاقتراحات‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬دراستها‭ ‬والاستفادة‭ ‬منها‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬عملية‭ ‬التعليم‭ ‬عن‭ ‬بُعد‭ ‬للطلبة‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المستويات‭.‬