صور مختصرة

رب ضارة نافعة

| عبدالعزيز الجودر

نتحرك‭ ‬وسط‭ ‬ظروف‭ ‬لم‭ ‬نعتد‭ ‬عليها‭ ‬قبلا،‭ ‬بسبب‭ ‬آثار‭ ‬وتداعيات‭ ‬الجائحة،‭ ‬ومع‭ ‬مرور‭ ‬الوقت‭ ‬تأقلم‭ ‬الكثير‭ ‬منا‭ ‬على‭ ‬نمطية‭ ‬الحياة‭ ‬الجديدة‭ ‬“والحكره”‭ ‬في‭ ‬المنازل‭ ‬بكل‭ ‬تفاصيلها‭ ‬اليومية،‭ ‬وفي‭ ‬ذات‭ ‬الوقت‭ ‬هناك‭ ‬البعض‭ ‬القليل‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬“يحافص‭ ‬ويشادخ‭ ‬ويراضخ”‭ ‬غير‭ ‬مستوعب‭ ‬ما‭ ‬يجري‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬“مثل‭ ‬الشرياص‭ ‬اللي‭ ‬صايده‭ ‬المد‭ ‬فوق‭ ‬يافوخه”،‭ ‬هؤلاء‭ ‬القلة‭ ‬بحاجة‭ ‬لوقت‭ ‬أطول‭ ‬حتى‭ ‬يستوعبوا‭ ‬ما‭ ‬يحصل‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬الاقتناع‭ ‬والرضا،‭ ‬وأن‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬الطارئ‭ ‬سيدخل‭ ‬مرحلة‭ ‬“الفيد”‭ ‬والأفول‭ ‬متى‭ ‬ما‭ ‬تحمل‭ ‬جميع‭ ‬أفراد‭ ‬المجتمع‭ ‬مسؤولية‭ ‬أنفسهم‭.‬

وبالرغم‭ ‬مما‭ ‬هو‭ ‬حاصل‭ ‬وهذا‭ ‬ليس‭ ‬أمرا‭ ‬سهلا،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬رب‭ ‬ضارة‭ ‬نافعة،‭ ‬فالوباء‭ ‬أحدث‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬التغيرات‭ ‬والعادات‭ ‬والسلوكيات‭ ‬والتصرفات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬غير‭ ‬المرغوب‭ ‬فيها‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬قبل‭ ‬الابتلاء،‭ ‬ولولا‭ ‬ما‭ ‬يمور‭ ‬بنا‭ ‬فإنه‭ ‬من‭ ‬رابع‭ ‬المستحيلات‭ ‬أن‭ ‬تستبدل‭ ‬أو‭ ‬تتغير،‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬لا‭ ‬الحصر‭ ‬استفاد‭ ‬من‭ ‬وجود‭ ‬هذه‭ ‬الجائحة‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬المقبلين‭ ‬على‭ ‬عقد‭ ‬القران‭ ‬وإتمام‭ ‬مراسيم‭ ‬الزواج،‭ ‬فقد‭ ‬انخفضت‭ ‬تكاليف‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬قبلا‭ ‬باهظة‭ ‬الثمن‭ ‬بشكل‭ ‬متعب‭ ‬للزوج،‭ ‬لهذا‭ ‬نرصد‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭ ‬اقتناص‭ ‬الشباب‭ ‬هذه‭ ‬الفرصة‭ ‬التي‭ ‬لن‭ ‬تتكرر‭.‬

الفائدة‭ ‬الثانية‭ ‬كما‭ ‬نلاحظها،‭ ‬تقلصت‭ ‬ميزانية‭ ‬الأسر‭ ‬المخصصة‭ ‬لحفلات‭ ‬الاستقبال‭ ‬الدخيلة‭ ‬على‭ ‬مجتمعنا‭ ‬البحريني،‭ ‬كالزواج‭ ‬وأعياد‭ ‬الميلاد‭ ‬والتخرج‭ ‬والطلاق‭ ‬“وشليطة‭ ‬طويلة‭ ‬من‭ ‬هالخرطي‭ ‬اللي‭ ‬مول‭ ‬ما‭ ‬يخلص”،‭ ‬وكانت‭ ‬قبل‭ ‬الجائحة‭ ‬تستنزف‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬ميزانيات‭ ‬الأسر‭ ‬والأفراد،‭ ‬أما‭ ‬الآن‭ ‬فقد‭ ‬اختفت‭ ‬تماما‭ ‬بين‭ ‬الناس،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬الإحراجات‭ ‬واللوم‭ ‬والعتاب‭ ‬“والشرة”‭ ‬التي‭ ‬تحصل‭ ‬بين‭ ‬“العازمه‭ ‬والمعزومه”،‭ ‬وأحيانا‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬القطيعة‭ ‬“لأن‭ ‬فلانه‭ ‬ما‭ ‬ياتنه،‭ ‬وعلانه‭ ‬ما‭ ‬وجبتنه،‭ ‬وفلانه‭ ‬طح‭ ‬حظها”‭ ‬وإلى‭ ‬آخر‭ ‬“هالبربزة”‭.‬

الفائدة‭ ‬الثالثة‭ ‬وكما‭ ‬يبدو‭ ‬لي‭ ‬“التقندم‭ ‬والتحندي‭ ‬والتشكي”‭ ‬عند‭ ‬المواطن‭ ‬المديون‭ ‬للبنوك‭ ‬والمصارف‭ ‬التجارية‭ ‬وبنك‭ ‬وزارة‭ ‬الإسكان،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬تكلف‭ ‬الحكومة‭ ‬بدفع‭ ‬فواتير‭ ‬الكهرباء‭ ‬عن‭ ‬المواطنين‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬“صالخة‭ ‬البحريني‭ ‬صلاخ”،‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الشهور‭ ‬شديدة‭ ‬الحرارة،‭ ‬وأخيرا‭ ‬اختفاء‭ ‬ظاهرة‭ ‬السهر‭ ‬عند‭ ‬طلبة‭ ‬المدارس‭ ‬خارج‭ ‬منازلهم‭. ‬وعساكم‭ ‬عالقوة‭.‬