نبض العالم

أوروبا تحت المجهر

| علي العيناتي

‭* ‬شتات‭ ‬وضياع‭   ‬

‭ ‬تحدثنا‭ ‬مسبقا‭ ‬عن‭ ‬سوء‭ ‬إدارة‭ ‬المدرب‭ ‬الايطالي‭ ‬ساري‭ ‬لفريق‭ ‬يوفنتوس،‭ ‬وجاءت‭ ‬النتائج‭ ‬الأخيرة‭ ‬في‭ ‬الدوري‭ ‬لتؤكد‭ ‬صحة‭ ‬هذا‭ ‬الادعاء،‭ ‬فيوفنتوس‭ ‬عجز‭ ‬عن‭ ‬الفوز‭ ‬للمباراة‭ ‬الثالثة‭ ‬على‭ ‬التوالي،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يحدث‭ ‬منذ‭ ‬زمن،‭ ‬واستقبلت‭ ‬شباكه‭ ‬9‭ ‬أهداف‭ ‬في‭ ‬آخر‭ ‬3‭ ‬مباريات‭ ‬فقط،‭ ‬وهذا‭ ‬الرقم‭ ‬لا‭ ‬يتناسب‭ ‬مع‭ ‬فريق‭ ‬بحجم‭ ‬يوفنتوس‭ ‬ومتصدرا‭ ‬للدوري،‭ ‬ثم‭ ‬إن‭ ‬البيانكونيري‭ ‬خسر‭ ‬أمام‭ ‬الميلان‭ ‬وتعادل‭ ‬أمام‭ ‬ساسولو،‭ ‬وهو‭ ‬كان‭ ‬متقدما‭ ‬بالنتيجة‭ ‬بفارق‭ ‬هدفين‭ ‬في‭ ‬مؤشر‭ ‬واضح‭ ‬على‭ ‬الخلل‭ ‬الفني‭ ‬في‭ ‬الفريق‭.‬

‭ ‬غالبا‭ ‬المدرب‭ ‬الجديد‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬فريق‭ ‬كان‭ ‬ربما‭ ‬يجد‭ ‬بعض‭ ‬الصعوبات‭ ‬في‭ ‬البدايات‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬يفهم‭ ‬إمكانات‭ ‬لاعبيه‭ ‬وبعدها‭ ‬تتضح‭ ‬بصماته‭ ‬ويظهر‭ ‬عمله‭.‬‭ ‬أما‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬ساري،‭ ‬فإن‭ ‬يوفنتوس‭ ‬كان‭ ‬سيئا‭ ‬في‭ ‬البدايات،‭ ‬وظل‭ ‬سيئا‭ ‬حتى‭ ‬منتصف‭ ‬الموسم،‭ ‬وها‭ ‬هو‭ ‬يصبح‭ ‬أكثر‭ ‬سوءًا،‭ ‬وهو‭ ‬على‭ ‬مشارف‭ ‬النهايات،‭ ‬وهي‭ ‬المرحلة‭ ‬الأهم‭. ‬الجميع‭ ‬بات‭ ‬مقتنعا‭ ‬أن‭ ‬ساري‭ ‬أقل‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬اسم‭ ‬يوفنتوس‭ ‬وعراقته‭.. ‬وعلى‭ ‬إدارة‭ ‬النادي‭ ‬أن‭ ‬تعي‭ ‬تماما‭ ‬أن‭ ‬مسألة‭ ‬الإبقاء‭ ‬عليه‭ ‬حتى‭ ‬نهاية‭ ‬الموسم‭ ‬سيكون‭ ‬بمثابة‭ ‬الاعتراف‭ ‬الصريح‭ ‬من‭ ‬قبلها‭ ‬بأنها‭ ‬لا‭ ‬تفكر‭ ‬إلا‭ ‬بلقب‭ ‬الدوري‭ ‬التاسع،‭ ‬وليست‭ ‬مكترثة‭ ‬بلقب‭ ‬دوري‭ ‬الأبطال،‭ ‬رغم‭ ‬أنها‭ ‬أزكمت‭ ‬الأنوف‭ ‬وأصدعت‭ ‬الرؤوس‭ ‬من‭ ‬تصريحاتها‭ ‬المستمرة‭ ‬حيال‭ ‬حلم‭ ‬الفوز‭ ‬بذات‭ ‬الأذنين‭.‬

‭ * ‬مدرسة‭ ‬أتلانتا

على‭ ‬النقيض‭ ‬من‭ ‬ساري‭ ‬تماما،‭ ‬المدرب‭ ‬الإيطالي‭ ‬القدير‭ ‬غاسبريني‭ ‬يقود‭ ‬أتلانتا‭ ‬بكل‭ ‬اقتدار‭ ‬حتى‭ ‬أصبح‭ ‬نموذجا‭ ‬لإبهار‭ ‬العالم‭ ‬بالكرة‭ ‬الجميلة‭ ‬والممتعة‭ ‬التي‭ ‬يقدمها‭ ‬رغم‭ ‬محدودية‭ ‬الإمكانات‭ ‬الفنية‭ ‬في‭ ‬الفريق‭.‬

لك‭ ‬أن‭ ‬تتخيل‭ ‬أن‭ ‬أعلى‭ ‬سقف‭ ‬لرواتب‭ ‬لاعبيّ‭ ‬أتلانتا‭ ‬لا‭ ‬يتعدى‭ ‬مليونَي‭ ‬يورو،‭ ‬في‭ ‬دلالة‭ ‬واضحة‭ ‬على‭ ‬تواضع‭ ‬الأسماء‭ ‬في‭ ‬الفريق،‭ ‬ولكن‭ ‬بحنكة‭ ‬ودهاء‭ ‬غاسبريني،‭ ‬أصبح‭ ‬هذا‭ ‬الفريق‭ ‬ملفتا‭ ‬للانظار‭ ‬بفضل‭ ‬ما‭ ‬يقدمه‭ ‬من‭ ‬مستويات‭ ‬مذهلة‭ ‬وضربه‭ ‬للخصوم‭ ‬بالأهداف‭ ‬الغزيرة،‭ ‬حتى‭ ‬وصل‭ ‬لأن‭ ‬يكون‭ ‬واحدا‭ ‬من‭ ‬أقوى‭ ‬ثلاثة‭ ‬فرق‭ ‬هجوميًّا‭ ‬في‭ ‬أوروبا‭!!. ‬أتلانتا‭ ‬مدرسة‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يتعلم‭ ‬منها‭ ‬يوفنتوس‭ ‬وكل‭ ‬الأندية‭ ‬في‭ ‬العالم‭.. ‬إدارة‭ ‬صنعت‭ ‬فريقا‭ ‬مذهلا‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تضخ‭ ‬الأموال‭ ‬الكثيرة،‭ ‬فقط‭ ‬امتلكت‭ ‬النظرة‭ ‬الثاقبة‭ ‬في‭ ‬اختيار‭ ‬المدرب‭ ‬واللاعبين،‭ ‬وها‭ ‬هي‭ ‬تجني‭ ‬ثمار‭ ‬هذا‭ ‬العمل‭ ‬المتقن‭!!.‬