قهوة الصباح

الإنسانية طريق الخلاص

| سيد ضياء الموسوي

لا‭ ‬الرأسمالية‭ ‬نجحت‭ ‬في‭ ‬مسح‭ ‬دموع‭ ‬الفقراء،‭ ‬ولا‭ ‬الاشتراكية‭ ‬تمكنت‭ ‬من‭ ‬توزيع‭ ‬ربطات‭ ‬الخبز‭ ‬على‭ ‬البطون‭ ‬الجائعة،‭ ‬ولا‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬ادعت‭ ‬أن‭ ‬اقتصادها‭ ‬إسلامي‭ ‬كإيران‭ ‬وطالبان‭ ‬والموصل‭ ‬استطاعت‭ ‬أن‭ ‬تخفف‭ ‬وجع‭ ‬الإنسان‭. ‬الإنسان‭ ‬هو‭ ‬الإنسان‭ ‬إذا‭ ‬تمكن‭ ‬من‭ ‬السلطة‭ ‬والمال‭ ‬وغياب‭ ‬الواعز‭ ‬الأخلاقي‭ ‬فهو‭ ‬على‭ ‬استعداد‭ ‬لذبح‭ ‬أمة‭ ‬بأكملها‭. ‬

لا‭ ‬أفرق‭ ‬بين‭ ‬حزب‭ ‬إسلامي‭ ‬ولا‭ ‬ماركسي‭ ‬ولا‭ ‬قومي‭ ‬ولا‭ ‬ليبرالي‭ ‬ولا‭ ‬يساري‭ ‬ولا‭ ‬علماني‭. ‬

وحدها‭ ‬العقيدة‭ ‬الإنسانية‭ ‬ذات‭ ‬القيم‭ ‬الكونية‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬تخفيف‭ ‬وحشية‭ ‬وحيونة‭ ‬الإنسان،‭ ‬ولها‭ ‬شروط‭ ‬لنتمكن‭ ‬من‭ ‬ترسيخها‭. ‬ماذا‭ ‬فعلت‭ (‬النيوليبرالية‭) ‬بالناس‭ ‬أو‭ ‬نظرية‭ ‬فريدمان‭ ‬في‭ ‬الصدمة‭ ‬الاقتصادية؟‭ ‬ماذا‭ ‬فعلت‭ ‬الماركسية‭ ‬بالاتحاد‭ ‬السوفيتي‭ ‬وماذا‭ ‬فعل‭ ‬الاقتصاد‭ (‬الديني‭) ‬بالإيرانيين؟‭ ‬بل‭ ‬ماذا‭ ‬فعل‭ ‬الإسلاميون‭ ‬بشباب‭ ‬بعمر‭ ‬الزهور‭ ‬يلقونهم‭ ‬في‭ ‬المحارق‭ ‬ثم‭ ‬يقفون‭ ‬محرمين‭ ‬خروجهم‭. ‬سأكتب‭ ‬مقالا‭ ‬بعنوان‭: ‬يسرقون‭ ‬أعمارنا‭ ‬ثم‭ ‬يختفون‭. ‬اسمحوا‭ ‬لي،‭ ‬من‭ ‬قراءتي‭ ‬للتاريخ‭ ‬والفلسفة‭ ‬والاقتصاد‭ ‬والعلوم‭ ‬الانسانية،‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬خبرتي‭ ‬في‭ ‬الحياة،‭ ‬وصلت‭ ‬لقناعة‭ ‬أن‭ ‬المنهج‭ ‬الانساني‭ ‬في‭ ‬السياسة‭ ‬والاقتصاد‭ ‬والثقافة‭ ‬والاجتماع‭ ‬هو‭ ‬القادر‭ ‬على‭ ‬صناعة‭ ‬حياة‭ ‬مثالية‭. ‬لم‭ ‬تقنعني‭ ‬لا‭ ‬نظريات‭ ‬ماركس‭ ‬ولا‭ ‬ادم‭ ‬سميث‭ ‬ولا‭ ‬أفلاطون‭ ‬في‭ ‬المدينة‭ ‬الفاضلة،‭ ‬ولا‭ ‬الدينيون،‭ ‬فحتى‭ ‬هؤلاء‭ ‬أفكارهم‭ ‬مليئة‭ ‬بالحشو‭ ‬والادلجة‭. ‬هناك‭ ‬أبعاد‭  ‬اقتصادية‭ ‬ذات‭ ‬مسحات‭ ‬وعمق‭ ‬انساني‭ ‬وجدتها‭ ‬في‭ ‬نهج‭ ‬البلاغة‭ ‬ومن‭ ‬قراءات‭ ‬لفلاسفة‭ ‬وعظماء‭ ‬تقود‭ ‬لتوليفة‭ ‬فكرية‭ ‬بأن‭ ‬سعادة‭ ‬البشرية‭ ‬في‭ ‬النهج‭ ‬الانساني،‭ ‬سأضعها‭ ‬في‭ ‬دراستي‭ ‬الانسانية‭. ‬لا‭ ‬أخفي‭ ‬عليكم،‭ ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬أحمله‭ ‬من‭ ‬عمق‭ ‬فلسفي‭ ‬وجودي،‭ ‬وبُعدكوني‭ ‬في‭ ‬قراءة‭ ‬الحياة‭. ‬من‭ ‬عائلتك،‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬أموالك،‭ ‬كم‭ ‬كتاب‭ ‬كتبت،‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬مذهبك،ك‭ ‬م‭ ‬شركة‭ ‬عندك،‭ ‬لا‭ ‬يساوي‭ ‬خردلة‭ ‬إذا‭ ‬كنت‭ ‬لا‭ ‬تمتلك‭ ‬بعدا‭ ‬انسانيا‭. ‬المهم‭ ‬عندي‭ ‬كم‭ ‬كيلو‭ ‬انسانية‭ ‬في‭ ‬قلبك‭. ‬لهذا‭ ‬دعواتي‭ ‬لكل‭ ‬الشباب‭ ‬العربي،‭ ‬ذوِّبوا‭ ‬النعرات‭ ‬الطائفية‭ ‬والحزبية‭ ‬والمذهبية،‭ ‬واخرجوا‭ ‬من‭ ‬الصندوق،‭ ‬وقيموا‭ ‬الناس‭ ‬من‭ ‬معيار‭ ‬انساني،‭ ‬وكونوا‭ ‬علاقات‭  ‬غيروا‭ ‬فلسفتكم‭ ‬للحياة‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬العقيدة‭ ‬الانسانية،‭ ‬والقوا‭ ‬من‭ ‬النافذة‭ ‬كل‭ ‬النفايات‭ ‬من‭ ‬الافكار‭ ‬السياسية‭ ‬وغيرها‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬تتعارض‭ ‬مع‭ ‬قيم‭ ‬الانسانية،‭ ‬وحضارة‭ ‬الانسان‭. ‬اكتشفوا‭ ‬اله‭ ‬الحب‭ ‬والجمال‭ ‬والانسان‭. ‬سوف‭ ‬أشتغل‭ ‬على‭ ‬كتاب‭ ‬أكتبه‭ ‬للشباب‭ ‬يتحدث‭ ‬عن‭ ‬فلسفتي‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬من‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬الانسانية،‭ ‬وكيف‭ ‬يعيش‭ ‬الانسان‭ ‬موزعا‭ ‬للحب‭ ‬محبا‭ ‬للجمال‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬الاحزاب،‭ ‬وإنما‭ ‬الانطلاق‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬خرافات‭ ‬رجال‭ ‬الدين‭ ‬الذين‭ ‬حشوا‭ ‬عقولنا‭ ‬بالخرافات‭ ‬حتى‭ ‬أضاعوا‭ ‬أعمارنا،‭ ‬وخربوا‭ ‬الذوق‭ ‬العام‭. ‬

 

رسائل‭ ‬بلا‭ ‬تشفير‭:‬

‭ ‬‮١‬‭- ‬أتمنى‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬البحريني‭ ‬قراءة‭ ‬كتاب‭ ‬سيكولوجية‭ ‬الجماهير‭ ‬لغوستاف‭ ‬لوبون‭. ‬وأوهام‭ ‬النخبة‭ ‬لعلي‭ ‬حرب‭ ‬وكتاب‭ ‬مهم‭ ‬جدا‭ ‬اسمه‭: ‬الحركة‭ ‬الاسلامية‭ ‬ثغرات‭ ‬في‭ ‬الطريق‭.‬