الأمير خليفة بن سلمان.. روح الهداية في الرعاية والعناية منذ البداية

| عادل عيسى المرزوق

يمثل‭ ‬الخط‭ ‬الأيديولوجي‭ ‬التنويري‭ ‬المستدام‭ ‬المبني‭ ‬على‭ ‬تمحور‭ ‬الضمير‭ ‬في‭ ‬العمق‭ ‬الإنساني‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬حياة‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة؛‭ ‬ركيزة‭ ‬أساسية‭ ‬تستند‭ ‬عليها‭ ‬فلسفته‭ ‬للنجاح‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬استقرار‭ ‬الحياة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬بكل‭ ‬أبعادها‭ ‬التنموية،‭ ‬ويعمل‭ ‬الضمير‭ ‬الذي‭ ‬أحياه‭ ‬سموه‭ ‬في‭ ‬تسيير‭ ‬الحركة‭ ‬الروحية‭ ‬والعملية‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬واحد،‭ ‬ليجعل‭ ‬من‭ ‬التشعب‭ ‬في‭ ‬العملية‭ ‬التنموية‭ ‬نموذجا‭ ‬اجتماعيا‭ ‬عالميا،‭ ‬فذا‭ ‬قادرا‭ ‬على‭ ‬التمدد‭ ‬والرجوع‭ ‬والانجذاب‭ ‬للمحور‭ ‬الضمير،‭ ‬أي‭ ‬بمعنى‭ ‬الديناميكية‭ ‬والتوافقية‭ ‬في‭ ‬فلسفته‭ ‬للنجاح،‭ ‬التي‭ ‬تستطيع‭ ‬أن‭ ‬تتكيف‭ ‬وتواكب‭ ‬التغيرات‭ ‬والظروف‭ ‬والبيئة‭ ‬تحت‭ ‬مظلة‭ ‬روح‭ ‬الهداية‭ ‬في‭ ‬الرعاية‭ ‬والعناية،‭ ‬التي‭ ‬كرسها‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬حياته‭ ‬وستستمر‭ ‬في‭ ‬المسير‭ ‬لخدمة‭ ‬المجتمع‭ ‬والعالم‭ ‬أجمع‭. ‬

التعبير‭ ‬والتشبيه‭ ‬جميل‭ ‬وحيوي‭ ‬في‭ ‬فلسفة‭ ‬النجاح‭ ‬عند‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬بالكائن‭ ‬الحي‭ ‬المتحرك‭ ‬الذي‭ ‬يضاهي‭ ‬الكثير‭ ‬ممن‭ ‬يعبرون‭ ‬عن‭ ‬النجاح‭ ‬ويشبهونه‭ ‬بالكائن‭ ‬الحي؛‭ ‬لأنه‭ ‬حقيقة‭ ‬صريحة‭ ‬وواقع‭ ‬له‭ ‬أبعاد‭ ‬ومفاهيم‭ ‬عدة،‭ ‬ويكمن‭ ‬الفرق‭ ‬التمييزي‭ ‬عند‭ ‬سمو‭ ‬أمير‭ ‬الضمير‭ ‬في‭ ‬الحركة‭ ‬الديناميكية‭ ‬ذات‭ ‬الاتجاهين‭ ‬المتوازنين‭ ‬لدى‭ ‬فلسفة‭ ‬الأمير‭ ‬مقابل‭ ‬السكون‭ ‬أو‭ ‬شبه‭ ‬السكون‭ ‬والخمول‭ ‬في‭ ‬المعتقدات‭ ‬الفلسفية‭ ‬الأخرى‭ ‬ذات‭ ‬الاتجاه‭ ‬الواحد‭ ‬أو‭ ‬الاتجاهين‭ ‬غير‭ ‬المتوازنين‭. ‬

النجاح‭ ‬في‭ ‬نظر‭ ‬“اليزابيث‭ ‬تاون”‭ ‬في‭ ‬كتاب‭ ‬“كيف‭ ‬ينمو‭ ‬النجاح”‭ ‬هو‭ ‬كائن‭ ‬حي‭ ‬ينمو‭ ‬كما‭ ‬تنمو‭ ‬الأشجار‭ ‬وتظهر‭ ‬تدريجيا،‭ ‬وهو‭ ‬تعبير‭ ‬ضمني‭ ‬يتوافق‭ ‬مع‭ ‬رأي‭ ‬“وليام‭ ‬جورج‭ ‬جوردان”‭ ‬في‭ ‬اللغز‭ ‬الأكبر‭ ‬للحياة‭ ‬هي‭ ‬السعادة،‭ ‬وزراعة‭ ‬النجاح‭ ‬ممكنة‭ ‬وفي‭ ‬المتناول‭ ‬كما‭ ‬يراه‭ ‬ويعبر‭ ‬عنه‭ ‬بغرس‭ ‬السعادة‭ ‬والسعادة‭ ‬هي‭ ‬النجاح‭ ‬“أوريسون‭ ‬سويت‭ ‬ماردن‭ ‬“‭ ‬في‭ ‬كتابه‭ ‬“متعة‭ ‬الحياة‭ ‬ومفتاح‭ ‬السعادة”،‭ ‬وتعريف‭ ‬النجاح‭ ‬عند‭ ‬“تاون”‭ ‬هو‭ ‬حرية‭ ‬التصرف‭ ‬بوجود‭ ‬ضمير‭ ‬نقي‭ ‬وقلب‭ ‬محب،‭ ‬وهذا‭ ‬التعريف‭ ‬جزء‭ ‬مما‭ ‬تحويه‭ ‬الفرضية‭ ‬التنموية‭ ‬التي‭ ‬تبلورت‭ ‬من‭ ‬فلسفة‭ ‬الضمير‭ ‬عند‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬في‭ ‬أقطابها‭ ‬التي‭ ‬تحوم‭ ‬حول‭ ‬المركز‭ ‬وهو‭ ‬الضمير،‭ ‬وهذا‭ ‬التعبير‭ ‬الصحيح‭ ‬الذي‭ ‬يفترض‭ ‬أن‭ ‬تحويه‭ ‬وتذكره‭ ‬قواعد‭ ‬النجاح؛‭ ‬لأنه‭ ‬لا‭ ‬حياة‭ ‬لنجاح‭ ‬بلا‭ ‬ضمير؛‭ ‬كون‭ ‬الضمير‭ ‬يمثل‭ ‬روح‭ ‬الهداية‭ ‬في‭ ‬النجاح‭ ‬كما‭ ‬تمثل‭ ‬الروح‭ ‬في‭ ‬الجسد‭.‬

وفي‭ ‬تعبير‭ ‬آخر‭ ‬تشبيهي‭ ‬علمي‭ ‬أن‭ ‬النجاح‭ ‬يعتبر‭ ‬كنتيجة‭ ‬لعملية‭ ‬رياضية‭ ‬حسابية‭ ‬تمثل‭ ‬فيها‭ ‬الدقة‭ ‬والتركيز‭ ‬الوصول‭ ‬لتحقيق‭ ‬النتائج‭ ‬الصحيحة،‭ ‬وطريق‭ ‬النجاح‭ ‬إذا‭ ‬اختل‭ ‬فيه‭ ‬التدقيق‭ ‬والتركيز‭ ‬والدقة‭ ‬وغلبت‭ ‬عليه‭ ‬سمة‭ ‬الضمور‭ ‬والإهمال،‭ ‬فسيكون‭ ‬مصيره‭ ‬الخطأ‭ ‬والفشل،‭ ‬وبما‭ ‬أن‭ ‬النجاح‭ ‬كائن‭ ‬حي‭ ‬في‭ ‬التعبير،‭ ‬فهو‭ ‬يملك‭ ‬الإحساس‭ ‬والشعور‭ ‬ويستشعر‭ ‬الكلمة‭ ‬والحرف‭ ‬والألم‭ ‬والسعادة‭ ‬والابتسامة،‭ ‬وهذا‭ ‬التعبير‭ ‬والاعتقاد‭ ‬فيه‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الفكر‭ ‬المتعمق‭ ‬من‭ ‬منظور‭ ‬فلسفة‭ ‬فكر‭ ‬الأمير‭ ‬في‭ ‬الضمير‭ ‬الذي‭ ‬يدفع‭ ‬بالتركيز‭ ‬والجد‭ ‬والاجتهاد‭ ‬بسبب‭ ‬وجود‭ ‬المفاصل‭ ‬والمقاطع‭ ‬التي‭ ‬تكمل‭ ‬بعضها‭ ‬البعض،‭ ‬ولو‭ ‬اختل‭ ‬أحدها‭ ‬لاختل‭ ‬الكيان،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬تملكه‭ ‬فلسفة‭ ‬الفرضية‭ ‬التكاملية‭ ‬التي‭ ‬اشتقت‭ ‬منها‭ ‬قاعدة‭ ‬نجاح‭ ‬تنموية‭ ‬هرمية‭ ‬تعطي‭ ‬تفصيلا‭ ‬ومدلولا‭ ‬توضيحيا‭ ‬ورقابيا‭ ‬للحركة‭ ‬المحورية‭ ‬في‭ ‬الفرضية‭.‬    

فمعنى‭ ‬الكمال‭ ‬التقديري‭ ‬في‭ ‬الحركة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬الديناميكية‭ ‬المتوازنة‭ ‬ذات‭ ‬الاتجاهين‭ ‬التي‭ ‬يسعى‭ ‬دائما‭ ‬سموه‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬لتحقيقها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الكم‭ ‬الهائل‭ ‬من‭ ‬المبادرات‭ ‬والقرارت‭ ‬الإنسانية‭ ‬المحلية‭ ‬والعالمية،‭ ‬هو‭ ‬يمثل‭ ‬روح‭ ‬الهداية‭ ‬التكاملية‭ ‬منذ‭ ‬البداية‭ ‬إلى‭ ‬النهاية‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬عمل‭ ‬يتوجه‭ ‬له‭ ‬سموه‭ ‬من‭ ‬منطلق‭ ‬البُعد‭ ‬الإنساني‭ ‬التفاعلي‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬الاتجاهات‭ ‬للوصول‭ ‬للنجاح،‭ ‬ولا‭ ‬يتحقق‭ ‬نموذج‭ ‬الاتجاهين‭ ‬إلا‭ ‬بالذكاء‭ ‬الإستراتيجي‭ ‬الراسخ‭ ‬في‭ ‬شخصية‭ ‬سموه،‭ ‬ليصنع‭ ‬الفرق‭ ‬التمييزي‭ ‬بينه‭ ‬وبين‭ ‬المفكرين‭ ‬وفلاسفة‭ ‬النجاح،‭ ‬في‭ ‬استحثاث‭ ‬المجتمع‭ ‬وأفراده‭ ‬للتفاعل‭ ‬معه‭ ‬والجد‭ ‬والاجتهاد‭ ‬والعزيمة‭ ‬والمبادرة‭ ‬نحو‭ ‬النجاح‭ ‬الجمعي‭ ‬كما‭ ‬يريد،‭ ‬فالنجاح‭ ‬الجمعي‭ ‬في‭ ‬فلسفة‭ ‬حياة‭ ‬سموه‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬نهج‭ ‬عظيم‭ ‬يواكب‭ ‬الحركة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬الديناميكية‭ ‬التبادلية‭ ‬التي‭ ‬يؤمن‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬منظور‭ ‬علمي‭ ‬لأسس‭ ‬القيادة‭ ‬والريادة‭.‬