ما وراء الحقيقة

سارقوا التاريخ... سرقة الحجر الأسود

| د. طارق آل شيخان الشمري

يا‭ ‬ليت‭ ‬سرقات‭ ‬العثمانيين‭ ‬تقف‭ ‬عند‭ ‬حد‭ ‬سرقة‭ ‬الأعراق،‭ ‬حيث‭ ‬اجتمعت‭ ‬بقايا‭ ‬القبائل‭ ‬الوثنية‭ ‬والبيزنطيين‭ ‬والذين‭ ‬تخالطوا‭ ‬مع‭ ‬القبائل‭ ‬الهمجية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬لها‭ ‬أصل‭ ‬وتاريخ،‭ ‬وكونوا‭ ‬ما‭ ‬يعرف‭ ‬بالعثمانيين،‭ ‬ويا‭ ‬ليت‭ ‬سرقاتهم‭ ‬تقف‭ ‬عند‭ ‬سرقة‭ ‬أرض‭ ‬الأناضول‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬يحكمها‭ ‬العرب،‭ ‬وياليت‭ ‬سرقاتهم‭ ‬تقف‭ ‬عند‭ ‬تنصيب‭ ‬أنفسهم‭ ‬خلفاء‭ ‬للرسول‭ ‬الكريم‭ ‬وسرقة‭ ‬خلافته،‭ ‬لكن‭ ‬سرقات‭ ‬العثمانيين‭ ‬تجاوزت‭ ‬الحدود‭ ‬إلى‭ ‬سرقة‭ ‬الحجر‭ ‬الأسود‭ ‬من‭ ‬بيت‭ ‬الله‭ ‬المقدس،‭ ‬فأثناء‭ ‬احتلالهم‭ ‬الجزيرة‭ ‬العربية‭ ‬تحت‭ ‬حجة‭ ‬أنهم‭ ‬خلفاء‭ ‬المسلمين،‭ ‬قاموا‭ ‬بسرقة‭ ‬قطع‭ ‬من‭ ‬الحجر‭ ‬الأسود‭ ‬للكعبة،‭ ‬زاعمين‭ ‬أنها‭ ‬سقطت‭ ‬أثناء‭ ‬قيام‭ ‬العمال‭ ‬بأعمال‭ ‬الترميم،‭ ‬هكذا‭ ‬بكل‭ ‬وقاحة‭ ‬وحقارة‭ ‬يسرقون‭ ‬الحجر‭ ‬الأسود‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬خوف‭ ‬وحياء‭ ‬من‭ ‬الله‭.‬

والأقذر‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬وبحسب‭ ‬ما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬تفنيد‭ ‬وكالة‭ ‬الأناضول‭ ‬حول‭ ‬سرقة‭ ‬العثمانيين‭ ‬الحجر‭ ‬الأسود،‭ ‬ويمكن‭ ‬الرجوع‭ ‬لموقع‭ ‬الوكالة‭ ‬للتأكد‭ ‬من‭ ‬صحة‭ ‬ما‭ ‬أقول،‭ ‬تعترف‭ ‬الوكالة‭ ‬بأن‭ ‬الحجر‭ ‬الأسود‭ ‬تمت‭ ‬سرقته‭ ‬ونقله‭ ‬لإسطنبول،‭ ‬لكنها‭ ‬تقول‭ ‬بكل‭ ‬وقاحة‭ ‬إن‭ ‬القرامطة‭ ‬سرقوا‭ ‬الحجر‭ ‬الأسود‭ ‬كراهية‭ ‬للبيت‭ ‬الحرام،‭ ‬بينما‭ ‬كان‭ ‬السارق‭ ‬السلطان‭ ‬سليمان‭ ‬القانوني،‭ ‬وكان‭ ‬دافعه‭ ‬من‭ ‬سرقة‭ ‬الحجر‭ ‬الأسود‭ ‬طبعا‭ ‬التبرك‭ ‬وتشريف‭ ‬المقام‭.‬

نعم‭... ‬يسرقون‭ ‬الحجر‭ ‬الأسود‭ ‬وما‭ ‬سبقهم‭ ‬من‭ ‬أحد‭ ‬من‭ ‬العالمين‭ ‬إلا‭ ‬القرامطة،‭ ‬لكي‭ ‬يستغلوه‭ ‬في‭ ‬إبراز‭ ‬وإعلاء‭ ‬عرقهم‭ ‬وتاريخهم‭ ‬المليء‭ ‬بالسرقات،‭ ‬ولم‭ ‬يقم‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬آل‭ ‬البيت‭ ‬والصحابة‭ ‬وهم‭ ‬أشرف‭ ‬وأطهر‭ ‬من‭ ‬العثمانيين،‭ ‬بالمساس‭ ‬أبدا‭ ‬بأية‭ ‬قطعة‭ ‬حجر‭ ‬من‭ ‬الكعبة‭ ‬المشرفة‭ ‬ووضعها‭ ‬في‭ ‬بيته‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬مسجده‭ ‬أو‭ ‬قبره،‭ ‬ولم‭ ‬يقم‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬حكام‭ ‬الدولة‭ ‬الأموية‭ ‬والعباسية‭ ‬والفاطمية‭... ‬بالمساس‭ ‬أبدا‭ ‬بأية‭ ‬قطعة‭ ‬من‭ ‬الكعبة‭ ‬تعظيما‭ ‬لبيت‭ ‬الله،‭ ‬حتى‭ ‬جاء‭ ‬العثمانيون‭ ‬خليط‭ ‬القبائل‭ ‬المشردة‭ ‬والمنبوذة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬أصل‭ ‬لها،‭ ‬وقاموا‭ ‬بسرقة‭ ‬الحجر‭ ‬الأسود،‭ ‬لأنهم‭ ‬شعب‭ ‬يشعر‭ ‬بالذل‭ ‬والنقص‭ ‬العرقي،‭ ‬ويريد‭ ‬أن‭ ‬يبني‭ ‬له‭ ‬تاريخا،‭ ‬لكنه‭ ‬تاريخ‭ ‬أسود‭ ‬مليء‭ ‬بالسرقات‭ ‬وآخرها‭ ‬سرقة‭ ‬بيت‭ ‬الله‭ ‬المقدس،‭ ‬ولا‭ ‬غرو‭ ‬في‭ ‬ذلك،‭ ‬فهم‭ ‬شعب‭ ‬جبل‭ ‬وتربى‭ ‬وانغمس‭ ‬في‭ ‬سرقة‭ ‬الآخرين‭ ‬فكيف‭ ‬لا‭ ‬يسرقون‭ ‬الحجر‭ ‬الأسود؟‭ ‬وللسرقات‭ ‬بقية‭.‬