سوالف

العم راشد المعاودة... سيبقى اسمك شامخا في أعماق التاريخ

| أسامة الماجد

فقدت‭ ‬البحرين‭ ‬يوم‭ ‬الأربعاء‭ ‬الماضي‭ ‬علما‭ ‬من‭ ‬أعلام‭ ‬المسرح‭ ‬والفن‭ ‬والأدب،‭ ‬العم‭ ‬الغالي‭ ‬راشد‭ ‬بن‭ ‬عبدالله‭ ‬المعاودة،‭ ‬بعد‭ ‬حياة‭ ‬حافلة‭ ‬بالعطاء‭ ‬والإنجازات‭ ‬تعدت‭ ‬النطاق‭ ‬المحلي‭ ‬إلى‭ ‬البقعة‭ ‬العربية‭ ‬ككل،‭ ‬وشخصيا‭ ‬كنت‭ ‬قريبا‭ ‬جدا‭ ‬من‭ ‬العم‭ ‬راشد‭ ‬المعاودة‭ ‬بحكم‭ ‬صداقته‭ ‬القوية‭ ‬مع‭ ‬الوالد‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬الأديب‭ ‬محمد‭ ‬الماجد،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬يزورنا‭ ‬باستمرار‭ ‬في‭ ‬بيتنا‭ ‬القديم‭ ‬بالمحرق‭ ‬في‭ ‬السبعينات‭ ‬ويجلس‭ ‬مع‭ ‬الوالد‭ ‬ساعات‭ ‬طويلة،‭ ‬حيث‭ ‬يتبادلان‭ ‬مختلف‭ ‬الأحاديث‭ ‬الثقافية‭ ‬والأدبية،‭ ‬وحتى‭ ‬عندما‭ ‬انتقلا‭ ‬إلى‭ ‬مدينة‭ ‬عيسى‭ ‬ظلت‭ ‬علاقتهما‭ ‬كالوهج‭ ‬في‭ ‬الأفق،‭ ‬كالدم‭ ‬المتدفق‭ ‬في‭ ‬جسد‭ ‬الحياة‭.‬

وعن‭ ‬هذه‭ ‬العلاقة‭ ‬الفريدة‭ ‬بين‭ ‬العملاقين،‭ ‬يحدثنا‭ ‬الكتاب‭ ‬الذي‭ ‬أصدره‭ ‬مسرح‭ ‬أوال‭ ‬عن‭ ‬حياة‭ ‬راشد‭ ‬المعاودة‭ ‬عام‭ ‬2016،‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬السابعة‭ ‬من‭ ‬عمره‭ ‬تعلم‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬ودرس‭ ‬مع‭ ‬صديقه‭ ‬الأديب‭ ‬الراحل‭ ‬محمد‭ ‬الماجد‭ ‬لدى‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬علي‭ ‬الحجازي‭ ‬مبادئ‭ ‬اللغة‭ ‬العربية،‭ ‬ثم‭ ‬انتقل‭ ‬إلى‭ ‬مدرسة‭ ‬الهداية‭ ‬الخليفية‭. ‬ويذكر‭ ‬المعاودة‭ ‬حسب‭ ‬الكتاب‭ ‬أن‭ ‬محمود‭ ‬المردي‭ ‬رئيس‭ ‬تحرير‭ ‬الأضواء‭ ‬شاهده‭ ‬مع‭ ‬صديقه‭ ‬الأديب‭ ‬الراحل‭ ‬محمد‭ ‬الماجد‭ ‬في‭ ‬حفل‭ ‬لنادي‭ ‬الشعلة،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬تعرض‭ ‬مواقف‭ ‬تمثيلية‭ ‬من‭ ‬تأليفه‭ ‬وأعجب‭ ‬بها‭ ‬ودعاه‭ ‬مع‭ ‬الماجد‭ ‬لزيارة‭ ‬مكتبه‭ ‬بجريدة‭ ‬الأضواء،‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬اللقاء‭ ‬اقترح‭ ‬أن‭ ‬ينشر‭ ‬محمد‭ ‬الماجد‭ ‬مقالاته‭ ‬وقصصه‭ ‬في‭ ‬جريدة‭ ‬الأضواء‭ ‬وقال‭ ‬لراشد‭ ‬المعاودة‭ ‬“واصل‭ ‬كتابة‭ ‬المسرحيات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬المعبرة‭ ‬عن‭ ‬الواقع‭ ‬الاجتماعي‭ ‬وقضاياه‭ ‬المختلفة؛‭ ‬لأن‭ ‬ظروف‭ ‬الحياة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحاضر‭ ‬اختلفت‭ ‬عن‭ ‬السابق،‭ ‬ولابد‭ ‬أن‭ ‬يساهم‭ ‬المسرح‭ ‬في‭ ‬تسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬المظاهر‭ ‬الاجتماعية‭ ‬الآنية”‭.‬

وبالرغم‭ ‬من‭ ‬انشغال‭ ‬راشد‭ ‬المعاودة‭ ‬بنشاطه‭ ‬المسرحي‭ ‬في‭ ‬نادي‭ ‬الشعلة‭ ‬آنذاك،‭ ‬كان‭ ‬على‭ ‬تواصل‭ ‬مع‭ ‬الشاعر‭ ‬الراحل‭ ‬الكبير‭ ‬إبراهيم‭ ‬العريض‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬يزوره‭ ‬في‭ ‬بيته‭ ‬في‭ ‬المنامة‭ ‬بصحبة‭ ‬صديقه‭ ‬محمد‭ ‬الماجد‭ ‬وابن‭ ‬عمه‭ ‬المرحوم‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬المعاودة‭ ‬ومنصور‭ ‬هاشم‭ ‬رحمه‭ ‬الله،‭ ‬حيث‭ ‬كانوا‭ ‬ينهلون‭ ‬من‭ ‬ثقافته‭ ‬وعلمه‭ ‬وأدبه،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬يغذي‭ ‬جذوة‭ ‬عشق‭ ‬المعاودة‭ ‬وصاحبيه‭ ‬للأدب‭.‬

رحمك‭ ‬الله‭ ‬يا‭ ‬بوعبدالله‭ ‬وأسكنك‭ ‬فسيح‭ ‬جناته‭ ‬وسيبقى‭ ‬اسمك‭ ‬شامخا‭ ‬في‭ ‬أعماق‭ ‬التاريخ‭.‬