ياسمينيات

صرخات من وراء الأبواب

| ياسمين خلف

رغم‭ ‬أن‭ ‬صرختها‭ ‬التي‭ ‬أطلقتها‭ ‬عبر‭ ‬تغريدة‭ ‬لها‭ ‬كانت‭ ‬من‭ ‬النوع‭ ‬الصادم،‭ ‬الذي‭ ‬تقشعر‭ ‬منه‭ ‬الأبدان،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬ترتجف‭ ‬لها‭ ‬القلوب‭ ‬وتهتز‭ ‬لها‭ ‬الضمائر،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬لم‭ ‬تجد‭ ‬لها‭ ‬صدى‭ ‬واسعا‭ ‬من‭ ‬الاهتمام‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬عليها‭ ‬أن‭ ‬تفتح‭ ‬النار‭ ‬على‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الجرائم،‭ ‬والتي‭ ‬تُصنف‭ ‬ضمن‭ ‬قضايا‭ ‬زنا‭ ‬المحارم،‭ ‬والتي‭ ‬رغم‭ ‬كونها‭ ‬من‭ ‬التابو‭ ‬المحرم‭ ‬الممنوع‭ ‬الاقتراب‭ ‬منه،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬لابد‭ ‬فعلا‭ ‬أن‭ ‬تُطرح‭ ‬لمحاصرتها‭ ‬وتعرية‭ ‬ذئاب‭ ‬تستقر‭ ‬في‭ ‬البيوت‭.‬

فتاة‭ ‬بحرينية،‭ ‬قررت‭ ‬أخيراً‭ ‬أن‭ ‬تخرج‭ ‬عن‭ ‬صمتها،‭ ‬وتصرخ‭ ‬بكامل‭ ‬قوتها،‭ ‬لتقول‭ ‬إن‭ ‬ثلاثة‭ ‬من‭ ‬إخوتها‭ ‬كانوا‭ ‬يتناوبون‭ ‬على‭ ‬اغتصابها‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬كانت‭ ‬طفلة‭ ‬لم‭ ‬تتجاوز‭ ‬التاسعة‭ ‬من‭ ‬عمرها،‭ ‬واستمروا‭ ‬في‭ ‬فعلتهم‭ ‬الشنيعة‭ ‬تلك،‭ ‬حتى‭ ‬بلغت‭ ‬السادسة‭ ‬عشرة‭ ‬من‭ ‬عمرها،‭ ‬لتعيش‭ ‬منذ‭ ‬ذاك‭ ‬الحين‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬نفسية‭ ‬لا‭ ‬يعلم‭ ‬حجمها‭ ‬إلا‭ ‬الله‭. ‬

أسئلة‭ ‬قد‭ ‬تحوم‭ ‬في‭ ‬بال‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يسمع‭ ‬عن‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬القضية‭: ‬أين‭ ‬الأهل‭ ‬عنها؟‭ ‬ألم‭ ‬يلاحظ‭ ‬أبواها‭ ‬ما‭ ‬يحدث؟‭ ‬إن‭ ‬كانت‭ ‬لها‭ ‬أخوات،‭ ‬أين‭ ‬كن‭ ‬عنها؟‭ ‬هل‭ ‬هن‭ ‬الأخريات‭ ‬كن‭ ‬ضحايا‭ ‬إخوتهن؟‭ ‬ألم‭ ‬يكن‭ ‬ضمن‭ ‬أساسيات‭ ‬تربيتها‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬تسمح‭ ‬لأحد‭ ‬أياً‭ ‬كان‭ ‬الاقتراب‭ ‬من‭ ‬مناطقها‭ ‬الحساسة؟‭ ‬أين‭ ‬دور‭ ‬المدرسة؟‭ ‬ألم‭ ‬يلاحظوا‭ ‬تصرفاتها‭ ‬الغريبة،‭ ‬الصمت،‭ ‬الانزواء،‭ ‬الخجل،‭ ‬الخوف،‭ ‬عدم‭ ‬الاندماج‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬العلامات‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬وراءها‭ ‬سبب‭ ‬يجب‭ ‬معالجته؟

نحن‭ ‬بحاجة‭ ‬فعلية‭ ‬لمقررات‭ ‬مدرسية،‭ ‬تُرشد‭ ‬الأطفال‭ ‬وتعلمهم‭ ‬كيف‭ ‬يحموا‭ ‬أنفسهم‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬تحرش،‭ ‬أن‭ ‬تعلمهم‭ ‬الجرأة‭ ‬وعدم‭ ‬الخوف‭ ‬من‭ ‬الإفصاح‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬تصرف‭ ‬غريب،‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬شخص‭ ‬كان،‭ ‬حتى‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬أحد‭ ‬الأبوين‭! ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬أخصائيين‭ ‬يتتبعون‭ ‬حالات‭ ‬الطلبة،‭ ‬وإن‭ ‬اضطرهم‭ ‬الأمر‭ ‬لزيارتهم‭ ‬في‭ ‬المنازل‭ ‬للوقوف‭ ‬على‭ ‬حقيقة‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬لتلك‭ ‬الحالات‭ ‬خلف‭ ‬الأبواب‭ ‬الموصدة‭. ‬ونقول‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬حاصرته‭ ‬ذئاب‭ ‬بشرية‭ ‬في‭ ‬منزله،‭ ‬سواءً‭ ‬كنتم‭ ‬فتيات‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬فتيانا،‭ ‬أنتم‭ ‬ضحايا‭ ‬أنفس‭ ‬مريضة‭ ‬حيوانية،‭ ‬فلا‭ ‬تخافوا،‭ ‬وكونوا‭ ‬أكثر‭ ‬شجاعة‭ ‬وافضحوهم،‭ ‬لتحموا‭ ‬آخرين،‭ ‬ربما‭ ‬سيكونون‭ ‬يوماً‭ ‬فريسة‭ ‬لهم‭.‬

 

ياسمينة‭: ‬

تغليظ‭ ‬العقوبات‭ ‬على‭ ‬المُعتدين‭ ‬على‭ ‬الأعراض‭ ‬ضرورة،‭ ‬فهم‭ ‬لا‭ ‬يستحقون‭ ‬الرحمة‭.‬