سوالف

فلنحذر أعداء الوطن المتسترين

| أسامة الماجد

لا‭ ‬أقول‭ ‬إنه‭ ‬يجب‭ ‬علينا‭ ‬دق‭ ‬ناقوس‭ ‬الخطر،‭ ‬إنما‭ ‬علينا‭ ‬الحذر‭ ‬وتحصين‭ ‬جبهتنا‭ ‬الداخلية‭ ‬والالتفات‭ ‬إلى‭ ‬الشعارات‭ ‬العاطفية‭ ‬التي‭ ‬بدأنا‭ ‬نسمعها‭ ‬من‭ ‬العملاء‭ ‬الذين‭ ‬نهضوا‭ ‬من‭ ‬القاع‭ ‬أسرابا،‭ ‬محاولين‭ ‬ضرب‭ ‬الوطن‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬عندما‭ ‬تتوفر‭ ‬لهم‭ ‬الظروف‭ ‬ويفتح‭ ‬لهم‭ ‬المجال،‭ ‬وهذا‭ ‬بلا‭ ‬شك‭ ‬يمثل‭ ‬نقطة‭ ‬انعطاف‭ ‬وجزءا‭ ‬لمتابعة‭ ‬مسيرتهم‭ ‬الحاقدة‭ ‬على‭ ‬البحرين،‭ ‬فعندما‭ ‬يغفل‭ ‬الوطن‭ ‬ونعطيهم‭ ‬الأمان‭ ‬تستيقظ‭ ‬أمانيهم‭ ‬الحاقدة‭ ‬وتنفجر‭ ‬مؤامراتهم‭ ‬ومخططاتهم،‭ ‬ونراهم‭ ‬يمزجون‭ ‬المضمون‭ ‬بالصورة‭ ‬والنغم‭ ‬والإلهام،‭ ‬والظاهر‭ ‬إلى‭ ‬الرمز،‭ ‬ومن‭ ‬السهل‭ ‬جدا‭ ‬معرفة‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬عشب‭ ‬يأكلون،‭ ‬والصوت‭ ‬الذي‭ ‬يرفرف‭ ‬في‭ ‬لحومهم‭ ‬والشمس‭ ‬التي‭ ‬تشعلهم،‭ ‬والأوجه‭ ‬الخائفة‭ ‬التي‭ ‬توجههم‭.‬

يجب‭ ‬أن‭ ‬ننظر‭ ‬إلى‭ ‬الأشكال‭ ‬والأنواع‭ ‬والأساليب‭ ‬وما‭ ‬اصطلح‭ ‬على‭ ‬تسميته‭ ‬بالأداء‭ ‬والتعبير‭ ‬الفني،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الدور‭ ‬الذي‭ ‬يؤدونه،‭ ‬أو‭ ‬يمكن‭ ‬لهم‭ ‬أن‭ ‬يؤدونه‭ ‬في‭ ‬حقدهم‭ ‬على‭ ‬الوطن‭ ‬والتآمر‭ ‬عليه،‭ ‬فهؤلاء‭ ‬يجيدون‭ ‬اختراع‭ ‬المواصفات‭ ‬الجديدة‭ ‬في‭ ‬“صباغة‭ ‬الوجه‭ ‬والتلون”،‭ ‬تجدهم‭ ‬أمامك‭ ‬بوجه‭ ‬أبيض‭ ‬وفوق‭ ‬رؤوسهم‭ ‬تحلق‭ ‬طيور‭ ‬البراءة،‭ ‬ومن‭ ‬خلفك‭ ‬يقومون‭ ‬بدور‭ ‬تخريبي‭ ‬على‭ ‬مستويات‭ ‬عديدة،‭ ‬كل‭ ‬حسب‭ ‬موقع‭ ‬عمله،‭ ‬فهم‭ ‬شركاء‭ ‬في‭ ‬البنيان‭ ‬والتناحر‭ ‬حتى‭ ‬الإبادة‭ ‬أحيانا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬خاطر‭ ‬إرضاء‭ ‬إيران‭.‬

ليس‭ ‬تحريضا‭ ‬على‭ ‬أحد،‭ ‬لكننا‭ ‬نشير‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬تركيبة‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬خيانة‭ ‬الوطن‭ ‬متعددة‭ ‬الألوان‭ ‬وحركات‭ ‬قذرة‭ ‬تحكمها‭ ‬العفوية‭ ‬الخالصة‭ ‬للخيانة‭ ‬وضرب‭ ‬المنجزات‭ ‬الوطنية،‭ ‬وكما‭ ‬قلنا‭ ‬في‭ ‬مناسبة‭ ‬سابقة‭ ‬“عيون‭ ‬خائنة‭ ‬مندسة”‭ ‬بدل‭ ‬أن‭ ‬تحمي‭ ‬الوطن‭ ‬تساعد‭ ‬على‭ ‬تخريبه‭ ‬وتدميره،‭ ‬وهي‭ ‬كما‭ ‬علمتنا‭ ‬التجربة‭ ‬خلال‭ ‬الأزمة،‭ ‬عيون‭ ‬موجودة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬القطاعات،‭ ‬أعداء‭ ‬للوطن‭ ‬يتسترون‭ ‬بمختلف‭ ‬الوظائف‭ ‬الرفيعة‭ ‬والعادية،‭ ‬وما‭ ‬إن‭ ‬تتاح‭ ‬لهم‭ ‬الفرصة‭ ‬ويفتح‭ ‬لهم‭ ‬باب‭ ‬المشيئة،‭ ‬حتى‭ ‬تراهم‭ ‬يركزون‭ ‬على‭ ‬مواقف‭ ‬معينة‭ ‬تشكل‭ ‬بكل‭ ‬وضوح‭ ‬المفاتيح‭ ‬الأساسية‭ ‬لعودة‭ ‬النداء‭ ‬الخاص‭ ‬بهم،‭ ‬فهؤلاء‭ ‬سيظلون‭ ‬مشدودين‭ ‬إلى‭ ‬بيئتهم‭ ‬الأولى‭ ‬وظلالها‭ ‬وعندهم‭ ‬هوس‭ ‬ضرير‭ ‬وتعصب‭ ‬ضد‭ ‬أي‭ ‬نجاح‭ ‬بحريني،‭ ‬وعلى‭ ‬ضوء‭ ‬ما‭ ‬تقدم‭ ‬يستلزم‭ ‬الانتباه‭ ‬ورفع‭ ‬درجة‭ ‬الحذر‭.‬