قهوة الصباح

رقص الحروف مع الأرغفة

| سيد ضياء الموسوي

كي‭ ‬تهنأ‭ ‬الحروف‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬تتحول‭ ‬إلى‭ ‬أرغفة،‭ ‬وربطات‭ ‬القمح‭ ‬تسافر‭ ‬مع‭ ‬الريح‭ ‬لا‭ ‬تخشى‭ ‬النقد‭ ‬ولا‭ ‬بخور‭ ‬المدح،‭ ‬المهم‭ ‬أن‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬نثر‭ ‬ورد‭ ‬الإصلاح،‭ ‬أن‭ ‬تصنع‭ ‬التوازن‭ ‬والوسطية‭ ‬لأجل‭ ‬سعادة‭ ‬الجميع‭. ‬أن‭ ‬تطير‭ ‬كعصفور‭ ‬يحلق‭ ‬على‭ ‬شرفة‭ ‬نافذة‭ ‬ليكفكف‭ ‬دمع‭ ‬أمٍ‭ ‬ثم‭ ‬يطير‭ ‬نحو‭ ‬الحب‭ ‬والقمر‭... ‬أو‭ ‬تتحول‭ ‬هذه‭ ‬الكلمات‭ ‬قمر‭ ‬سماء‭. ‬

وحده‭ ‬القمرُ‭ ‬يبقى‭ ‬يحتسي‭ ‬قهوته‭ ‬مع‭ ‬أب‭ ‬يسهر‭ ‬حتى‭ ‬الفجر‭ ‬أمام‭ ‬عتبة‭ ‬دار‭ ‬ينتظر‭ ‬البشارة‭. ‬وقيمة‭ ‬الكلماتِ‭ ‬عندما‭ ‬تستأذن‭ ‬من‭ ‬كاتبها،‭ ‬تضع‭ ‬معطفها‭ ‬على‭ ‬كتفها،‭ ‬و‭ ‬تطفئ‭ ‬سيجارتها،‭ ‬وتسدل‭ ‬الستارة،‭ ‬وتتكئ‭ ‬على‭ ‬عصاها،‭ ‬وتخرج‭ ‬من‭ ‬الباب‭ ‬الخلفي‭ ‬لتتجول‭ ‬في‭ ‬الشوارع‭ ‬العامة‭ ‬بين‭ ‬الأرصفة‭ ‬والأسواق‭ ‬الشعبية،‭ ‬تعطي‭ ‬هذا‭ ‬المحروم‭ ‬كيسَ‭ ‬أمل‭ ‬من‭ ‬القمح،‭ ‬ثم‭ ‬تنتقل‭ ‬جنب‭ ‬رصيف‭ ‬لتصنع‭ ‬ابتسامة‭ ‬على‭ ‬شفتي‭ ‬مواطن‭ ‬يبيع‭ ‬علب‭ ‬ماء‭ ‬أمام‭ ‬إشارات‭ ‬مرور‭ ‬أو‭ ‬تهرول‭ ‬مسرعة‭ ‬نحو‭ ‬بيت‭ ‬آيل‭ ‬للسقوط؛‭ ‬لتمنحهم‭ ‬إجازة‭ ‬هدم‭ ‬وبناء‭. ‬هذه‭ ‬الكلمة‭ ‬قد‭ ‬تدخل‭ ‬عش‭ ‬الدبابير‭ ‬لتراهن‭ ‬على‭ ‬بعث‭ ‬فراشات‭ ‬زرقاء‭ ‬دينية‭ ‬أو‭ ‬سياسية‭ ‬أو‭ ‬اقتصادية‭. ‬

وتقفز‭ ‬الكلمات‭ ‬بين‭ ‬الشظية‭ ‬والشظية،‭ ‬وتسافر‭ ‬مع‭ ‬الريح،‭ ‬تمر‭ ‬على‭ ‬بساتين‭ ‬تلقي‭ ‬عليها‭ ‬الرز‭ ‬والزهر‭ ‬والسكر،‭ ‬وتمر‭ ‬على‭ ‬غابات‭ ‬تلتف‭ ‬على‭ ‬الرصاص‭ ‬والسكين‭ ‬والخنجر،‭ ‬قد‭ ‬تتحولُ‭ ‬الكلمات‭ ‬إلى‭ ‬طعنات،‭ ‬وقد‭ ‬تستحيل‭ ‬الطعنات‭ ‬إلى‭ ‬قبلات‭ ‬في‭ ‬الحب‭ ‬وفي‭ ‬الحياة‭. ‬في‭ ‬معركة‭ ‬الكلمة‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬قابل‭ ‬للتحول،‭ ‬فقد‭ ‬يتحول‭ ‬الخنجر‭ ‬إلى‭ ‬مبخر،‭ ‬والقنبلة‭ ‬إلى‭ ‬قبلة،‭ ‬والسكين‭ ‬إلى‭ ‬حنين،‭ ‬والجراح‭ ‬إلى‭ ‬نجاح،‭ ‬والعطل‭ ‬إلى‭ ‬بطل،‭ ‬والعقبة‭ ‬إلى‭ ‬قصبة‭ ‬من‭ ‬الكسر‭ ‬في‭ ‬الجفاف‭ ‬إلى‭ ‬سكر‭ ‬في‭ ‬زفاف‭. ‬لا‭ ‬شيء‭ ‬مستحيل‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬الأمل‭. ‬

لمهم‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬تيأس،‭ ‬أن‭ ‬تتحايل‭ ‬على‭ ‬الوجع،‭ ‬وتجعل‭ ‬منه‭ ‬محطة‭ ‬وقود‭ ‬لتنام‭ ‬على‭ ‬جناح‭ ‬حمامة‭ ‬أو‭ ‬تسافر‭ ‬مع‭ ‬الريح‭ ‬لتغازل‭ ‬قمرا‭ ‬أو‭ ‬يمامة‭ ‬أو‭ ‬تتدثر‭ ‬على‭ ‬سرير‭ ‬الحب،‭ ‬ثم‭ ‬تركض‭ ‬مع‭ ‬شمس‭ ‬أو‭ ‬نعامة‭ ‬أو‭ ‬تبحر‭ ‬مع‭ ‬الموج‭ ‬لتستلقي‭ ‬على‭ ‬شاطي‭ ‬جميل‭ ‬دون‭ ‬دمع‭ ‬أو‭ ‬ندامة‭. ‬

المهم‭ ‬عش‭ ‬لوطنك،‭ ‬وكن‭ ‬وسطيا،‭ ‬ودافع‭ ‬عن‭ ‬الدموع‭ ‬المتساقطة‭ ‬بين‭ ‬الأرصفة‭ ‬وفي‭ ‬زوايا‭ ‬المنعطفات‭ ‬الحادة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬زقاق‭ ‬وزقاق‭. ‬رسائل‭ ‬بلا‭ ‬تشفير‭: ‬تجولت‭ ‬في‭ ‬الحي‭ ‬القديم‭ ‬لمنطقة‭ ‬الجفير‭ ‬وأهاليها‭ ‬الطيبين‭ ‬الذين‭ ‬تحولت‭ ‬عيونهم‭ ‬إلى‭ ‬زرقاء‭ ‬لكثرة‭ ‬ما‭ ‬نظروا‭ ‬إلى‭ ‬البحر،‭ ‬وتعلقوا‭ ‬به‭ ‬وبشراعه،‭ ‬وأراها‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬دعم‭ ‬رسمي،‭ ‬وعناية‭ ‬رسمية‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬المستويات،‭ ‬وهناك‭ ‬جامعيون‭ ‬يحتاجون‭ ‬إلى‭ ‬وظائف‭. ‬مفارقة‭ ‬كبيرة،‭ ‬ومؤلمة،‭ ‬فالجزء‭ ‬من‭ ‬الجفير‭ ‬الذي‭ ‬يسكنه‭ ‬الأهالي‭ ‬قديم‭ ‬مهمل‭ ‬محاط‭ ‬بأفخم‭ ‬الفنادق،‭ ‬وبأجمل‭ ‬ناطحات‭ ‬السحاب‭. ‬لكي‭ ‬تكتمل‭ ‬اللوحة‭ ‬الزيتية‭ ‬للجدار‭ ‬المدني‭ ‬الملون‭ ‬لمنطقة‭ ‬الحفير‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬تلوين‭ ‬هذا‭ ‬الحي‭ ‬باللون‭ ‬الأخضر،‭ ‬وأن‭ ‬يتحول‭ ‬إلى‭ ‬بقعة‭ ‬ضوء‭ ‬مدنية‭ ‬بكثافة‭ ‬الحضارة،‭ ‬ومصابيح‭ ‬الحداثة،‭ ‬وصرخة‭ ‬التطوير‭ ‬التي‭ ‬تجدها‭ ‬في‭ ‬الجفير‭ ‬عدا‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة‭ ‬المسكونة‭ ‬بالأبناء‭ ‬والأجداد‭ ‬والأمجاد‭. ‬

سجل‭ ‬تقرير‭ ‬ديوان‭ ‬الرقابة‭ ‬المالية‭ ‬والإدارية‭ ‬عدم‭ ‬وضع‭ ‬ضوابط‭ ‬تضمن‭ ‬تكافؤ‭ ‬الفرص‭ ‬عند‭ ‬ترقية‭ ‬الموظفين،‭ ‬حيث‭ ‬ترتب‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬وجود‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الموظفين‭ ‬في‭ ‬الجهات‭ ‬الحكومية‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬ترقيتهم‭ ‬لفترات‭ ‬طويلة‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬16‭ ‬سنة،‭ ‬وذلك‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬استيفائهم‭ ‬كافة‭ ‬اشتراطات‭ ‬الترقية‭ ‬الاعتيادية‭.‬

وأكد‭ ‬عدم‭ ‬اتخاذ‭ ‬إجراءات‭ ‬التأكد‭ ‬من‭ ‬منح‭ ‬ترقية‭ ‬نهاية‭ ‬المربوط‭ ‬لجميع‭ ‬الموظفين‭ ‬المستحقين‭ ‬لها،‭ ‬حيث‭ ‬تبين‭ ‬وجود‭ ‬199‭ ‬موظفا‭ ‬في‭ ‬الجهات‭ ‬الحكومية‭ ‬ممن‭ ‬وصلوا‭ ‬إلى‭ ‬نهاية‭ ‬مربوط‭ ‬الدرجة‭ ‬المعتمدة‭ ‬لوظيفتهم‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬منحهم‭ ‬الترقية‭ ‬حتى‭ ‬ديسمبر‭ ‬2018،‭ ‬مما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬حرمان‭ ‬بعض‭ ‬الموظفين‭ ‬من‭ ‬حقهم‭ ‬في‭ ‬الترقية‭.‬