رعايا إيران من العرب الشيعة وأحاديث مع الوزير (3 - 3)

| عبدالنبي الشعلة

بعد‭ ‬انتهاء‭ ‬الحرب‭ ‬العراقية‭ ‬الإيرانية،‭ ‬وعلى‭ ‬أثر‭ ‬لقاء‭ ‬جمع‭ ‬أمير‭ ‬البلاد‭ ‬الراحل‭ ‬الشيخ‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه‭  ‬بالرئيس‭ ‬الإيراني‭ ‬هاشمي‭ ‬رفسنجاني‭ ‬على‭ ‬هامش‭ ‬قمة‭ ‬عدم‭ ‬الانحياز‭ ‬في‭ ‬دكار‭ ‬بالسنغال‭ ‬في‭ ‬ديسمبر‭ ‬1991‭ ‬عاد‭ ‬مستوى‭ ‬التبادل‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬إلى‭ ‬درجة‭ ‬سفير‭.‬

إلا‭ ‬أن‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬بلغت‭ ‬ذروة‭ ‬التوتر‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1996‭ ‬عندما‭ ‬اكتشفت‭ ‬البحرين‭ ‬تنظيما‭ ‬سريا‭ ‬باسم‭ ‬“حزب‭ ‬الله‭ ‬البحرين”‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يخطط‭ ‬لقلب‭ ‬نظام‭ ‬الحكم،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تلقى‭ ‬تدريبات‭ ‬في‭ ‬إيران،‭ ‬ونتيجة‭ ‬لذلك‭ ‬اتخذت‭ ‬البحرين‭ ‬قرارا‭ ‬يقضي‭ ‬بتخفيض‭ ‬مستوى‭ ‬العلاقات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬مع‭ ‬إيران‭ ‬إلى‭ ‬درجة‭ ‬قائم‭ ‬بالأعمال‭. ‬وصار‭ ‬الوضع‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬يشهد‭ ‬حالات‭ ‬من‭ ‬التراشق‭ ‬والاستدعاء‭ ‬المتكرر‭ ‬للقائم‭ ‬بأعمال‭ ‬السفارة‭ ‬الإيرانية‭ ‬في‭ ‬المنامة؛‭ ‬وذلك‭ ‬للاحتجاج‭ ‬على‭ ‬التصريحات‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تصدر‭ ‬بشأن‭ ‬دعم‭ ‬إيران‭ ‬للمعارضة‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭.‬

‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬التالي‭ (‬1997‭) ‬تولى‭ ‬خاتمي‭ ‬رئاسة‭ ‬الجمهورية؛‭ ‬وصارت‭ ‬البحرين،‭ ‬شأنها‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬شأن‭ ‬باقي‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬الخليجية،‭ ‬أكثر‭ ‬تفاؤلا‭ ‬بتحقيق‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬التفاهم‭ ‬والتعاون‭ ‬والتعايش‭ ‬ومد‭ ‬جسور‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬الحكومة‭ ‬الإيرانية‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬استمرار‭ ‬تأزم‭ ‬العلاقات‭ ‬بينهما‭ ‬وفتورها‭.‬

في‭ ‬هذه‭ ‬الأجواء‭ ‬وافق‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬على‭ ‬تلبية‭ ‬الدعوة‭ ‬التي‭ ‬تلقيتها‭ ‬من‭ ‬السيد‭ ‬حسين‭ ‬كمالي‭ ‬لزيارة‭ ‬إيران؛‭ ‬والتي‭ ‬تمت‭ ‬بالفعل‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬أكتوبر‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬1998،‭ ‬وقد‭ ‬حملني‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الموقر‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬رسالة‭ ‬شفوية‭ ‬للقيادة‭ ‬الإيرانية‭ ‬تتضمن‭ ‬استعداد‭ ‬بل‭ ‬رغبة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬العلاقات‭ ‬الثنائية‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬التعاون‭ ‬وحسن‭ ‬الجوار‭ ‬والاحترام‭ ‬المتبادل‭ ‬وعدم‭ ‬التدخل‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬الداخلية،‭ ‬وقد‭ ‬أبلغت‭ ‬الرسالة‭ ‬بالفعل‭ ‬عندما‭ ‬اجتمعت‭ ‬والوفد‭ ‬المرافق‭ ‬بكبار‭ ‬المسؤولين‭ ‬الإيرانيين‭ ‬ومن‭ ‬بينهم‭ ‬السيد‭ ‬حسن‭ ‬حبيبي‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭.‬

وقد‭ ‬بثت‭ ‬وكالة‭ ‬الأنباء‭ ‬الكويتية‭ ‬خبرا‭ ‬من‭ ‬طهران‭ ‬بتاريخ‭ ‬6‭ ‬أكتوبر‭ ‬1998‭ ‬جاء‭ ‬فيه‭: ‬“أعلن‭ ‬وزير‭ ‬الشؤون‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والعمل‭ ‬البحريني‭ ‬عبدالنبي‭ ‬الشعلة‭ ‬هنا‭ ‬اليوم‭ ‬أن‭ ‬التمثيل‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬بين‭ ‬البحرين‭ ‬وايران‭ ‬سيرتفع‭ ‬إلى‭ ‬مستوى‭ ‬السفراء‭ ‬قريبا،‭ ‬وقال‭ ‬الشعلة‭ ‬في‭ ‬مؤتمر‭ ‬صحفي‭ ‬عقده‭ ‬هنا‭ ‬إن‭ ‬ايران‭ ‬والبحرين‭ ‬تؤكدان‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬توسيع‭ ‬العلاقات‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬بينهما،‭ ‬وأن‭ ‬البلدين‭ ‬سوف‭ ‬يرفعان‭ ‬التمثيل‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬بينهما‭ ‬إلى‭ ‬مستوى‭ ‬السفراء‭ ‬في‭ ‬القريب‭ ‬العاجل،‭ ‬وقال‭ ‬الوزير‭ ‬البحريني‭ ‬إن‭ ‬أمن‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يتحقق‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬توثيق‭ ‬علاقات‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭. ‬وكان‭ ‬الوزير‭ ‬البحريني‭ ‬قد‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬طهران‭ ‬يوم‭ ‬السبت‭ ‬الماضي‭ ‬في‭ ‬زيارة‭ ‬تستمر‭ ‬أربعة‭ ‬أيام‭ ‬حيث‭ ‬أجرى‭ ‬مباحثات‭ ‬مع‭ ‬مسؤولين‭ ‬إيرانيين‭ ‬على‭ ‬رأسهم‭ ‬نائب‭ ‬الرئيس‭ ‬الإيراني‭ ‬حسن‭ ‬حبيبي”‭.‬

في‭ ‬تلك‭ ‬الزيارة‭ ‬تلقيت‭ ‬والوفد‭ ‬المرافق‭ ‬لي‭ ‬كل‭ ‬الترحيب‭ ‬والعناية‭ ‬والرعاية‭ ‬والحفاوة‭ ‬وكرم‭ ‬الضيافة،‭ ‬وإلى‭ ‬جانب‭ ‬زيارات‭ ‬واجتماعات‭ ‬العمل،‭ ‬فقد‭ ‬تضمن‭ ‬برنامج‭ ‬الزيارة‭ ‬الإقامة‭ ‬لليلة‭ ‬واحدة‭ ‬في‭ ‬المنتجع‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬خاصًا‭ ‬بالشاه؛‭ ‬الواقع‭ ‬على‭ ‬“بحيرة‭ ‬بندر‭ ‬أنزلي”‭ ‬الجميلة‭ ‬بشمال‭ ‬إيران‭. ‬كما‭ ‬أتاحت‭ ‬لي‭ ‬هذه‭ ‬الزيارة‭ ‬فرصة‭ ‬طرح‭ ‬السؤال‭ ‬أو‭ ‬التساؤل‭ ‬نفسه‭ ‬على‭ ‬مضيفي‭ ‬فقلت‭ ‬له‭: ‬“لقد‭ ‬التقينا‭ ‬عدة‭ ‬مرات‭ ‬منذ‭ ‬لقائنا‭ ‬الأول‭ ‬وعلى‭ ‬فترات‭ ‬متباعدة‭ ‬وحتى‭ ‬الآن‭ ‬لم‭ ‬ألتق‭ ‬أو‭ ‬أرى‭ ‬أو‭ ‬أسمع‭  ‬عن‭ ‬أحد‭ ‬الوزراء‭ ‬أو‭ ‬كبار‭ ‬موظفي‭ ‬الدولة‭ ‬من‭ ‬العرب‭ ‬الشيعة‭ ‬من‭ ‬رعايا‭ ‬إيران‭ ‬الذين‭ ‬يزيد‭ ‬عددهم‭ ‬على‭ ‬3‭.‬5‭ ‬مليون‭ ‬يتركزون‭ ‬أساسًا‭ ‬في‭ ‬إقليم‭ ‬خوزستان‭ ‬أو‭ ‬المحمرة‭ ‬سابقًا‭!‬”

تجنب‭ ‬الوزير‭ ‬الرد‭ ‬المباشر‭ ‬والصريح‭ ‬على‭ ‬السؤال‭ ‬قائلًا‭ ‬إن‭ ‬إيران‭ ‬تتكون‭ ‬من‭ ‬قوميات‭ ‬متنوعة‭ ‬منتشرة‭ ‬ومتوزعة‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬الأقاليم،‭ ‬وإيران‭ ‬دولة‭ ‬ديمقراطية،‭ ‬وإن‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬هذه‭ ‬القوميات‭ ‬لا‭ ‬يحالفهم‭ ‬الحظ‭ ‬دائمًا‭ ‬للفوز‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬والوصول‭ ‬إلى‭ ‬المواقع‭ ‬القيادية‭ ‬العليا،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬القوميات‭ ‬بخلفياتها‭ ‬العرقية‭ ‬وثقافاتها‭ ‬المختلفة‭ ‬قد‭ ‬انصهرت‭ ‬في‭ ‬قالب‭ ‬الأمة‭ ‬الإيرانية،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬فإن‭ ‬نصف‭ ‬القيادة‭ ‬العليا‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬ينحدرون‭ ‬من‭ ‬أصول‭ ‬عربية‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬المرشد‭ ‬الأعلى‭ ‬للثورة‭ ‬الإسلامية‭ ‬وهو‭ ‬أعلى‭ ‬منصب‭ ‬سياسي‭ ‬وديني‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬علي‭ ‬خامنئي‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬عربي‭ ‬ومن‭ ‬سلالة‭ ‬الرسول‭ ‬العربي‭ ‬الأعظم‭ ‬عليه‭ ‬وعلى‭ ‬آله‭ ‬أفضل‭ ‬الصلاة‭ ‬والسلام‭!‬

وإقليم‭ ‬المحمرة‭ ‬أو‭ ‬عربستان،‭ ‬الذي‭ ‬عُجم‭ ‬اسمه‭ ‬فأصبح‭ ‬خوزستان،‭ ‬والذي‭ ‬يتركز‭ ‬فيه‭ ‬معظم‭ ‬العرب‭ ‬الشيعة‭ ‬من‭ ‬رعايا‭ ‬إيران،‭  ‬كان‭ ‬أمارة‭ ‬عربية‭ ‬تتمتع‭ ‬بالحكم‭ ‬الذاتي‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬الانتداب‭ ‬البريطاني،‭ ‬وفي‭ ‬العام‭ ‬1925‭ ‬دخلها‭ ‬الجيش‭ ‬الإيراني‭ ‬بقيادة‭ ‬رضا‭ ‬خان،‭ ‬مؤسس‭ ‬الدولة‭ ‬البهلوية،‭ ‬وأسقط‭ ‬آخر‭ ‬حکامها‭ ‬العرب‭ ‬الشيخ‭ ‬خزعل‭ ‬بن‭ ‬جابر‭ ‬الکعبي،‭ ‬العربي‭ ‬الشيعي‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬أسره‭ ‬واقتياده‭ ‬إلى‭ ‬السجن‭ ‬في‭ ‬طهران‭ ‬ليعدم‭ ‬بعد‭ ‬6‭ ‬سنوات‭ ‬وهو‭ ‬أسير‭. ‬

وإقليم‭ ‬المحمرة‭ ‬أغنى‭ ‬أقاليم‭ ‬إيران‭ ‬قاطبة،‭ ‬فهو‭ ‬يزخر‭ ‬بالموارد‭ ‬الطبيعية‭ ‬ويتمتع‭ ‬بوفرة‭ ‬في‭ ‬الإنتاج‭ ‬الزراعي‭ ‬الذي‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬مياه‭ ‬نهر‭ ‬كارون‭ ‬وهو‭ ‬أحد‭ ‬أكبر‭ ‬أنهار‭ ‬المنطقة،‭ ‬ويساهم‭ ‬الإقليم‭ ‬بحوالي‭ ‬نصف‭ ‬الناتج‭ ‬القومي‭ ‬الصافي‭ ‬لإيران،‭ ‬وأكثر‭ ‬من‭ ‬80‭ % ‬من‭ ‬قيمة‭ ‬صادراتها‭ ‬حيث‭ ‬ينتج‭ ‬الإقليم‭ ‬70‭ % ‬من‭ ‬نفط‭ ‬إيران‭ ‬المصدّر‭.‬

إلا‭ ‬أن‭ ‬سكانه‭ ‬العرب‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬أفقر‭ ‬سكان‭ ‬إيران‭ ‬ويتعرضون‭ ‬للاضطهاد‭ ‬والتمييز‭ ‬منذ‭ ‬أيام‭ ‬الشاه‭ ‬حتى‭ ‬عهد‭ ‬الجمهورية‭ ‬الإسلامية؛‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يفسر‭ ‬تحول‭ ‬الكثير‭ ‬منهم‭ ‬إلى‭ ‬المذهب‭ ‬السني‭.‬

وقد‭ ‬اتبعت‭ ‬السلطات‭ ‬الإيرانية‭ ‬منذ‭ ‬عهد‭ ‬الشاه‭ ‬وحتى‭ ‬اليوم‭ ‬سياسة‭ ‬تفريس‭ ‬الإقليم‭ ‬والعبث‭ ‬في‭ ‬تركيبته‭ ‬السكانية،‭ ‬بزيادة‭ ‬نسبة‭ ‬غير‭ ‬العرب‭ ‬من‭ ‬السكان،‭  ‬وتغییر‭ ‬الأسماء‭ ‬العربية‭ ‬الأصلية‭ ‬للمدن‭ ‬والبلدات‭ ‬والأنهار‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المواقع‭ ‬الجغرافية،‭ ‬وتبني‭ ‬سياسات‭ ‬تمييزية‭ ‬ضد‭ ‬السكان‭ ‬العرب‭ ‬الشيعة‭ ‬في‭ ‬التوظيف‭ ‬وفي‭ ‬الثقافة،‭ ‬فمنعتهم‭ ‬من‭ ‬تعلم‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬أو‭ ‬استعمالها‭ ‬في‭ ‬المناسبات‭.‬

ويواجه‭ ‬عرب‭ ‬الأهواز‭ ‬والعرب‭ ‬الشيعة‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬عمومًا‭ ‬صعوبة‭ ‬في‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬فرص‭ ‬لدخول‭ ‬الجامعات‭ ‬الإيرانية،‭ ‬وبهذا‭ ‬الصدد‭ ‬يؤكد‭ ‬الكاتب‭ ‬الإيراني‭ ‬المعروف‭ ‬أمير‭ ‬طاهري،‭ ‬أن‭ ‬فرصة‭ ‬دخول‭ ‬الجامعات‭ ‬الإيرانية‭ ‬لعرب‭ ‬الأهواز‭ ‬تكون‭ ‬أقل‭ ‬باثنتي‭ ‬عشرة‭ ‬مرة‭ ‬من‭ ‬نظرائهم‭ ‬الإيرانيين‭ ‬بسبب‭ ‬سوء‭ ‬التعليم‭ ‬في‭ ‬مقاطعتهم‭ ‬وبسبب‭ ‬طبيعة‭ ‬أسئلة‭ ‬امتحان‭ ‬الدخول‭ ‬للجامعات‭ ‬الإيرانية‭ ‬التي‭ ‬تجرى‭ ‬باللغة‭ ‬الفارسية‭ ‬وتركز‭ ‬على‭ ‬الحضارة‭ ‬الفارسية،‭ ‬كما‭ ‬يعاني‭ ‬العرب‭ ‬الشيعة‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬من‭ ‬التمييز‭ ‬في‭ ‬فرص‭ ‬العمل‭ ‬والرتب‭ ‬الوظيفية‭ ‬والرواتب‭ ‬مقارنة‭ ‬بنظرائهم‭. ‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أنني‭ ‬أجبت‭ ‬على‭ ‬تساؤل‭ ‬زميلي‭ ‬وصديقي‭ ‬الوزير‭ ‬حسين‭ ‬كمالي‭ ‬الذي‭ ‬طرحه‭ ‬علي‭ ‬في‭ ‬أول‭ ‬لقاء‭ ‬بيننا،‭ ‬وأعطيته‭ ‬بعض‭ ‬الأرقام‭ ‬والأسماء‭ ‬لكبار‭ ‬المسؤولين‭ ‬والوزراء‭ ‬من‭ ‬الشيعة‭ ‬الذين‭ ‬يتقلدون‭ ‬مناصب‭ ‬عليا‭ ‬في‭ ‬حكومة‭ ‬البحرين،‭ ‬واستعرضت‭ ‬معه‭ ‬بعض‭ ‬الحقائق‭ ‬والمعلومات‭ ‬التي‭ ‬يعرفها‭ ‬الجميع‭ ‬عن‭ ‬أحوال‭ ‬رعايا‭ ‬جمهورية‭ ‬إيران‭ ‬الإسلامية‭ ‬من‭ ‬العرب‭ ‬الشيعة،‭ ‬وذكرت‭ ‬له‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬مرة‭ ‬أنني‭ ‬لم‭ ‬ألتق‭ ‬أو‭ ‬أتعرف‭ ‬أو‭ ‬أسمع‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬العرب‭ ‬الشيعة‭ ‬من‭ ‬رعايا‭ ‬إيران‭ ‬يتقلد‭ ‬أي‭ ‬منصب‭ ‬وزاري‭ ‬أو‭ ‬قيادي‭ ‬في‭ ‬حكومة‭ ‬إيران،‭ ‬إلا‭ ‬أنني‭ ‬لم‭ ‬أتلق‭ ‬أي‭ ‬رد‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬لأنها‭ ‬تلك‭ ‬هي‭ ‬الحقيقة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬العرب‭ ‬الشيعة‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬العربية‭ ‬يعرفونها‭ ‬ويدركونها‭. ‬

هذا‭ ‬وإننا‭ ‬لم‭ ‬نتطرق‭ ‬إلى‭ ‬الأوضاع‭ ‬والأحوال‭ ‬الأكثر‭ ‬سوءًا‭ ‬للعرب‭ ‬السنة‭ ‬من‭ ‬رعايا‭ ‬إيران‭ ‬الذين‭ ‬يزيد‭ ‬عددهم‭ ‬على‭ ‬1‭.‬5‭ ‬مليون‭ ‬نسمة‭ ‬يعيشون‭ ‬كمواطنين‭ ‬إيرانيين‭ ‬على‭ ‬سواحل‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭.‬

وحرصًا‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬المساس‭ ‬بمشاعر‭ ‬مضيفي‭ ‬الكريم‭ ‬قلت‭ ‬له‭ ‬مازحًا‭ ‬إن‭ ‬عندنا‭ ‬حكمة‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬تقول‭ ‬“لا‭ ‬تكن‭ ‬مثل‭ ‬عين‭ ‬عذاري‭ ‬تسقي‭ ‬البعيد‭ ‬وتترك‭ ‬القريب‭ ‬في‭ ‬عطشه”،‭ ‬وحكمة‭ ‬عربية‭  ‬تقول‭: ‬“من‭ ‬بيته‭ ‬من‭ ‬زجاج‭ ‬لا‭ ‬يرمي‭ ‬بيوت‭ ‬الآخرين‭ ‬بالحجر”‭.‬