أبا علي خطاك الشر

| د. عبدالله الحواج

عندما‭ ‬سمعت‭ ‬أن‭ ‬الرئيس‭ ‬القائد‭ ‬قد‭ ‬دخل‭ ‬إلى‭ ‬المستشفى‭ ‬لإجراء‭ ‬بعض‭ ‬الفحوصات‭ ‬الطبية،‭ ‬لم‭ ‬يهدأ‭ ‬لي‭ ‬بال،‭ ‬ودخلت‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الريبة‭ ‬والقلق‭ ‬على‭ ‬صحة‭ ‬سموه‭ ‬شفاه‭ ‬الله‭ ‬وعافاه،‭ ‬يا‭ ‬ترى،‭ ‬يا‭ ‬هل‭ ‬ترى؟‭ ‬ماذا‭ ‬حدث‭ ‬بالضبط؟‭ ‬لماذا‭ ‬هذه‭ ‬الفحوصات‭ ‬المباغتة؟‭ ‬وكيف‭ ‬يمكن‭ ‬الاطمئنان‭ ‬علي‭ ‬صحة‭ ‬الرئيس،‭ ‬هل‭ ‬هي‭ ‬فحوصات‭ ‬اعتيادية؟‭ ‬ام‭ ‬انها‭ ‬تأتي‭ ‬لأمر‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يعلمه‭ ‬غير‭ ‬الله؟‭.‬

الله‭ ‬العالم‭ ‬كيف‭ ‬قضيت‭ ‬تلك‭ ‬الليلة؟‭!‬،‭ ‬وكيف‭ ‬أن‭ ‬الخبر‭ ‬قد‭ ‬هبط‭ ‬علي‭ ‬كالصاعقة،‭ ‬حيث‭ ‬الأخبار‭ ‬لا‭ ‬تحمل‭ ‬إلينا‭ ‬غير‭ ‬سكينة‭ ‬الانتظار‭ ‬وصمت‭ ‬الليالي‭ ‬الطويلة،‭ ‬وعذابات‭ ‬الأسئلة‭ ‬الحائرة‭. ‬وعندما‭ ‬مرت‭ ‬الساعات‭ ‬بطيئة،‭ ‬ثقيلة‭ ‬متكاسلة،‭ ‬وحين‭ ‬أشرقت‭ ‬شمس‭ ‬اليوم‭ ‬التالي‭ ‬حاملة‭ ‬لنا‭ ‬الأخبار‭ ‬السارة،‭ ‬والنبأ‭ ‬السعيد‭ ‬بأن‭ ‬الفحوصات‭ ‬التي‭ ‬أجريت‭ ‬لسموه‭ ‬تكللت‭ ‬بالنجاح،‭ ‬وأن‭ ‬صحة‭ ‬الأب‭ ‬الغالي‭ ‬علي‭ ‬ما‭ ‬يرام،‭ ‬وما‭ ‬حدث‭ ‬لا‭ ‬يعدو‭ ‬كونه‭ ‬فحصا‭ ‬طبيا‭ ‬اعتياديا،‭ ‬التقطت‭ ‬أنفاسي،‭ ‬وحمدت‭ ‬الله‭ ‬وشكرت‭ ‬فضله،‭ ‬أنه‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ ‬قد‭ ‬أسبغ‭ ‬علي‭ ‬الرئيس‭ ‬القائد‭ ‬بنعمة‭ ‬الصحة‭ ‬ودوام‭ ‬العافية،‭ ‬وأن‭ ‬سموه‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬يتمتع‭ ‬بصحة‭ ‬جيدة،‭ ‬وأن‭ ‬الأخبار‭ ‬التي‭ ‬جاءت‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬أكدت‭ ‬صحة‭ ‬المعلومات‭ ‬المطمئنة،‭ ‬وان‭ ‬الرئيس‭ ‬في‭ ‬نعمة‭ ‬والحمد‭ ‬لله‭.‬

لا‭ ‬أخفي‭ ‬عليكم‭ ‬سرا‭ ‬أن‭ ‬الليلة‭ ‬التي‭ ‬سبقت‭ ‬نتائج‭ ‬الفحوصات‭ ‬كانت‭ ‬بمثابة‭ ‬الذاكرة‭ ‬التي‭ ‬تأتي‭ ‬عن‭ ‬طريقها‭ ‬أشرطة‭ ‬الأحداث،‭ ‬ومشاهد‭ ‬المجلس‭ ‬العتيد،‭ ‬وكيف‭ ‬كان‭ ‬سموه‭ ‬يحثنا‭ ‬علي‭ ‬الدفع‭ ‬بقاطرة‭ ‬التعليم،‭ ‬قائلا‭: ‬الأجيال‭ ‬الطالعة‭ ‬أمانة‭ ‬في‭ ‬أعناقكم،‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬تنقلوا‭ ‬لهم‭ ‬معارف‭ ‬وعلوم‭ ‬الدنيا‭ ‬بأمانة،‭ ‬وأن‭ ‬تكون‭ ‬الوطنية‭ ‬والمواطنة‭ ‬للجميع،‭ ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬الجيل‭ ‬الطالع‭ ‬مشبعًا‭ ‬بفكر‭ ‬الأجداد‭ ‬والآباء،‭ ‬وأن‭ ‬ينهل‭ ‬من‭ ‬علوم‭ ‬البيئة‭ ‬النقية‭ ‬المتفانية‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬المكتسبات،‭ ‬وصون‭ ‬المنجزات،‭ ‬وحماية‭ ‬الحصون‭ ‬والدروع‭ ‬الواقية‭ ‬للوطن‭ ‬من‭ ‬الأفكار‭ ‬الدخيلة،‭ ‬والاجتهادات‭ ‬المريضة،‭ ‬وتلك‭ ‬العابرة‭ ‬لعاداتنا،‭ ‬والمتسللة‭ ‬لتقاليدنا،‭ ‬والمتداخلة‭ ‬أو‭ ‬المتسربة‭ ‬خلسة‭ ‬في‭ ‬مناهجنا،‭ ‬ودائما‭ ‬ما‭ ‬سمعت‭ ‬سموه‭ ‬وهو‭ ‬يوجهنا‭ ‬نحو‭ ‬الارتقاء‭ ‬بوعي‭ ‬المواطن،‭ ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬للنخب‭ ‬المفكرة‭ ‬ذلك‭ ‬الدور‭ ‬الطليعي‭ ‬في‭ ‬تنقية‭ ‬الأجواء‭ ‬التي‭ ‬تباغتها‭ ‬رياح‭ ‬التغيير‭ ‬القادمة‭ ‬من‭ ‬القريب‭ ‬قبل‭ ‬البعيد،‭ ‬ومن‭ ‬الإقليم‭ ‬قبل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬عابر،‭ ‬أو‭ ‬منقول،‭ ‬أو‭ ‬قادم‭ ‬من‭ ‬من‭ ‬عدو‭ ‬ظاهر‭ ‬للعيان‭. ‬

تذكرت‭ ‬بين‭ ‬ما‭ ‬تذكرت‭ ‬في‭ ‬هجمة‭ ‬ثورة‭ ‬القلق‭ ‬التي‭ ‬انتابتني،‭ ‬كيف‭ ‬أن‭ ‬سموه‭ ‬يضع‭ ‬مصلحة‭ ‬المواطن‭ ‬نصب‭ ‬عينيه،‭ ‬وفي‭ ‬عمق‭ ‬العمق‭ ‬من‭ ‬قلبه‭ ‬الكبير،‭ ‬وعقله‭ ‬المنير،‭ ‬وضميره‭ ‬المحب‭ ‬لكل‭ ‬ذرة‭ ‬من‭ ‬تراب‭ ‬هذا‭ ‬الوطن،‭ ‬وكل‭ ‬من‭ ‬نشأ‭ ‬وتربي‭ ‬فوق‭ ‬تراب‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭. ‬

دمت‭ ‬ذخرًا‭ ‬وسندًا،‭ ‬ونبراسا‭ ‬لنا‭ ‬يا‭ ‬طويل‭ ‬العمر،‭ ‬شفاك‭ ‬الله‭ ‬وعافاك،‭ ‬وسدد‭ ‬على‭ ‬طريق‭ ‬الخير‭ ‬خطاك،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬بحرين‭ ‬أجمل‭ ‬وأكمل،‭ ‬ومن‭ ‬أجل‭ ‬أمة‭ ‬أحبتك،‭ ‬وشعب‭ ‬مضى‭ ‬على‭ ‬طريق‭ ‬النماء‭ ‬خلفكم،‭ ‬وحمدًا‭ ‬لله‭ ‬على‭ ‬سلامتكم،‭ ‬وتهنئتي‭ ‬القلبية‭ ‬الخالصة‭ ‬للقيادة‭ ‬والشعب‭ ‬بدوام‭ ‬نعمة‭ ‬الاستقرار‭ ‬والازدهار‭ ‬لمملكتنا‭ ‬الحبيبة‭ ‬البحرين‭.‬