أرقام تَصنعُ البَحرين... الخدمات الذكية والرقمية

| د. حسين المهدي

قبل‭ ‬أربعة‭ ‬أيام،‭ ‬ومع‭ ‬صدور‭ ‬تقرير‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للحكومة‭ ‬الإلكترونية،‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬الجمعة‭ ‬10‭/‬7‭/‬2020م،‭ ‬ويتولى‭ ‬التقرير‭ ‬مسح‭ ‬الخدمات‭ ‬الرقمية‭ ‬الذكية‭ ‬في‭ ‬193‭ ‬دولة،‭ ‬تبوأت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬المركز‭ ‬الثاني‭ ‬عربياً‭ ‬وإقليميا‭ ‬في‭ ‬مؤشر‭ ‬تنمية‭ ‬الحكومة‭ ‬الإلكترونية،‭ ‬واحتلت‭ ‬مركزاً‭ ‬متميزا‭ ‬في‭ ‬مؤشر‭ ‬المشاركة‭ ‬الرقمية‭ ‬ضمن‭ ‬المؤشر‭ ‬الكلي‭ ‬لتنمية‭ ‬الحكومات‭ ‬الإلكترونية‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬قارة‭ ‬آسيا‭.‬

أما‭ ‬في‭ ‬المؤشر‭ ‬الإجمالي‭ ‬فحلت‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬الموقع‭ ‬الثاني،‭ ‬والذي‭ ‬يشمل‭ ‬مزيجا‭ ‬مركبا‭ ‬من‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬المؤشرات‭ ‬الفرعية‭ ‬كالخدمات‭ ‬الذكية‭ ‬والبنية‭ ‬التحتية‭ ‬لقطاع‭ ‬الاتصالات‭ ‬وتكنولوجيا‭ ‬المعلومات،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬مؤشر‭ ‬المشاركة‭ ‬الرقمية‭ ‬الذي‭ ‬يدخل‭ ‬في‭ ‬الخدمات‭ ‬الذكية،‭ ‬ودولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬المركز‭ ‬الأول‭ ‬والمملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬في‭ ‬المركز‭ ‬الثالث‭ ‬ودولة‭ ‬الكويت‭ ‬رابعا‭ ‬وسلطنة‭ ‬عمان‭ ‬خامسا‭.‬

وهذا‭ ‬الموقع‭ ‬الذي‭ ‬حصدته‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬يتوج‭ ‬انطلاقتها‭ ‬منذ‭ ‬90‭ ‬عاماً‭ ‬تقريباً،‭ ‬مع‭ ‬إنشاء‭ ‬نظام‭ ‬اتصالاتي‭ ‬هاتفي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬بدالة‭ ‬تلفونية‭ ‬يدوية‭ ‬يقوم‭ ‬بتشغيلها‭ ‬شابان‭ ‬بحرينيان،‭ ‬في‭ ‬المنامة‭ ‬العاصمة‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬الثلاثينات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الماضي،‭ ‬أي‭ ‬قبل‭ ‬اكتشاف‭ ‬النفط‭ ‬بأعوام‭ ‬قليلة،‭ ‬لحقها‭ ‬بعد‭ ‬سنوات‭ ‬تأسيس‭ ‬الخدمة‭ ‬الهاتفية‭ ‬الآلية،‭ ‬وكانت‭ ‬أكثر‭ ‬فعالية‭ ‬وجودة،‭ ‬ثم‭ ‬في‭ ‬عقد‭ ‬الخمسينيات‭ ‬تبنى‭ ‬القطاع‭ ‬المصرفي‭ ‬الحوسبة‭ ‬في‭ ‬ثلاثة‭ ‬مصارف‭ ‬رئيسية‭ ‬هي‭ ‬البنك‭ ‬البريطاني‭ ‬للشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬والبنك‭ ‬الشرقي،‭ ‬وبنك‭ ‬البحرين‭ ‬الوطني،‭ ‬وفي‭ ‬العام‭ ‬1962م‭ ‬تبنت‭ ‬شركة‭ ‬بابكو‭ ‬الحاسوب‭ ‬المركزي‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬مع‭ ‬شركة‭ ‬“آي‭. ‬بي‭. ‬أم”‭ ‬ثم‭ ‬في‭ ‬شركة‭ ‬طيران‭ ‬الخليج،‭ ‬وفي‭ ‬نهاية‭ ‬السبعينيات‭ ‬خطت‭ ‬المملكة‭ ‬خطوة‭ ‬عملاقة‭ ‬باستخدام‭ ‬المطار‭ ‬نظاما‭ ‬حوسبيا‭ ‬للركاب‭ ‬يربط‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭. ‬واستمرت‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬المعلومات‭ ‬والاتصالات،‭ ‬حتى‭ ‬الوقت‭ ‬الحاضر،‭ ‬ومن‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬يصل‭ ‬صرف‭ ‬قطاع‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬المعلومات‭ ‬والاتصالات‭ ‬من‭ ‬1‭.‬4‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬الماضي،‭ ‬2019م‭ ‬إلى‭ ‬2‭.‬1‭ ‬بعد‭ ‬أربعة‭ ‬أعوام‭ ‬في‭ ‬2024م‭.‬

بعد‭ ‬متابعة‭ ‬خطوات‭ ‬التنمية‭ ‬المعلوماتية‭ ‬والاتصالاتية‭ ‬المستدامة،‭ ‬رأينا‭ ‬أن‭ ‬الأرقام‭ ‬صنعت‭ ‬البحرين،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مشوار‭ ‬تصاعدي‭ ‬انطلق‭ ‬قبل‭ ‬تسعين‭ ‬عاماً،‭ ‬أهلها‭ ‬لتبوء‭ ‬مراكز‭ ‬طليعية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬المهم،‭ ‬على‭ ‬المستويات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والعالمية‭.‬