زبدة القول

يا لها من قصة مؤلمة

| د. بثينة خليفة قاسم

قرأت‭ ‬وشاهدت‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الرسائل‭ ‬الإعلامية‭ ‬التي‭ ‬حثت‭ ‬الناس‭ ‬على‭ ‬البقاء‭ ‬في‭ ‬منازلهم‭ ‬حفاظا‭ ‬على‭ ‬حياتهم‭ ‬من‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا،‭ ‬لكنني‭ ‬لم‭ ‬أقرأ‭ ‬شيئا‭ ‬أكثر‭ ‬إيلاما‭ ‬مما‭ ‬كتبه‭ ‬الصحافي‭ ‬اليمني‭ ‬المقيم‭ ‬في‭ ‬فرنسا‭ ‬أحمد‭ ‬الجبر‭ ‬الذي‭ ‬مر‭ ‬بتجربة‭ ‬كورونا‭ ‬الأليمة‭.‬

قال‭ ‬الخبر‭ ‬في‭ ‬خلاصته‭ ‬“لو‭ ‬عرفتم‭ ‬حقيقة‭ ‬كورونا‭ ‬وسرعة‭ ‬انتقاله‭ ‬لبحثتم‭ ‬عن‭ ‬كهوف‭ ‬تحت‭ ‬الأرض‭ ‬بدلا‭ ‬عن‭ ‬العزلة‭ ‬في‭ ‬المنازل‭!‬”،‭ ‬وها‭ ‬هي‭ ‬رسالة‭ ‬الرجل‭ ‬الذي‭ ‬بقي‭ ‬‮١٨‬‭ ‬يوما‭ ‬في‭ ‬قبضة‭ ‬الفيروس‭ ‬اللعين‭: (‬بعد‭ ‬‮١٨‬‭ ‬يوما‭ ‬من‭ ‬المقاومة‭ ‬العنيفة‭ ‬وبفضل‭ ‬الله‭ ‬أفلت‭ ‬من‭ ‬قبضة‭ ‬الفيروس،‭ ‬ومع‭ ‬أنني‭ ‬أكثر‭ ‬تطرفا‭ ‬لجهة‭ ‬الالتزام‭ ‬بالإجراءات‭ ‬الاحترازية‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الفيروس‭ ‬اللعين‭ ‬اصطادني‭ ‬وزميلي‭ ‬العزيز‭ ‬سامي‭ ‬عندما‭ ‬خرجنا‭ ‬في‭ ‬مشوار‭ ‬صغير،‭ ‬فلم‭ ‬نعد‭ ‬يومها‭ ‬بمفردنا‭ ‬بل‭ ‬برفقة‭ ‬عدو‭ ‬خبيث‭ ‬لا‭ ‬نعلم‭ ‬أو‭ ‬نتذكر‭ ‬كيف‭ ‬اصطادنا‭). ‬

كورونا‭ ‬يا‭ ‬سادة‭ ‬ليس‭ ‬نزهة‭ ‬أو‭ ‬وعكة‭ ‬عابرة،‭ ‬إنه‭ ‬وبخبث‭ ‬الجبناء‭ ‬يعبث‭ ‬بالهواء‭ ‬الذي‭ ‬تتنفسه‭ ‬بصعوبة،‭ ‬فيمارس‭ ‬هوايته‭ ‬اليومية‭ ‬بخنقك‭ ‬بين‭ ‬الحين‭ ‬والآخر،‭ ‬وعلاوة‭ ‬على‭ ‬الإرهاق‭ ‬والفتور‭ ‬الشديد‭ ‬الذي‭ ‬يصيب‭ ‬به‭ ‬جسدك‭ ‬المنهك‭ ‬وارتفاع‭ ‬درجة‭ ‬حرارة‭ ‬الجسم‭ ‬الداخلية‭ ‬والشعور‭ ‬بالقشعريرة،‭ ‬فإنه‭ ‬يُطبق‭ ‬على‭ ‬رأسك‭ ‬إلى‭ ‬درجة‭ ‬تشعر‭ ‬معها‭ ‬أنه‭ ‬سينفجر‭ ‬من‭ ‬شدة‭ ‬الألم‭. ‬

هذا‭ ‬هو‭ ‬الفيروس‭ ‬اللعين‭ ‬الذي‭ ‬أحال‭ ‬العالم‭ ‬إلى‭ ‬كتلة‭ ‬من‭ ‬الخوف،‭ ‬فلا‭ ‬تستكثروا‭ ‬أو‭ ‬تستثقلوا‭ ‬البقاء‭ ‬في‭ ‬المنزل‭.‬