مُلتقطات

“إسكان جنوسان”... بعد عقدٍ من الزمان!

| د. جاسم المحاري

ما‭ ‬يشهده‭ ‬وطني‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬حراكٍ‭ ‬تنموي‭ ‬شامل‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬الصُعُد‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والثقافية‭ ‬وغيرها،‭ ‬ولاسيما‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الخطط‭ ‬والمبادرات‭ ‬الإسكانية‭ ‬المتوالية‭ ‬التي‭ ‬تحقّقت‭ ‬في‭ ‬العهد‭ ‬الزاهر‭ ‬لصاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬المفدى؛‭ ‬قد‭ ‬صيّر‭ ‬مملكتنا‭ ‬في‭ ‬مصاف‭ ‬الدول‭ ‬المتقدمة‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬تنمية‭ ‬المواطن‭ ‬وتوفير‭ ‬سبل‭ ‬العيش‭ ‬الكريم‭ ‬له،‭ ‬بعد‭ ‬سعي‭ ‬الحكومة‭ ‬الموقرة‭ ‬لتوفير‭ ‬آلاف‭ ‬الخدمات‭ ‬والمشاريع‭ ‬الإسكانية‭ ‬للمواطنين‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬الدخل‭ ‬المحدود‭ ‬بمختلف‭ ‬مدن‭ ‬وقرى‭ ‬البحرين‭ ‬ضمن‭ ‬البرنامج‭ ‬الحكومي‭ ‬الذي‭ ‬يسير‭ ‬وفق‭ ‬رؤية‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬الاقتصادية‭ ‬2030م‭.‬

وقرية‭ ‬“جنوسان”‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬القرى‭ ‬البحرينية‭ ‬الصغيرة‭ ‬التي‭ ‬استبشر‭ ‬أهلها‭ ‬خيراً‭ ‬بهذا‭ ‬البرنامج‭ ‬بعد‭ ‬المَقْدَمِ‭ ‬الميمون‭ ‬لسمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الموقر‭ ‬ضمن‭ ‬برنامج‭ ‬زياراته‭ ‬الميدانية‭ ‬التفقدية‭ ‬المفاجئة‭ ‬لأحوال‭ ‬المواطنين‭ ‬المعيشية‭ ‬ومتابعة‭ ‬مشروعات‭ ‬الحكومة‭ ‬الخدمية،‭ ‬بعد‭ ‬أنْ‭ ‬لاقت‭ ‬غَصّة‭ ‬في‭ ‬شُحّ‭ ‬المشروعات‭ ‬الخدمية‭ ‬لسنوات،‭ ‬حيث‭ ‬وجّه‭ ‬سموه‭ ‬آنذاك‭ ‬وزارة‭ ‬الإسكان‭ ‬لتنفيذ‭ ‬مشروع‭ ‬إسكاني‭ ‬في‭ ‬قرية‭ ‬جنوسان‭ ‬يستوعب‭ (‬150‭) ‬وحدة‭ ‬سكنية‭.‬

وقد‭ ‬تحقّق‭ ‬مشروع‭ ‬“جنوسان‭ ‬الإسكاني”،‭ ‬بعد‭ ‬أنْ‭ ‬كان‭ ‬حلما‭ ‬راودَ‭ ‬جميع‭ ‬أهالي‭ ‬هذه‭ ‬القرية‭ ‬الساحلية‭ ‬الوادعة‭ ‬طويلاً،‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬الذي‭ ‬أضحى‭ ‬جاهزاً‭ ‬للتسليم‭ ‬بعد‭ ‬جهود‭ ‬مشكورة،‭ ‬أسلفتها‭ ‬التوجيهات‭ ‬الموقرة،‭ ‬والمتابعة‭ ‬من‭ ‬وزير‭ ‬المالية،‭ ‬والتجاوب‭ ‬من‭ ‬وزير‭ ‬الإسكان‭ ‬كي‭ ‬يشقّ‭ ‬طريقه‭ ‬بتأمين‭ ‬الاعتمادات‭ ‬وإعادة‭ ‬الاستملاك؛‭ ‬ولكن‭ ‬شابه‭ ‬بعض‭ ‬الإحباط‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬الحالات‭ ‬المتعثرة‭ ‬من‭ ‬طلبات‭ ‬أهالي‭ ‬القرية،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬تحديد‭ ‬سقفه‭ ‬بطلبات‭ ‬2006م‭ ‬الذي‭ ‬قلّص‭ ‬انتفاعهم‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬دون‭ ‬النصف‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬تُخمة‭ ‬طلباتهم‭ ‬الإسكانية‭.‬

 

نافلة‭:  ‬

نصّت‭ ‬المادة‭ (‬9‭) ‬من‭ ‬الدستور‭ ‬في‭ ‬فقرتها‭ (‬و‭) ‬على‭ ‬أنّ‭ ‬الدولة‭ ‬“تعمل‭ ‬على‭ ‬توفير‭ ‬السكن‭ ‬لذوي‭ ‬الدخل‭ ‬المحدود‭ ‬من‭ ‬المواطنين”،‭ ‬في‭ ‬إشارة‭ ‬جليّة‭ ‬لأحقيّة‭ ‬تمتّع‭ ‬أهالي‭ ‬قرية‭ ‬جنوسان‭ ‬بحقّهم‭ ‬الخالص‭ ‬في‭ ‬مشروعهم‭ ‬الإسكاني‭ ‬اليتيم،‭ ‬ودافع‭ ‬أكيد‭ ‬لجعل‭ ‬مسؤولي‭ ‬وزارة‭ ‬الإسكان‭ ‬التوجيهات‭ ‬السامية‭ ‬منهاجاً‭ ‬لراحة‭ ‬المواطن‭ ‬عبر‭ ‬مدّ‭ ‬السقف‭ ‬حتى‭ ‬طلبات‭ ‬2010م،‭ ‬والبتّ‭ ‬في‭ ‬طلبات‭ ‬2006م‭ ‬المتعثرة‭ ‬بما‭ ‬يضمن‭ ‬لهم‭ ‬الحقّ‭ ‬في‭ ‬العيش‭ ‬الكريم‭ ‬والمسكن‭ ‬الملائم‭ ‬الذي‭ ‬كفله‭ ‬الدستور‭.‬