رعايا إيران من العرب الشيعة وأحاديث مع الوزير (1 - 3)

| عبدالنبي الشعلة

الغرض‭ ‬والهدف‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬المقال‭ ‬هو‭ ‬الاستمرار‭ ‬ومواصلة‭ ‬قرع‭ ‬أجراس‭ ‬التوعية‭ ‬والتنبيه،‭ ‬وتأدية‭ ‬واجب‭ ‬مخاطبة‭ ‬أبناء‭ ‬جلدتي‭ ‬من‭ ‬العرب‭ ‬الشيعة‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬وباقي‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬لكي‭ ‬يقفوا‭ ‬جميعًا‭ ‬رافعي‭ ‬الرؤوس‭ ‬بكل‭ ‬فخر‭ ‬واعتزاز‭ ‬بهويتهم‭ ‬العربية‭ ‬وعقيدتهم‭ ‬الإسلامية‭ ‬وولائهم‭ ‬الوطني‭ ‬وانتمائهم‭ ‬المذهبي،‭ ‬مصرين‭ ‬على‭ ‬ترسيخ‭ ‬تمسكهم‭ ‬بالإخلاص‭ ‬والولاء‭ ‬لأوطانهم،‭ ‬رافضين‭ ‬تقزيم‭ ‬وتهميش‭ ‬أنفسهم‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يصبحوا‭ ‬فعلًا‭ ‬أقلية‭ ‬في‭ ‬ديارهم،‭ ‬معززين‭ ‬وجودهم‭ ‬ودورهم‭ ‬واندماجهم‭ ‬كمكون‭ ‬أساسي‭ ‬وجزء‭ ‬عضوي‭ ‬مكمل‭ ‬وفاعل‭ ‬ومشارك‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬أوطانهم‭ ‬وتنمية‭ ‬مجتمعاتهم‭ ‬العربية،‭ ‬متجنبين‭ ‬الوقوع‭ ‬فريسة‭ ‬لوهم‭ ‬“المظلومية”؛‭ ‬فالمظلومية‭ ‬إن‭ ‬وجدت‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬مجتمع‭ ‬فستشمل‭ ‬وتطال‭ ‬الجميع،‭ ‬ولن‭ ‬ينجو‭ ‬منها‭ ‬أحد،‭ ‬ولن‭ ‬يكونوا‭ ‬وحدهم‭ ‬ضحاياها،‭ ‬وأن‭ ‬لا‭ ‬يتملكهم‭ ‬الإحساس‭ ‬والظن‭ ‬بأنهم‭ ‬أكثر‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬الإنصاف‭ ‬من‭ ‬غيرهم،‭ ‬وعليهم‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬ينسوا‭ ‬أن‭ ‬قادة‭ ‬وسادة‭ ‬التشيع‭ ‬هم‭ ‬العرب‭ ‬وليس‭ ‬غيرهم،‭ ‬وأن‭ ‬مسقط‭ ‬رأس‭ ‬التشيع‭ ‬ومعقله‭ ‬وبؤرة‭ ‬إشعاعه‭ ‬كان‭ ‬وما‭ ‬يزال‭ ‬وسيبقى‭ ‬عراق‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬وليس‭ ‬غيرها؛‭ ‬ففيها‭ ‬مراقد‭ ‬أئمتهم‭ ‬وعتباتهم‭ ‬المقدسة‭ ‬ومركز‭ ‬مرجعيتهم‭ ‬الأصلية‭ ‬الأصيلة،‭ ‬ويجب‭ ‬ألا‭ ‬يسمحوا‭ ‬لأحد‭ ‬بتعطيل‭ ‬وشل‭ ‬عقولهم،‭ ‬ومحو‭ ‬ذاكرتهم‭ ‬أو‭ ‬اختطاف‭ ‬خطابهم،‭ ‬كما‭ ‬عليهم‭ ‬الانخراط‭ ‬بكل‭ ‬ثقة‭ ‬وتفاؤل‭ ‬في‭ ‬العطاء‭ ‬والحراك‭ ‬الوطني‭ ‬بعناوينهم‭ ‬وهوياتهم‭ ‬الوطنية‭ ‬وليس‭ ‬بانتماءاتهم‭ ‬المذهبية‭.‬

إن‭ ‬الهدف‭ ‬والغرض‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬المقال‭ ‬أيضًا‭ ‬هو‭ ‬المساهمة‭ ‬المتواضعة‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬انتفاضة‭ ‬“الوعي‭ ‬العربي‭ ‬الشيعي”‭ ‬لدى‭ ‬العرب‭ ‬الشيعة،‭ ‬التي‭ ‬تفجرت‭ ‬في‭ ‬داخل‭ ‬وجدانهم،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬اتضحت‭ ‬الصورة‭ ‬لهم،‭ ‬وانكشفت‭ ‬الأهداف‭ ‬الحقيقية‭ ‬لمشروع‭ ‬“تصدير‭ ‬الثورة‭ ‬ونظرية‭ ‬ولاية‭ ‬الفقيه”؛‭ ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬أدرك‭ ‬العرب‭ ‬الشيعة،‭ ‬أو‭ ‬غالبيتهم‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬أن‭ ‬النظام‭ ‬الحاكم‭ ‬في‭ ‬طهران‭ ‬ليس‭ ‬نظاما‭ ‬إلهيا‭ ‬مقدسا‭ ‬كما‭ ‬يدعي‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬نظام‭ ‬سياسي‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬غيره‭ ‬عنفا‭ ‬وتشددا‭ ‬في‭ ‬جعل‭ ‬تحقيق‭ ‬المصالح‭ ‬الوطنية‭ ‬الإيرانية‭ ‬جوهر‭ ‬ولب‭ ‬وجوده‭ ‬وهدفه،‭ ‬ووضعها‭ ‬فوق‭ ‬وقبل‭ ‬أي‭ ‬اعتبار‭ ‬آخر،‭ ‬وهو‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬حال‭ ‬ليس‭ ‬نظامًا‭ ‬مخولا‭ ‬أو‭ ‬مؤهلا‭ ‬لرعاية‭ ‬وحماية‭ ‬الشيعة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬كما‭ ‬يقول؛‭ ‬هذا‭ ‬على‭ ‬افتراض‭ ‬أن‭ ‬الشيعة‭ ‬في‭ ‬أوطانهم‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬رعاية‭ ‬أو‭ ‬حماية‭ ‬أي‭ ‬طرف‭ ‬خارجي‭.‬

وعندما‭ ‬نقول‭ ‬النظام‭ ‬الحاكم‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬فإننا‭ ‬بكل‭ ‬وضوح‭ ‬لا‭ ‬نعني‭ ‬أو‭ ‬نشير‭ ‬إلى‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬الصديق‭ ‬الذي‭ ‬نكن‭ ‬له‭ ‬كل‭ ‬التقدير‭ ‬والاحترام،‭ ‬ونتعاطف‭ ‬معه،‭ ‬ونعتقد‭ ‬أنه‭ ‬أكبر‭ ‬الضحايا‭ ‬ومن‭ ‬أكبر‭ ‬المتضررين‭ ‬والخاسرين‭ ‬جراء‭ ‬السياسات‭ ‬التوسعية‭ ‬التي‭ ‬تتبعها‭ ‬حكومته‭.‬

إن‭ ‬انتفاضة‭ ‬الوعي‭ ‬العربي‭ ‬الشيعي‭ ‬تجلت‭ ‬أنصع‭ ‬صورها‭ ‬في‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬التي‭ ‬قادها‭ ‬شبابنا‭ ‬الشيعي‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬الآونة‭ ‬الأخيرة‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬وفي‭ ‬لبنان،‭ ‬بعد‭ ‬إدراكهم‭ ‬لخطورة‭ ‬مشاريع‭ ‬النظام‭ ‬الحاكم‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬التي‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬إفقارهم‭ ‬وتقهقرهم‭ ‬وتدمير‭ ‬أوطانهم،‭ ‬وكان‭ ‬هدفها‭ ‬اقتلاعهم‭ ‬من‭ ‬جذورهم‭ ‬العربية،‭ ‬وانتزاع‭ ‬هويتهم‭ ‬الوطنية،‭ ‬واستدراجهم‭ ‬لارتكاب‭ ‬العنف‭ ‬والإرهاب،‭ ‬وتوظيف‭ ‬شعورهم‭ ‬وانتمائهم‭ ‬المذهبي‭ ‬لتحقيق‭ ‬الأطماع‭ ‬التاريخية‭ ‬الساسانية‭ ‬في‭ ‬بلادنا،‭  (‬كما‭ ‬يحاول‭ ‬أن‭ ‬يفعل‭ ‬العثمانيون‭ ‬الجدد‭ ‬في‭ ‬اسطنبول‭ ‬بالنسبة‭ ‬لأشقائنا‭ ‬السنة‭) ‬واستخدام‭ ‬أجسادهم‭ ‬جسورا‭ ‬للعبور‭ ‬فوقها‭ ‬لبسط‭ ‬نفوذهم،‭ ‬وحطبا‭ ‬لاشعال‭ ‬نيران‭ ‬الفتنة‭ ‬والاقتتال‭ ‬في‭ ‬مجتمعاتهم‭ ‬بغية‭ ‬إحداث‭ ‬الشروخ‭ ‬التي‭ ‬ستمكنهم‭ ‬من‭ ‬تمرير‭ ‬مشروعهم‭ ‬السياسي‭ ‬المغلف‭ ‬بغطاء‭ ‬ديني‭ ‬شيعي‭ ‬مزيف‭ ‬ألصقوا‭ ‬عليه‭ ‬علامة‭ ‬“ولاية‭ ‬الفقيه”؛‭ ‬وهو‭ ‬مشروع‭ ‬فكري‭ ‬توسعي‭ ‬متطرف؛‭ ‬بعيد‭ ‬كل‭ ‬البعد‭ ‬عن‭ ‬المبادئ‭ ‬الاسلامية‭ ‬وعن‭ ‬قيم‭ ‬التشيع‭ ‬التي‭ ‬تشمل‭ ‬شعار‭ ‬“حب‭ ‬الأوطان‭ ‬من‭ ‬الإيمان”؛‭ ‬مشروع‭ ‬غايته‭ ‬التحكم‭ ‬في‭ ‬العرب‭ ‬الشيعة‭ ‬ومصادرة‭ ‬القرار‭ ‬من‭ ‬يدهم،‭ ‬ويراد‭ ‬منه‭ ‬شد‭ ‬الشيعة‭ ‬إلى‭ ‬الوراء‭ ‬وتعزيز‭ ‬روح‭ ‬الانكفاء‭ ‬والانعزال‭ ‬الطائفي‭ ‬لديهم،‭ ‬بدلًا‭ ‬من‭ ‬روح‭ ‬الاصطفاف‭ ‬الوطني،‭ ‬واشغالهم‭ ‬في‭ ‬اجترار‭ ‬آلام‭ ‬الماضي‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬آمال‭ ‬المستقبل،‭ ‬مشروع‭ ‬يراد‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬التهيئة‭ ‬للتدخل‭ ‬والهيمنة‭ ‬بافتعال‭ ‬“المسألة‭ ‬الشيعية”‭ ‬ومأسسة‭ ‬الطائفية‭ ‬في‭ ‬الوطن‭ ‬العربي،‭ ‬واستخدام‭ ‬سلاح‭ ‬الفرز‭ ‬والتفرقة‭ ‬والاستقطاب‭ ‬في‭ ‬المجتمعات‭ ‬والدول‭ ‬العربية‭ ‬تنفيذا‭ ‬لقاعدة‭ ‬“فرق‭ ‬تسد”،‭ ‬واستنهاض‭ ‬مفهوم‭ ‬“المظلومية‭ ‬التاريخية”‭ ‬المدفونة‭ ‬في‭ ‬ضمير‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الجماعات‭ ‬الشيعية،‭ ‬وبغية‭ ‬خلق‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الاحتقان‭ ‬والتأزيم‭ ‬والتمزيق‭ ‬الطائفي‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬لإضعاف‭ ‬الجسم‭ ‬العربي‭ ‬تمهيدًا‭ ‬للانقضاض‭ ‬علية‭ ‬وابتلاعه‭.‬

لقد‭ ‬نجح‭ ‬النظام‭ ‬الحاكم‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬في‭ ‬اختراق‭ ‬صفوف‭ ‬بعض‭ ‬الشيعة‭ ‬العرب،‭ ‬والوصول‭ ‬إلىهم،‭ ‬والهيمنة‭ ‬على‭ ‬أوطانهم‭ ‬بعد‭ ‬التسلل‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬شقوق‭ ‬الاختلال‭ ‬في‭ ‬علاقتهم‭ ‬بحكوماتهم‭. ‬لقد‭ ‬رأى‭ ‬الشيعة‭ ‬العرب‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬والسعودية‭ ‬وباقي‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية‭ ‬بأمهات‭ ‬أعينهم‭ ‬أحوال‭ ‬إخوانهم‭ ‬الشيعة‭ ‬العرب‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬الأخرى‭ ‬الذين‭ ‬كانوا‭ ‬قد‭ ‬صدقوا‭ ‬واستجابوا‭ ‬وانخدعوا‭ ‬بشعارات‭ ‬ورايات‭ ‬ونداءات‭ ‬تصدير‭ ‬الثورة؛‭ ‬فرأوا‭ ‬ما‭ ‬آلت‭ ‬إليه‭ ‬أحوال‭ ‬الشيعة‭ ‬اللبنانيين‭ ‬بل‭ ‬ما‭ ‬آل‭ ‬إليه‭ ‬مصير‭ ‬لبنان‭ ‬الجميل‭ ‬بأسره‭ ‬من‭ ‬خراب‭ ‬ودمار،‭ ‬وكذلك‭ ‬الحال‭ ‬بالنسبة‭ ‬لشيعة‭ ‬العراق‭ ‬الذين‭ ‬يبكون‭ ‬الآن‭ ‬بدمع‭ ‬من‭ ‬دم‭ ‬لما‭ ‬آل‭ ‬إليه‭ ‬مصيرهم‭ ‬ومصير‭ ‬وطنهم‭ ‬من‭ ‬هدم‭ ‬وتدمير‭ ‬وتفتيت‭ ‬وتمزيق‭.‬

إن‭ ‬على‭ ‬رجالات‭ ‬الشيعة‭ ‬العرب‭ ‬أن‭ ‬يستمروا‭ ‬في‭ ‬رفض‭ ‬ومقاومة‭ ‬محاولات‭ ‬تسييس‭ ‬انتمائهم‭ ‬المذهبي؛‭ ‬بل‭ ‬عليهم‭ ‬الاستماتة‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬نقائه،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬صهره‭ ‬في‭ ‬بوتقة‭ ‬الهوية‭ ‬الوطنية‭ ‬الجامعة‭.‬

ولنعد‭ ‬الآن‭ ‬إلى‭ ‬عنوان‭ ‬مقالنا‭ ‬لهذا‭ ‬الأسبوع‭ ‬وهو‭ ‬“رعايا‭ ‬إيران‭ ‬من‭ ‬العرب‭ ‬الشيعة‭ ‬وأحاديث‭ ‬مع‭ ‬الوزير”؛‭ ‬والوزير‭ ‬المقصود‭ ‬هو‭ ‬السيد‭ ‬حسين‭ ‬كمالي‭ ‬وزير‭ ‬العمل‭ ‬والشؤون‭ ‬الاجتماعية‭ ‬الأسبق‭ ‬بجمهورية‭ ‬إيران‭ ‬الإسلامية،‭ ‬والذي‭ ‬يشغل‭ ‬اليوم‭ ‬منصب‭ ‬رئيس‭ ‬حزب‭ ‬العمل‭ ‬الإسلامي‭ ‬في‭ ‬إيران‭.‬

فقد‭ ‬التقيت‭ ‬وتعرفت‭ ‬على‭ ‬السيد‭ ‬كمالي‭ ‬عندما‭ ‬ترأست‭ ‬وفد‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وشاركت‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1996‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬في‭ ‬المؤتمر‭ ‬السنوي‭ ‬لمنظمة‭ ‬العمل‭ ‬الدولية‭ ‬الذي‭ ‬يعقد‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬يونيو‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬جنيف‭ ‬السويسرية،‭ ‬ونمَت‭ ‬بيني‭ ‬وبينه‭ ‬منذ‭ ‬لقائنا‭ ‬الأول‭ ‬علاقة‭ ‬صداقة‭ ‬ومودة‭ ‬واحترام‭ ‬متبادل،‭ ‬وتبادلنا‭ ‬فيما‭ ‬بعد‭ ‬الزيارات‭ ‬الرسمية‭ ‬بين‭ ‬بلدينا،‭ ‬وقد‭ ‬زار‭ ‬السيد‭ ‬كمالي‭ ‬البحرين‭ ‬مرتين،‭ ‬وبدوري‭ ‬زرت‭ ‬إيران‭ ‬مرتين‭ ‬كدلك،‭ ‬وقد‭ ‬دارت‭ ‬بيننا‭ ‬أحاديث‭ ‬كثيرة‭ ‬أثناء‭ ‬لقاءاتنا‭ ‬المتعددة‭ ‬حول‭ ‬تحديات‭ ‬أسواق‭ ‬العمل‭ ‬وقضايا‭ ‬التدريب‭ ‬والتأهيل‭ ‬والأمور‭ ‬السياسية‭ ‬والدينية‭ ‬والعلاقات‭ ‬بين‭ ‬إيران‭ ‬ودول‭ ‬الجوار‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المواضيع‭.‬

التقينا‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬لتناول‭ ‬القهوة‭ ‬في‭ ‬كافتيريا‭ ‬مبنى‭  ‬“باليز‭ ‬دي‭ ‬ناسيونز”‭ ‬أو‭ ‬“قصر‭ ‬الأمم”،‭ ‬في‭ ‬جنيف،‭ ‬وهو‭ ‬المبنى‭ ‬الذي‭ ‬يضم‭ ‬المقر‭ ‬الأوروبي‭ ‬لمنظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬والذي‭ ‬ينعقد‭ ‬فيه‭ ‬مؤتمر‭ ‬العمل‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬عام‭.‬

غدًا‭ ‬سنحاول‭ ‬أن‭ ‬نتطرق‭ ‬إلى‭ ‬بعض‭ ‬المواضيع‭ ‬التي‭ ‬تحدثنا‭ ‬حولها‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬أحوال‭ ‬وأوضاع‭ ‬الشيعة‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬مقارنة‭ ‬برعايا‭ ‬جمهورية‭ ‬إيران‭ ‬الاسلامية‭ ‬من‭ ‬إخواننا‭ ‬العرب‭ ‬الشيعة‭ ‬في‭ ‬إيران،‭ ‬كما‭ ‬سنتطرق‭ ‬إلى‭ ‬لقائي‭ ‬في‭ ‬طهران‭ ‬بالسيد‭ ‬حسن‭ ‬حبيبي‭ ‬نائب‭ ‬الرئيس‭ ‬الإيراني‭ ‬محمد‭ ‬خاتمي‭ ‬خلال‭ ‬زيارتي‭ ‬الرسمية‭ ‬لإيران‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬أكتوبر‭ ‬1998‭.‬