الأمير خليفة بن سلمان... القدرة الإبداعية على إنجاح التنمية البشرية

| عادل عيسى المرزوق

بنور‭ ‬وجهك‭ ‬المشرق‭ ‬يا‭ ‬أمير‭ ‬الضمير‭ ‬اكتملت‭ ‬أرواحنا‭ ‬جمالا‭ ‬وكمالا‭ ‬بما‭ ‬تشهده‭ ‬فيك‭ ‬من‭ ‬كمالات‭ ‬متوالية‭.. ‬واستبشرت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بوجودك‭ ‬الميمون‭ ‬بصحة‭ ‬معافى‭ ‬عزا‭ ‬ورفعة‭ ‬ومقاما،‭ ‬فغردت‭ ‬شكرا‭ ‬لله‭ ‬بقافية‭.. ‬واستلهمت‭ ‬من‭ ‬بِشر‭ ‬خروجك‭ ‬الميمون‭ ‬من‭ ‬فحوصات‭ ‬الصحة‭ ‬فرحا‭ ‬وسرورا‭ ‬تنتظر‭ ‬استقبالك‭ ‬لها‭ ‬بنظرة‭ ‬حانية‭.. ‬فأنت‭ ‬أمير‭ ‬الكرم‭ ‬والعطاء‭ ‬والصحة‭ ‬والتمام‭ ‬والعافية‭ ‬وتستحق‭ ‬الدعاء‭ ‬بالعافية‭.. ‬لتبقى‭ ‬للأرض‭ ‬وللإنسانية‭ ‬علما‭ ‬يُستنار‭ ‬به‭ ‬لرفعة‭ ‬ونماء‭ ‬البشرية‭.  ‬

فأنت‭ ‬يا‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الموقر‭ ‬تملك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الصفات‭ ‬الجمالية‭ ‬الروحية‭ ‬التكاملية‭ ‬المؤثرة‭ ‬في‭ ‬إنجاح‭ ‬حركة‭ ‬التنمية‭ ‬البشرية‭ ‬ومبادئها‭ ‬الإنسانية‭ ‬بأبعادها‭ ‬الرئيسية‭ ‬“الصحة‭ ‬والتعليم‭ ‬والعيش‭ ‬الرغيد”،‭ ‬وتمدها‭ ‬بالروح‭ ‬التحفيزية‭ ‬والتشجيعية،‭ ‬وتدفع‭ ‬بقوة‭ ‬الخطط‭ ‬والقرارات‭ ‬الحكيمة‭ ‬للنهوض‭ ‬والمبادرة‭ ‬لتحقيق‭ ‬أهدافها‭ ‬وإعادة‭ ‬التموضع‭ ‬الصحيح‭ ‬الذي‭ ‬يستحقه‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬خاصة‭ ‬والمجتمعات‭ ‬الدولية‭ ‬عامة‭ ‬المتجهة‭ ‬نحو‭ ‬التطوير‭ ‬المستمر‭ ‬والتغيير‭ ‬للأفضل‭. ‬

من‭ ‬الحقائق‭ ‬الدامغة‭ ‬أن‭ ‬القرارات‭ ‬النابضة‭ ‬بالحياة‭ ‬التي‭ ‬يوجهها‭ ‬سموه‭ ‬الكريم‭ ‬قد‭ ‬تنوعت‭ ‬حتى‭ ‬اكتملت‭ ‬وشملت،‭ ‬وبعدها‭ ‬فاقت‭ ‬مبادئ‭ ‬التنمية‭ ‬البشرية‭ ‬وأهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬لغلبة‭ ‬الطابع‭ ‬الإنساني‭ ‬الأصيل‭ ‬الذي‭ ‬تأصل‭ ‬بالضمير‭ ‬الذي‭ ‬أحياه‭ ‬للعالم‭ ‬أجمع‭ ‬أمير‭ ‬الضمير،‭ ‬في‭ ‬سابقة‭ ‬إنسانية‭ ‬لم‭ ‬تحدث‭ ‬قط‭ ‬في‭ ‬مبادرة‭ ‬تأسيس‭ ‬اليوم‭ ‬العالمي‭ ‬للضمير،‭ ‬والذي‭ ‬سيخلق‭ ‬الفرق‭ ‬في‭ ‬القدرات‭ ‬الإبداعية‭ ‬لإنجاح‭ ‬المبادئ‭ ‬الصحيحة‭ ‬وظهور‭ ‬الأساليب‭ ‬السليمة‭ ‬وانبثاق‭ ‬التصرفات‭ ‬الصحيحة‭ ‬لأي‭ ‬اتجاهات‭ ‬عملية‭ ‬وعلمية‭ ‬وتطوعية‭ ‬إنسانية،‭ ‬والتي‭ ‬يذكرها‭ ‬الكاتب‭ ‬“جيمس‭ ‬ألين”‭ ‬في‭ ‬كتابه‭ ‬“حجر‭ ‬الأساس‭ ‬في‭ ‬السعادة‭ ‬والنجاح”‭.‬

فحينما‭ ‬وجه‭ ‬سموه‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬بوضع‭ ‬خطة‭ ‬استشرافية‭ ‬للعام‭ ‬الدراسي‭ ‬المقبل،‭ ‬إنما‭ ‬حقق‭ ‬وبقوة‭ ‬مصداقية‭ ‬البعد‭ ‬التعليمي‭ ‬في‭ ‬التنمية‭ ‬البشرية‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬وقرار‭ ‬سموه‭ ‬بنقل‭ ‬تبعية‭ ‬إدارة‭ ‬الحرف‭ ‬اليدوية‭ ‬لهيئة‭ ‬البحرين‭ ‬للثقافة‭ ‬والآثار‭ ‬كان‭ ‬لأجل‭ ‬العناية‭ ‬والرعاية‭ ‬بها،‭ ‬وفيها‭ ‬دعم‭ ‬البعد‭ ‬المعرفي‭ ‬والثقافي‭ ‬والأثري‭ ‬المرتبط‭ ‬بالتعليم‭ ‬والتدريب،‭ ‬وتوجيهه‭ ‬للنظر‭ ‬بوضع‭ ‬المواطنين‭ ‬العاملين‭ ‬خارج‭ ‬البحرين‭ ‬الذين‭ ‬تم‭ ‬الاستغناء‭ ‬عنهم‭ ‬وتسريحهم‭ ‬جراء‭ ‬الجائحة‭ ‬المؤلمة‭ ‬فيه‭ ‬تكريس‭ ‬لاهتمامه‭ ‬المستمر‭ ‬ببعد‭ ‬رغد‭ ‬الحياة‭ ‬الكريمة،‭ ‬وأما‭ ‬بُعد‭ ‬الحياة‭ ‬الصحية‭ ‬الطويلة‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬يعيش‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬البحرين‭ ‬الحبيبة،‭ ‬فقد‭ ‬توالت‭ ‬كثيرا‭ ‬وظهرت‭ ‬في‭ ‬قرارات‭ ‬جليلة‭ ‬مستمرة‭ ‬لخدمة‭ ‬مقومات‭ ‬الصحة‭ ‬والكوادر‭ ‬الصحية‭ ‬بتكريمهم‭ ‬والإشادة‭ ‬بتفانيهم‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬الوباء،‭ ‬والتي‭ ‬تكللت‭ ‬بتأسيس‭ ‬حدث‭ ‬عظيم‭ ‬ليوم‭ ‬الطبيب‭ ‬البحريني‭ ‬وبإعفائهم‭ ‬مؤخرا‭ ‬من‭ ‬الغرامات‭ ‬المترتبة‭ ‬عن‭ ‬التراخيص‭ ‬المتأخرة‭. ‬

فمرتبة‭ ‬المملكة‭ ‬45‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬189‭ ‬دولة‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬التنمية‭ ‬البشرية‭ ‬لبرنامج‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬الإنمائي‭ ‬لعام‭ ‬2019‭ ‬وتقدمها‭ ‬6‭ ‬مراتب‭ ‬بين‭ ‬عام‭ ‬2013‭ ‬وعام‭ ‬2018؛‭ ‬باعتباره‭ ‬الأعلى‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬هو‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬اهتمام‭ ‬أمير‭ ‬الضمير‭ ‬الكبير‭ ‬لوطنه‭ ‬وقاطنيه،‭ ‬وسعة‭ ‬قلبه‭ ‬لاحتواء‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يدفع‭ ‬برفاهية‭ ‬المواطن‭ ‬للأمام،‭ ‬ليعيش‭ ‬الرغد‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬حياة‭ ‬ذات‭ ‬جودة‭ ‬عالية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬قيادة‭ ‬كريمة‭ ‬وحكيمة،‭ ‬وسعي‭ ‬سموه‭ ‬الحثيث‭ ‬لا‭ ‬يتوقف‭ ‬لتحقيق‭ ‬أبعاد‭ ‬قياس‭ ‬مؤشر‭ ‬التنمية‭ ‬البشرية‭ ‬والمتضمنة‭ ‬حياة‭ ‬طويلة‭ ‬صحية‭ ‬وتعليم‭ ‬مدى‭ ‬الحياة‭ ‬ومستوى‭ ‬معيشي‭ ‬كريم‭ ‬لمواجهة‭ ‬تحديات‭ ‬الحياة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬مساواة‭ ‬وحقوق‭ ‬عادلة‭ ‬ودخل‭ ‬مناسب‭ ‬يحقق‭ ‬الرفاهية‭.‬

ومن‭ ‬الشواهد‭ ‬المعززة‭ ‬لأهمية‭ ‬وجود‭ ‬فرضية‭ ‬التمحور‭ ‬التنموية‭ ‬وقاعدة‭ ‬النجاح‭ ‬التنموي‭ ‬المتبلورتين‭ ‬من‭ ‬فلسفة‭ ‬فكر‭ ‬أمير‭ ‬الضمير؛‭ ‬يكمن‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬أبعاد‭ ‬قياس‭ ‬مؤشر‭ ‬التنمية‭ ‬البشرية،‭ ‬وتلك‭ ‬الأبعاد‭ ‬متوافقة‭ ‬ضمن‭ ‬أقطاب‭ ‬عدة‭ ‬تنموية‭ ‬وروحية‭ ‬في‭ ‬الفرضية‭ ‬والقاعدة،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬التميز‭ ‬الذي‭ ‬ستحدثه‭ ‬الفرضية‭ ‬والقاعدة‭ ‬يدخل‭ ‬في‭ ‬دائرة‭ ‬الارتباط‭ ‬بين‭ ‬الأقطاب‭ ‬وتعزيز‭ ‬الأقطاب‭ ‬لبعضها‭ ‬البعض،‭ ‬والأدق‭ ‬في‭ ‬العملية‭ ‬الترابطية‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬القياس‭ ‬كما‭ ‬في‭ ‬أبعاد‭ ‬التنمية‭ ‬البشرية،‭ ‬إنما‭ ‬يكمن‭ ‬في‭ ‬الدور‭ ‬الذي‭ ‬تلعبه‭ ‬الأقطاب‭ ‬الروحية‭ ‬في‭ ‬دفع‭ ‬الأقطاب‭ ‬التنموية‭ ‬نحو‭ ‬النجاح‭ ‬الشمولي‭ ‬التكاملي،‭ ‬فالأقطاب‭ ‬بتنوعها‭ ‬التنموي‭ ‬والروحي‭ ‬لها‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬احتواء‭ ‬وإنجاح‭ ‬جميع‭ ‬إستراتيجيات‭ ‬التنمية‭ ‬البشرية‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الإستراتيجيات‭ ‬الإنسانية‭.‬

ويعتبر‭ ‬بُعدا‭ ‬الصحة‭ ‬والتعليم‭ ‬ضمن‭ ‬مرحلة‭ ‬متقدمة‭ ‬في‭ ‬قاعدة‭ ‬النجاح‭ ‬التنموي،‭ ‬والبعد‭ ‬الآخر‭ ‬العيش‭ ‬الكريم‭ ‬الرغيد‭ ‬ضمن‭ ‬المرحلة‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬أقطاب‭ ‬قاعدة‭ ‬النجاح‭ ‬التنموي‭ ‬الهرمية،‭ ‬وهو‭ ‬متلازم‭ ‬مع‭ ‬أقطاب‭ ‬تكاملية‭ ‬للانتقال‭ ‬للمرحلة‭ ‬الثانية‭ ‬المتقدمة‭ ‬التي‭ ‬يتواجد‭ ‬فيها‭ ‬البعدان‭ ‬الآخران‭.‬‭  ‬

ولأجل‭ ‬خلق‭ ‬قفزة‭ ‬سريعة‭ ‬ومعتبرة‭ ‬في‭ ‬المراتب‭ ‬العالمية‭ ‬في‭ ‬مؤشر‭ ‬التنمية‭ ‬البشرية‭ ‬للأعوام‭ ‬القادمة،‭ ‬الدعوة‭ ‬لظهور‭ ‬كرسي‭ ‬أبحاث‭ ‬في‭ ‬الدراسات‭ ‬الإستراتيجية‭ ‬لتطبيق‭ ‬فرضية‭ ‬التمحور‭ ‬التنموية‭ ‬وقاعدة‭ ‬النجاح‭ ‬التنموي‭ ‬بفعالية،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬ضروري‭ ‬لإعادة‭ ‬تأهيل‭ ‬المؤسسات‭ ‬المعنية‭ ‬للدخول‭ ‬في‭ ‬ترتيبات‭ ‬توافقية‭ ‬جديدة‭ ‬مبتكرة‭ ‬تواكب‭ ‬فلسفة‭ ‬الضمير‭ ‬لأمير‭ ‬الضمير‭.‬