قهوة الصباح

الفيلة البيضاء والبجعة السوداء والزومبي في الاقتصاد

| سيد ضياء الموسوي

أتابع‭ ‬الفكر‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والاقتصاد‭ ‬منذ‭ ‬أمد،‭ ‬وقرأت‭ ‬لأباطرة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬من‭ ‬قبيل‭ ‬آدم‭ ‬سميث‭ ‬وجون‭ ‬كينز‭ ‬وميلتون‭ ‬فريدمان‭ ‬وديفيد‭ ‬ريكاردو،‭ ‬فأنت‭ ‬لا‭ ‬تستطيع‭ ‬فهم‭ ‬السياسة‭ ‬بلا‭ ‬ثقافة‭ ‬اقتصادية‭. ‬فكي‭ ‬تصل‭ ‬أي‭ ‬دولة‭ ‬للعافية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬و‭ ‬“اقتصاد‭ ‬السعادة”،‭ ‬ولا‭ ‬تصاب‭ ‬بأي‭ ‬اكتئاب‭ ‬اقتصادي‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬بـ‭ ‬“اقتصاد‭ ‬الصدمة”،‭ ‬الذي‭ ‬أخاف‭ ‬منه‭ ‬ومن‭ ‬تداعياته‭ ‬سوسيولوجيا‭ (‬اجتماعيا‭) ‬وسياسيا‭ ‬كما‭ ‬حدث‭ ‬لألمانيا‭ ‬سنة‭ ‬1946،‭ ‬هذا‭ ‬كي‭ ‬لا‭ ‬نخرج‭ ‬من‭ ‬فوبيا‭ ‬الاقتصاد‭ ‬إلى‭ ‬اقتصاد‭ ‬الفوبيا‭ ‬خصوصا‭ ‬بعد‭ ‬الذبحة‭ ‬الصدرية‭ ‬التي‭ ‬أصابت‭ ‬العالم‭ ‬جراء‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا،‭ ‬نحتاج‭ ‬إلى‭ ‬عمليات‭ ‬جراحية‭ ‬اقتصادية‭ ‬وإصلاح‭ ‬اقتصادي‭ ‬لنحصل‭ ‬على‭ ‬المال‭ ‬منها‭:‬

1‭. ‬التخلص‭ ‬من‭ ‬“الفيلة‭ ‬البيضاء”،‭ ‬وهو‭ ‬مصطلح‭ ‬اقتصادي‭ ‬يطلق‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬مشروع‭ ‬يعتبر‭ ‬ثقبا‭ ‬أسود،‭ ‬يستنزفك‭ ‬ماليا‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬النخاع،‭ ‬ولا‭ ‬يعطيك‭ ‬شيئا،‭ ‬بمعنى‭ ‬يحلبك‭ ‬ولا‭ ‬تحلبه‭. ‬أي‭ ‬مشروع‭ ‬استثماري‭ ‬تجده‭ ‬يحرق‭ ‬أموالك‭ ‬بلا‭ ‬فائدة‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬علاجه‭ ‬وإلا‭ ‬عليك‭ ‬إلقاؤه‭ ‬من‭ ‬الطابق‭ ‬العاشر‭.‬

2‭. ‬الحذر‭ ‬من‭ ‬ظاهرة‭ ‬“بنوك‭ ‬الزومبي”‭ ‬التي‭ ‬ظهرت‭ ‬بإسبانيا‭ ‬واليونان،‭ ‬وهي‭ ‬مؤسسات‭ ‬مالية‭ ‬تقل‭ ‬قيمتها‭ ‬عن‭ ‬الصفر‭ ‬لكنها‭ ‬مستمرة‭ ‬في‭ ‬وظائفها‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬دعم‭ ‬حكومي؛‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬المؤسسات‭ ‬تلتهم‭ ‬رأس‭ ‬المال‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬تقديم‭ ‬القروض‭ ‬اللازمة‭ ‬لتحفيز‭ ‬الاقتصاد‭. ‬وهذا‭ ‬ينسحب‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬مؤسسات‭ ‬شكلية‭ ‬مترهلة‭ ‬يمكن‭ ‬الاستغناء‭ ‬عنها‭ ‬لتقليل‭ ‬النفقات‭ ‬أو‭ ‬أي‭ ‬مجالس‭ ‬إدارة‭ ‬صفرية‭ ‬الإنتاج‭ ‬أو‭ ‬تدير‭ ‬استثمارات‭ ‬تقودها‭ ‬للموت‭ ‬البطيء‭ ‬والتصفير،‭ ‬وقد‭ ‬المديونية‭ ‬وضرورة‭ ‬التخلص‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬مديرين‭ ‬أو‭ ‬مسؤولين‭ ‬أو‭ ‬موظفين‭ ‬أو‭ ‬مستشارين‭ ‬زومبي‭.‬

3‭. ‬الاحتياط‭ ‬المسبق‭ ‬للأزمات‭ ‬ومن‭ ‬“البجعة‭ ‬السوداء”،‭ ‬إذ‭ ‬تأتيك‭ ‬ضربة‭ ‬اقتصادية‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬تحتسب‭. ‬وهي‭ ‬نظرية‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬صعوبة‭ ‬التنبؤ‭ ‬بالأحداث‭ ‬النادرة‭ ‬وهي‭ ‬لنسيم‭ ‬نقولا،‭ ‬وهو‭ ‬باحث‭ ‬في‭ ‬إبستمولوجيا‭ ‬الأحداث‭ ‬الصدفوية‭. ‬من‭ ‬كان‭ ‬يصدق‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬بجعة‭ ‬سوداء‭ ‬تخرج‭ ‬في‭ ‬أستراليا‭ ‬بعد‭ ‬سنين‭ ‬من‭ ‬وجود‭ ‬البجع‭ ‬البيضاء؟‭ ‬كذلك‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد،‭ ‬خصوصا‭ ‬ونحن‭ ‬على‭ ‬مشارف‭ ‬أزمة‭ ‬اقتصادية‭ ‬عالمية‭ ‬لا‭ ‬محالة‭ ‬بسبب‭ ‬كورونا،‭ ‬إذن‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬التحذير‭ ‬منه‭ ‬من‭ ‬“بجعة‭ ‬سوداء”‭ ‬خرجت‭ ‬إلينا‭ ‬على‭ ‬شكل‭ ‬فيروس‭ ‬غير‭ ‬متوقع‭ ‬شل‭ ‬العالم‭.‬

5‭. ‬محاربة‭ ‬الفساد‭ ‬ومحاكمة‭ ‬أي‭ ‬مفسد،‭ ‬ففي‭ ‬2019‭ ‬وعلى‭ ‬مستوى‭ ‬العالم،‭ ‬تصدرت‭ ‬الدنمارك‭ ‬قائمة‭ ‬الدول‭ ‬الأكثر‭ ‬محاربة‭ ‬للفساد‭ (‬87‭ ‬درجة‭)‬،‭ ‬تلتها‭ ‬نيوزيلندا‭ ‬ثم‭ ‬فنلندا‭. ‬في‭ ‬خطاب‭ ‬ألقاه‭ ‬العام‭ ‬1996،‭ ‬شبّه‭ ‬جيمس‭ ‬وولفنسون‭ ‬رئيس‭ ‬البنك‭ ‬الدولي‭ ‬آنذاك‭ ‬الفساد‭ ‬بالسرطان،‭ ‬قائلا‭ ‬“إن‭ ‬الفساد‭ ‬يحوّل‭ ‬الموارد‭ ‬من‭ ‬الفقراء‭ ‬إلى‭ ‬الأثرياء،‭ ‬يزيد‭ ‬من‭ ‬كلفة‭ ‬إنشاء‭ ‬الأعمال‭ ‬التجارية،‭ ‬يحرّف‭ ‬مسار‭ ‬الإنفاق‭ ‬العام،‭ ‬ويردع‭ ‬المستثمرين‭ ‬الأجانب”،‭ ‬يتبع‭.‬

رسائل‭ ‬بلا‭ ‬تشفير

تحية‭ ‬لأهالي‭ ‬سترة،‭ ‬وموضع‭ ‬حاجات‭ ‬سترة‭ ‬سأتطرق‭ ‬له‭ ‬تفصيلا‭.‬

نتمنى‭ ‬من‭ ‬الأوقاف‭ ‬الجعفرية‭ ‬هدم‭ ‬وبناء‭ ‬مأتم‭ ‬ومسجد‭ ‬جدالحاج‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬كتعويض‭ ‬لما‭ ‬جرى‭ ‬على‭ ‬أموال‭ ‬وأصول‭ ‬وقفياتهم‭.‬

عوائل‭ ‬لأبناء‭ ‬مصابين‭ ‬بالتوحد،‭ ‬يحتاجون‭ ‬إلى‭ ‬عناية‭ ‬رسمية‭ ‬أكبر،‭ ‬فالأعباء‭ ‬المالية‭ ‬كبيرة‭.‬

موظفو‭ ‬وزارة‭ ‬الإعلام‭ ‬يستحقون‭ ‬اهتمامًا‭ ‬أكبر‭.‬