سحر التواصل

| زهير توفيقي

أنعم‭ ‬الله‭ ‬علينا‭ ‬بالكثير‭ ‬والحمد‭ ‬والشكر‭ ‬له،‭ ‬وقد‭ ‬وهب‭ ‬عبده‭ ‬خاصية‭ ‬معينة‭ ‬أو‭ ‬موهبة‭ ‬ليستثمرها‭ ‬في‭ ‬حياته،‭ ‬وهناك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬يفتقرون‭ ‬إلى‭ ‬أبسط‭ ‬تلك‭ ‬القواعد‭ ‬أي‭ ‬التواصل‭ ‬والاتصال،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أنهم‭ ‬قد‭ ‬يتمتعون‭ ‬بالمؤهلات‭ ‬العلمية‭ ‬والثقافية‭ ‬والخبرة‭ ‬اللازمة‭ ‬إلا‭ ‬أنهم‭ ‬يفتقدون‭ ‬هذه‭ ‬الجزئية‭. ‬

إذا‭ ‬هناك‭ ‬مواصفات‭ ‬مهمة‭ ‬بل‭ ‬مهمة‭ ‬جدًا‭ ‬لأي‭ ‬شخص‭ ‬وذلك‭ ‬لتحقيق‭ ‬النجاح‭ ‬له‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الشخصي،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬صلة‭ ‬الرحم‭ ‬مفهوم‭ ‬أساسي‭ ‬نص‭ ‬عليه‭ ‬الدين‭ ‬الإسلامي،‭ ‬والمقصود‭ ‬عدم‭ ‬القطيعة‭ ‬بين‭ ‬الأقارب،‭ ‬والحث‭ ‬على‭ ‬زيارتهم،‭ ‬ويعرف‭ ‬بعض‭ ‬الفقهاء‭ ‬الصلة‭: ‬بالوصل،‭ ‬وهو‭ ‬ضد‭ ‬القطع،‭ ‬ويكون‭ ‬الوصل‭ ‬بالمعاملة‭ ‬نحو‭ ‬السلام،‭ ‬وطلاقة‭ ‬الوجه،‭ ‬والبشاشة،‭ ‬والزيارة،‭ ‬وبالمال،‭ ‬ونحوها‭.‬

ومن‭ ‬وجهة‭ ‬نظري‭ ‬الشخصية،‭ ‬فإن‭ ‬تطبيق‭ ‬التواصل‭ ‬والاتصال‭ ‬الفعال‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬مبادئ‭ ‬النجاح‭ ‬وخلق‭ ‬علاقات‭ ‬متميزة‭ ‬ونافعة‭ ‬وبدون‭ ‬مقابل،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬العادة‭ ‬الحميدة‭ ‬لها‭ ‬مفعول‭ ‬السحر‭ ‬على‭ ‬الجميع‭. ‬

كثير‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬لا‭ ‬يدركون‭ ‬أهمية‭ ‬التواصل،‭ ‬وكما‭ ‬تعلمون‭ ‬بأنه‭ ‬لا‭ ‬يكلف‭ ‬شيئا،‭ ‬لكن‭ ‬البعض‭ ‬لا‭ ‬يعي‭ ‬أنه‭ ‬بالاستمرار‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬العادة‭ ‬الحسنة‭ ‬سيجني‭ ‬ثمارها‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬القريب،‭ ‬إذا‭ ‬هناك‭ ‬علاقة‭ ‬قوية‭ ‬ومباشرة‭ ‬لنجاح‭ ‬الإنسان‭ ‬وتكوين‭ ‬شخصيته‭ ‬المتميزة‭ ‬وكسب‭ ‬الاحترام‭ ‬في‭ ‬المجتمع،‭ ‬وهذا‭ ‬بالطبع‭ ‬يحتاج‭ ‬وقتًا‭ ‬ليس‭ ‬قليلا،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬الصفات‭ ‬تعتبر‭ ‬ممارسات‭ ‬يومية‭ ‬ومن‭ ‬الالتزامات‭ ‬الأدبية،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬الأسلوب‭ ‬الراقي‭ ‬في‭ ‬التعامل،‭ ‬فعندما‭ ‬تكون‭ ‬راقيا‭ ‬في‭ ‬معاملتك‭ ‬يرتفع‭ ‬قدرك‭ ‬ومكانتك‭ ‬لدى‭ ‬الآخرين‭ ‬فكل‭ ‬شخص‭ ‬سيعجب‭ ‬بلباقتك‭ ‬في‭ ‬الحديث‭ ‬وانتقائك‭ ‬ألفاظك‭ ‬ومدحك‭ ‬وثنائك‭ ‬لهم‭ ‬وسيحرصون‭ ‬على‭ ‬صداقتك،‭ ‬فأسلوبك‭ ‬يعكس‭ ‬شخصيتك‭ ‬والرقي‭ ‬هو‭ ‬الأسلوب‭ ‬الأمثل‭ ‬لنجاح‭ ‬علاقاتك‭ ‬الاجتماعية‭. ‬

قال‭ ‬أحد‭ ‬الحكماء‭ ‬لابنه،‭ ‬إن‭ ‬علاقتنا‭ ‬مع‭ ‬الناس‭ ‬تدوم‭ ‬وتستمر‭ ‬بالتغاضي،‭ ‬وتزداد‭ ‬انسجامًا‭ ‬بالتراضي،‭ ‬لكنها‭ ‬تمرض‭ ‬بالتدقيق،‭ ‬وتموت‭ ‬وتنتهي‭ ‬بالتحقيق‭. ‬بالابتسامة‭ ‬نتجاوز‭ ‬الحزن‭ ‬وبالصبر‭ ‬نتجاوز‭ ‬الهموم،‭ ‬وبالصمت‭ ‬نتجاوز‭ ‬الحماقات‭ ‬وبالكلمة‭ ‬الطيبة‭ ‬نتجاوز‭ ‬الكراهية،‭ ‬تميز‭ ‬بما‭ ‬شئت‭ ‬لكن‭ ‬لا‭ ‬تتكبر‭ ‬أبدا‭. ‬اكتب‭ ‬بما‭ ‬شئت‭ ‬لكن‭ ‬لا‭ ‬تستفز‭ ‬أحدًا‭ ‬وانتقد‭ ‬كما‭ ‬شئت‭ ‬لكن‭ ‬لا‭ ‬تطعن‭ ‬أحدًا،‭ ‬فروعة‭ ‬الإنسان‭ ‬ليست‭ ‬بما‭ ‬يملك‭ ‬بل‭ ‬بما‭ ‬يمنح،‭ ‬ودعا‭ ‬كذلك‭ ‬سيدنا‭ ‬محمد‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ ‬إلى‭ ‬عفة‭ ‬اللسان‭ ‬وطيب‭ ‬الكلام،‭ ‬قال‭ ‬عليه‭ ‬الصلاة‭ ‬والسلام‭ ‬“الكلمة‭ ‬الطيبة‭ ‬صدقة”‭. ‬وعلى‭ ‬المحبة‭ ‬نلتقي‭.‬