سوالف

الباعة الجائلون “الأجانب”... اعتداءات غادرة على سوق العمل

| أسامة الماجد

الجميع‭ ‬يتفق‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬عدم‭ ‬الاستقرار‭ ‬في‭ ‬أسواقنا‭ ‬المحلية‭ ‬يعود‭ ‬في‭ ‬المقام‭ ‬الأول‭ ‬إلى‭ ‬التدخل‭ ‬الأجنبي‭ ‬سواء‭ ‬كان‭ ‬مباشرا‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬مباشر،‭ ‬ونعني‭ ‬هنا‭ ‬العمالة‭ ‬الآسيوية‭ ‬التي‭ ‬تنتشر‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬بقعة‭ ‬من‭ ‬البحرين‭ ‬وتبيع‭ ‬كل‭ ‬صنف‭ ‬ونوع‭ ‬من‭ ‬البضائع،‭ ‬وزاحمت‭ ‬المواطن‭ ‬البسيط‭ ‬وسحبت‭ ‬منه‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬وتسيدت‭ ‬واحتكرت‭ ‬بعض‭ ‬المناطق‭ ‬“بالفرشات‭ ‬والعربانات”،‭ ‬حتى‭ ‬أصبحت‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬من‭ ‬أشرس‭ ‬الظواهر‭ ‬السلبية‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬وتسترعي‭ ‬العمل‭ ‬الحاسم،‭ ‬ويوم‭ ‬الاثنين‭ ‬الماضي‭ ‬“وافق‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬على‭ ‬اقتراح‭ ‬برغبة‭ ‬مقدم‭ ‬من‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬لوقف‭ ‬الباعة‭ ‬الأجانب‭ ‬الجائلين‭ ‬واتخاذ‭ ‬الإجراءات‭ ‬القانونية‭ ‬اللازمة‭ ‬لمنع‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬الأماكن‭ ‬والأسواق‭ ‬والطرقات‭ ‬ودور‭ ‬العبادة،‭ ‬وكلف‭ ‬المجلس‭ ‬وزارة‭ ‬الأشغال‭ ‬وشؤون‭ ‬البلديات‭ ‬والتخطيط‭ ‬العمراني‭ ‬بالتنسيق‭ ‬مع‭ ‬الجهات‭ ‬ذات‭ ‬العلاقة‭ ‬والاختصاص”‭.‬

لقد‭ ‬تزايدت‭ ‬أعداد‭ ‬الباعة‭ ‬الأجانب‭ ‬الجائلين‭ ‬بصورة‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة،‭ ‬وعانى‭ ‬منهم‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬كثيرا،‭ ‬فلهؤلاء‭ ‬الباعة‭ ‬الجائلين‭ ‬أدوار‭ ‬ماكرة‭ ‬في‭ ‬تعطيل‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المشاريع‭ ‬وقطع‭ ‬أرزاق‭ ‬المواطن،‭ ‬ويمكننا‭ ‬أن‭ ‬نطلق‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يقوم‭ ‬به‭ ‬هؤلاء‭ ‬الاعتداءات‭ ‬الغادرة‭ ‬على‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬وإلحاق‭ ‬الأضرار‭ ‬بالمواطن،‭ ‬وأصبح‭ ‬التصدي‭ ‬لهذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬مسؤولية‭ ‬كل‭ ‬مواطن،‭ ‬بحيث‭ ‬يجب‭ ‬التوقف‭ ‬عن‭ ‬الشراء‭ ‬من‭ ‬الباعة‭ ‬الجائلين‭ ‬الأجانب‭ ‬والتبليغ‭ ‬عنهم،‭ ‬ومن‭ ‬الأخطار‭ ‬الكبيرة‭ ‬أن‭ ‬نسمح‭ ‬لهؤلاء‭ ‬بالتوسع‭ ‬والاسترزاق‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬من‭ ‬يملك‭ ‬التراخيص‭ ‬الرسمية‭ ‬في‭ ‬ممارسة‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأنشطة،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬الأمراض‭ ‬التي‭ ‬ينقلونها‭ ‬في‭ ‬“عرباتهم‭ ‬وفرشاتهم”‭ ‬وعدم‭ ‬معرفة‭ ‬مصدر‭ ‬البضائع‭ ‬خصوصا‭ ‬الأطعمة،‭ ‬وبجولة‭ ‬استكشافية‭ ‬سريعة‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬المنامة‭ ‬سنرى‭ ‬القذارة‭ ‬والأوساخ‭ ‬بمختلف‭ ‬التسميات‭ ‬والنعوت‭ ‬تنبع‭ ‬من‭ ‬هؤلاء‭ ‬الباعة‭ ‬المزروعين‭ ‬في‭ ‬الأسواق‭ ‬مثل‭ ‬الألغام‭ ‬ومخالفاتهم‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬المستويات‭ ‬أكثر‭ ‬رسوخا‭ ‬ويقينا‭ ‬من‭ ‬الموت‭ ‬نفسه‭.‬

لتتكامل‭ ‬جهودنا‭ ‬“مواطنين‭ ‬ومسؤولين”‭ ‬في‭ ‬تجميع‭ ‬الأضواء‭ ‬الكاشفة‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬السلبية‭ ‬والإعداد‭ ‬المنظم‭ ‬وقطع‭ ‬الطريق‭ ‬على‭ ‬أولئك‭ ‬الباعة‭ ‬الجائلين‭ ‬الأجانب‭ ‬لاسترداد‭ ‬حق‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬الوطن‭ ‬المكافحين‭ ‬بمؤسساتهم‭ ‬الصغيرة‭ ‬ومتناهية‭ ‬الصغر‭.‬