أمة تقرأ لا تموت

| عبدعلي الغسرة

مادام‭ ‬المفكرون‭ ‬والمبدعون‭ ‬يكتبون،‭ ‬والمطابع‭ ‬تعمل‭ ‬وتطبع،‭ ‬سيبقى‭ ‬مُنتج‭ ‬الكتاب‭ ‬حاضرًا،‭ ‬وسيبقى‭ ‬قراء‭ ‬الكُتب‭ ‬بمختلف‭ ‬عناوينها‭ ‬قابضين‭ ‬على‭ ‬متونها‭ ‬ومحافظين‭ ‬على‭ ‬العلاقة‭ ‬التي‭ ‬تربطهم‭ ‬بالكُتب،‭ ‬فللكتاب‭ ‬قيمة‭ ‬عظيمة‭ ‬بنشر‭ ‬الفكر‭ ‬والثقافة‭ ‬والعِلم‭ ‬والمعرفة‭.‬

ولابد‭ ‬أن‭ ‬نُحيي‭ ‬ذكرى‭ ‬نخبة‭ ‬مُتميزة‭ ‬من‭ ‬الكتَّاب‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬الذين‭ ‬رحلوا‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬ساهموا‭ ‬بكتاباتهم‭ ‬في‭ ‬التقدم‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والثقافي‭ ‬للبشرية،‭ ‬فالكاتب‭ ‬يُخلد‭ ‬بما‭ ‬يَكتب،‭ ‬فعندما‭ ‬نقرأ‭ ‬كتابًا‭ ‬فنحن‭ ‬نعيش‭ ‬مع‭ ‬كاتبه،‭ ‬ونحلق‭ ‬معه‭ ‬حتى‭ ‬آخر‭ ‬حرف‭ ‬كتبه،‭ ‬وهناك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المؤلفات‭ ‬التي‭ ‬مضت‭ ‬عليها‭ ‬القرون‭ ‬والسنوات‭ ‬لكنها‭ ‬بقيت‭ ‬بفكرها‭ ‬ومضمونها،‭ ‬ومازال‭ ‬كُتابها‭ ‬يعيشون‭ ‬على‭ ‬أرفف‭ ‬المكتبات‭ ‬مع‭ ‬مؤلفاتهم‭.‬

ومع‭ ‬التطور‭ ‬التقني‭ ‬للكِتاب‭ ‬واستخدام‭ ‬مواقع‭ ‬الإنترنت‭ ‬والقراءة‭ ‬الإلكترونية‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الكِتاب‭ ‬ظل‭ ‬رفيقًا‭ ‬للقراء،‭ ‬ومازال‭ ‬الكتَّاب‭ ‬يكتبون‭ ‬والمطابع‭ ‬لا‭ ‬تتوقف‭ ‬ومعارض‭ ‬الكُتب‭ ‬تقيم‭ ‬مهرجاناتها‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬ولا‭ ‬يُصيب‭ ‬قراء‭ ‬الكُتب‭ ‬أي‭ ‬فتور‭ ‬بل‭ ‬يزورون‭ ‬المكتبات‭ ‬بحثًا‭ ‬عن‭ ‬الجديد‭ ‬منها،‭ ‬وتقدمت‭ ‬الأمم‭ ‬وتحضرت‭ ‬بالعِلم‭ ‬والثقافة،‭ ‬أمة‭ ‬تقرأ‭ ‬لا‭ ‬تموت،‭ ‬أمة‭ ‬تقرأ‭ ‬تنهض‭ ‬حضاريًا‭ ‬وثقافيًا‭ ‬وتتقدم‭ ‬أكثر‭.‬

إن‭ ‬النهوض‭ ‬بالكِتاب‭ ‬والاهتمام‭ ‬بالكتَّاب‭ ‬هو‭ ‬نهوض‭ ‬بالإنسان،‭ ‬فتطور‭ ‬العقل‭ ‬الإنساني‭ ‬مرهون‭ ‬بالثقافة،‭ ‬لأن‭ ‬الكِتاب‭ ‬يُمثل‭ ‬نهر‭ ‬الحياة‭ ‬الذي‭ ‬يحوي‭ ‬كل‭ ‬أنواع‭ ‬المعارف‭ ‬والعلوم‭ ‬السابقة‭ ‬والحاضرة‭ ‬والقادمة،‭ ‬فالكِتاب‭ ‬حلقة‭ ‬الوصل‭ ‬بين‭ ‬الماضي‭ ‬والحاضر‭ ‬والمستقبل،‭ ‬وجسر‭ ‬يربط‭ ‬بين‭ ‬الأجيال‭ ‬لا‭ ‬يحدهُ‭ ‬مكان‭ ‬ولا‭ ‬زمان،‭ ‬فلنقرأ‭ ‬لنعيش‭ ‬حياة‭ ‬أفضل‭ ‬لنا‭ ‬ولمجتمعنا‭.‬