الواقع الافتراضي

| عبدعلي الغسرة

الواقع‭ ‬الافتراضي‭ (‬الظاهري‭ ‬أو‭ ‬الكامن‭ ‬أو‭ ‬المتخيّل‭) ‬مصطلح‭ ‬للبيئات‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬محاكاتها‭ ‬ماديًا‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأماكن‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬باستخدام‭ ‬تقنية‭ ‬الحاسب‭ ‬الآلي،‭ ‬ويغطي‭ ‬بيئات‭ ‬التواجد‭ ‬الظاهري‭ ‬للمتصلين‭ ‬عن‭ ‬بُعد‭ ‬لينتج‭ ‬واقعا‭ ‬شبه‭ ‬حقيقي،‭ ‬وبسبب‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬بات‭ ‬احتياجنا‭ ‬لهذه‭ ‬الوسيلة‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬الأعمال‭ ‬والاجتماعات‭ ‬أو‭ ‬إلقاء‭ ‬المحاضرات‭ ‬والتعليم‭ ‬ضروريًا،‭ ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬البداية‭ ‬صعبة‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬ثبت‭ ‬مع‭ ‬استخدامها‭ ‬أنها‭ ‬سهلة‭ ‬جدًا،‭ ‬وتكمن‭ ‬أهميتها‭ ‬في‭ ‬التخفيف‭ ‬من‭ ‬تداعيات‭ ‬الكوفيد‭ ‬واستمرارية‭ ‬أداء‭ ‬الأعمال‭.‬

على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬دخل‭ ‬الواقع‭ ‬الافتراضي‭ ‬عالم‭ ‬التعليم‭ ‬وجعله‭ ‬أكثر‭ ‬متعة‭ ‬وإثارة‭ ‬للطلبة‭ ‬والمعلمين،‭ ‬كما‭ ‬جعل‭ ‬الكثيرين‭ ‬يستخدمون‭ ‬الأجهزة‭ ‬الذكية‭ ‬لتلبية‭ ‬احتياجاتهم‭ ‬وطلباتهم‭ ‬المعيشية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والثقافية‭ ‬والتجارية،‭ ‬وبأداء‭ ‬الأعمال‭ ‬من‭ ‬البيت،‭ ‬وباتت‭ ‬الهواتف‭ ‬المحمولة‭ ‬والحواسب‭ ‬الآلية‭ ‬تلعب‭ ‬دورًا‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الاتصالات،‭ ‬ما‭ ‬رفع‭ ‬من‭ ‬ساعات‭ ‬استخدام‭ ‬هذه‭ ‬الوسائل‭ ‬بنسبة‭ ‬تجاوزت‭ (‬87‭ %) ‬للأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬يريدون‭ ‬مغادرة‭ ‬بيوتهم‭ ‬سواء‭ ‬عملا‭ ‬أو‭ ‬شراء‭.‬

وقد‭ ‬فرض‭ ‬الواقع‭ ‬الافتراضي‭ ‬أنشطة‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬التزام‭ ‬الكثيرين‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ ‬بالبيوت‭ ‬ضمن‭ ‬التدابير‭ ‬الاحترازية،‭ ‬حيث‭ ‬أصبح‭ ‬إحدى‭ ‬أدوات‭ ‬مكافحة‭ ‬الكوفيد‭ ‬ونافذة‭ ‬تُمكن‭ ‬الأفراد‭ ‬من‭ ‬تلبية‭ ‬ما‭ ‬يرغبون‭ ‬وقضاء‭ ‬أوقات‭ ‬ممتعة‭ ‬في‭ ‬بيوتهم‭. ‬كما‭ ‬زاد‭ ‬استخدام‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬بين‭ ‬الناس‭ ‬كبديل‭ ‬عن‭ ‬لقاءاتهم،‭ ‬وكأداة‭ ‬لتلقي‭ ‬تقارير‭ ‬وأخبار‭ ‬الكوفيد‭ ‬وغيرها،‭ ‬ولعدم‭ ‬توقف‭ ‬أداء‭ ‬الأعمال‭ ‬ألزمت‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الدوائر‭ ‬الرسمية‭ ‬والتجارية‭ ‬والثقافية‭ ‬والسياسية‭ ‬موظفيها‭ ‬العمل‭ ‬عن‭ ‬بُعد‭ ‬والتواصل‭ ‬بين‭ ‬الموظفين‭ ‬والمدراء‭ ‬باستخدام‭ ‬برامج‭ ‬وتطبيقات‭ ‬“الدوائر‭ ‬التلفزيونية‭ ‬المغلقة”‭.‬

لقد‭ ‬ساهم‭ ‬الواقع‭ ‬الافتراضي‭ ‬الذي‭ ‬أصبح‭ ‬اليوم‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬الواقع‭ ‬بما‭ ‬يملك‭ ‬من‭ ‬تقنية‭ ‬أن‭ ‬يُقدم‭ ‬خدمات‭ ‬جليلة‭ ‬للبشر‭ ‬واحتياجاتهم‭ ‬التجارية‭ ‬والمعيشية‭ ‬والثقافية‭ ‬والعلاجية،‭ ‬وأداء‭ ‬أعمالهم‭ ‬وهم‭ ‬في‭ ‬بيوتهم‭ ‬وكأنهم‭ ‬داخل‭ ‬مكاتبهم،‭ ‬وقد‭ ‬يصبح‭ ‬مكان‭ ‬الواقع‭ ‬الافتراضي‭ ‬في‭ ‬عالمنا‭ ‬بسبب‭ ‬ما‭ ‬يجده‭ ‬هذا‭ ‬الواقع‭ ‬الآن‭ ‬من‭ ‬دعم‭ ‬لا‭ ‬محدود‭ ‬من‭ ‬قطاع‭ ‬التكنولوجيا،‭ ‬وقد‭ ‬أشارت‭ ‬المكاتب‭ ‬الاستشارية‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬ستحققه‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الشركات‭ ‬التكنولوجية‭ ‬من‭ ‬الواقع‭ ‬الافتراضي‭ ‬من‭ ‬أرباح‭ ‬سيصل‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬80‭ ‬ــ‭ ‬128‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2025م‭.‬