في الهمزة شيء

| د.حورية الديري

مضى‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬‮٢٠٢٠‬‭ ‬نصفه،‭ ‬ومعه‭ ‬اختلاطات‭ ‬من‭ ‬المشاعر‭ ‬المتنوعة‭ ‬التي‭ ‬جعلتني‭ ‬أميل‭ ‬نحو‭ ‬الكتابة‭ ‬بشكل‭ ‬كبير،‭ ‬وحيث‭ ‬إنني‭ ‬في‭ ‬دائرة‭ ‬الحزن‭ ‬والألم‭ ‬حاليًا،‭ ‬تراودني‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الخواطر،‭ ‬وجدت‭ ‬نفسي‭ ‬أتذكر‭ ‬كيف‭ ‬يواجه‭ ‬الكثيرون‭ ‬منا‭ ‬صعوبة‭ ‬كتابة‭ ‬مواضع‭ ‬الهمزة‭ ‬في‭ ‬الكلمة،‭ ‬وسعدت‭ ‬اليوم‭ ‬بمراجعتي‭ ‬أحد‭ ‬دورس‭ ‬القواعد‭ ‬الإملائية،‭ ‬وحضرت‭ ‬إلي‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الذكريات‭ ‬الجميلة‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬محطاتي‭ ‬المهنية،‭ ‬سلامي‭ ‬إلى‭ ‬الذين‭ ‬اختلفت‭ ‬معهم‭ ‬حينها‭ ‬حول‭ ‬طرائق‭ ‬كتابتها‭ ‬ثم‭ ‬توافقت‭ ‬معهم‭ ‬بعد‭ ‬حوار‭ ‬مفيد،‭ ‬علهم‭ ‬يقرأون‭ ‬الآن‭ ‬هذا‭ ‬المقال‭ ‬ويتذكرون‭ ‬كم‭ ‬من‭ ‬الوقت‭ ‬أمضينا‭ ‬كي‭ ‬نتفق‭ ‬على‭ ‬مكان‭ ‬الهمزة‭ ‬في‭ ‬كلمة‭ ‬واحدة،‭ ‬ويعيدون‭ ‬إرسال‭ ‬تلك‭ ‬القصة‭ ‬الجميلة‭ ‬التي‭ ‬حسمت‭ ‬الأمر‭.‬

انظروا‭ ‬معي‭ ‬إلى‭ ‬الهمزة‭ ‬في‭ ‬كلمة‭ ‬“شيء”‭ ‬كما‭ ‬جاءت‭ ‬في‭ ‬العنوان،‭ ‬وتذكروا‭ ‬ما‭ ‬يحصل‭ ‬معكم‭ ‬عندما‭ ‬تواجهون‭ ‬الهمزة‭ ‬أثناء‭ ‬الكتابة،‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬الأمر‭ ‬مضحكًا‭ ‬للبعض‭ ‬لكنه‭ ‬جدير‭ ‬بالتمعن،‭ ‬عندما‭ ‬تتحداه‭ ‬الهمزة‭ ‬وهي‭ ‬رمز‭ ‬صغير‭ ‬ويحتار‭ ‬في‭ ‬طريقة‭ ‬كتابتها،‭ ‬لا‭ ‬لصعوبتها‭ ‬ولكن‭ ‬لاختلاف‭ ‬مواضعها‭ ‬في‭ ‬الكلام،‭ ‬هذا‭ ‬بالضبط‭ ‬ما‭ ‬يحصل‭ ‬لنا‭ ‬عندما‭ ‬نتوقف‭ ‬عن‭ ‬استدعاء‭ ‬خبراتنا‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تغيب‭ ‬عنا‭ ‬في‭ ‬أبسط‭ ‬المواقف‭ ‬والظروف،‭ ‬إذ‭ ‬غالبًا‭ ‬ما‭ ‬نتوقف‭ ‬عن‭ ‬التفكير‭ ‬بطريقة‭ ‬إيجابية‭ ‬وسلسة‭ ‬لحل‭ ‬أبسط‭ ‬المشكلات‭ ‬اليومية‭ ‬العابرة،‭ ‬وعليها‭ ‬تقاس‭ ‬أكبر‭ ‬المواقف‭ ‬في‭ ‬حياتنا،‭ ‬أحيانًا‭ ‬يكون‭ ‬الأمر‭ ‬صغيرًا‭ ‬كحجم‭ ‬الهمزة‭ ‬لكننا‭ ‬نصاب‭ ‬بالهلع‭ ‬والتردد‭ ‬عند‭ ‬كتابتها‭ ‬بل‭ ‬قد‭ ‬يصل‭ ‬الأمر‭ ‬بنا‭ ‬إلى‭ ‬الاستعانة‭ ‬بصديق‭ ‬من‭ ‬هنا‭ ‬وهناك‭ ‬للمساعدة‭.‬

وكثيرًا‭ ‬ما‭ ‬تمرر‭ ‬بعض‭ ‬المواضيع‭ ‬والكتابات‭ ‬التي‭ ‬تعج‭ ‬بأخطائها‭ ‬غير‭ ‬المجدية‭ ‬لمواضع‭ ‬كتابة‭ ‬الهمزة،‭ ‬كما‭ ‬نفعل‭ ‬تمامًا‭ ‬في‭ ‬تجاوز‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬التجارب‭ ‬لتفادي‭ ‬الوقوع‭ ‬في‭ ‬مواقف‭ ‬مستقبلية‭ ‬مماثلة‭.‬

لن‭ ‬أنسى‭ ‬بأن‭ ‬الهمزة‭ ‬علمتني‭ ‬الكثير،‭ ‬كالصبر‭ ‬والصمت‭ ‬والهدوء‭ ‬والتركيز‭ ‬التام‭ ‬في‭ ‬مجريات‭ ‬الأحداث‭ ‬لموازنتها‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬جوانبها‭ ‬ثم‭ ‬الانطلاق‭ ‬بالحل‭ ‬الأمثل‭ ‬قدر‭ ‬المستطاع‭. ‬

لذا‭ ‬أعزائي‭ ‬فإن‭ ‬القاعدة‭ ‬الصحيحة‭ ‬لمواضع‭ ‬كتابة‭ ‬الهمزة‭ ‬في‭ ‬الكلمات‭ ‬تعكس‭ ‬مدى‭ ‬تقبلنا‭ ‬معرفة‭ ‬كيفية‭ ‬التعامل‭ ‬وإتقان‭ ‬الحل‭ ‬المناسب‭ ‬للمشكلات‭ ‬التي‭ ‬تعترض‭ ‬حياتنا‭ ‬اليومية،‭ ‬لذلك‭ ‬فالحل‭ ‬لما‭ ‬يعترضك‭ ‬من‭ ‬مشكلات‭ ‬يكمن‭ ‬في‭ ‬نظرية‭ ‬الهمزة‭.‬