العمالة الوافدة المتسولة والبطاقة الزرقاء

| نجاة المضحكي

ظاهرة‭ ‬خطيرة‭ ‬تفشت‭ ‬وانتشرت‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬البحرين‭ ‬وشوارعها‭ ‬وفرجانها،‭ ‬ألا‭ ‬وهي‭ ‬ظاهرة‭ ‬التسول‭ ‬التي‭ ‬أخذت‭ ‬أشكالا‭ ‬وأنواعا‭ ‬من‭ ‬الحيل‭ ‬المتعددة،‭ ‬منها‭ ‬بيع‭ ‬المياه‭ ‬وسط‭ ‬الشوارع‭ ‬العامة‭ ‬وعند‭ ‬الإشارات‭ ‬المرورية،‭ ‬وكل‭ ‬ذلك‭ ‬بقصد‭ ‬التسول‭ ‬حيث‭ ‬يقوم‭ ‬صاحب‭ ‬السيارة‭ ‬بإعطائه‭ ‬مبلغا‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يأخذ‭ ‬قارورة‭ ‬الماء،‭ ‬وآخر‭ ‬قد‭ ‬يأخذها،‭ ‬وطريقة‭ ‬أخرى‭ ‬هي‭ ‬نبش‭ ‬القمامة‭ ‬والدوران‭ ‬بعربة‭ ‬منها‭ ‬عربة‭ ‬الأطفال‭ ‬أو‭ ‬عربة‭ ‬حديد‭ ‬عليها‭ ‬أكياس‭ ‬ومخلفات‭ ‬بقصد‭ ‬استعطاف‭ ‬الناس،‭ ‬أو‭ ‬الجلوس‭ ‬بها‭ ‬على‭ ‬زوايا‭ ‬الطرق‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬السكنية،‭ ‬وكذلك‭ ‬منهم‭ ‬عمال‭ ‬النظافة‭ ‬الذين‭ ‬يطيلون‭ ‬الوقوف‭ ‬والنظر‭ ‬والسلام‭ ‬على‭ ‬المارة،‭ ‬والغريب‭ ‬في‭ ‬الأمر‭ ‬أن‭ ‬منهم‭ ‬من‭ ‬يحمل‭ ‬البطاقة‭ ‬الزرقاء‭.‬

لاحظوا‭ ‬كيف‭ ‬انتشرت‭ ‬ظاهرة‭ ‬العمالة‭ ‬الوافدة‭ ‬المتسولة‭ ‬بثياب‭ ‬رثة،‭ ‬وأخرى‭ ‬تعبث‭ ‬في‭ ‬أغذية‭ ‬المواطنين‭ ‬بالتقاطها‭ ‬من‭ ‬الحاويات‭ ‬في‭ ‬الأسواق‭ ‬ثم‭ ‬تعبئتها‭ ‬وبيعها،‭ ‬فكم‭ ‬مرة‭ ‬اشترينا‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬الباعة‭ ‬المتجولين،‭ ‬بل‭ ‬هم‭ ‬نفسهم‭ ‬من‭ ‬وضعوا‭ ‬فرشة‭ ‬في‭ ‬الأسواق‭ ‬المركزية‭ ‬وباعوا‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬كيس‭ ‬جزر‭ ‬تالف‭.‬

السؤال‭ ‬هنا‭ ‬هل‭ ‬تستوعب‭ ‬البحرين‭ ‬عدد‭ ‬هذه‭ ‬العمالة‭ ‬التي‭ ‬أصبحت‭ ‬المناطق‭ ‬تضيق‭ ‬بأهلها‭ ‬من‭ ‬كثرة‭ ‬تواجدهم‭ ‬في‭ ‬الشوارع‭ ‬والأحياء‭ ‬جماعات،‭ ‬وعلانية‭ ‬يمارسون‭ ‬البيع‭ ‬دون‭ ‬حتى‭ ‬محلات‭ ‬بل‭ ‬في‭ ‬الشوارع‭ ‬والمناطق‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لهم‭ ‬رادع‭ ‬لا‭ ‬من‭ ‬وزارة‭ ‬العمل،‭ ‬ولا‭ ‬من‭ ‬هيئة‭ ‬سوق‭ ‬العمل،‭ ‬ولا‭ ‬البلدية‭ ‬إلا‭ ‬ما‭ ‬ندر،‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬حملات‭ ‬وتنتهي،‭ ‬وهذه‭ ‬الممارسات‭ ‬ظاهرة‭ ‬للعيان‭ ‬لكل‭ ‬مسؤول‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الهيئات،‭ ‬لكن‭ ‬دون‭ ‬تحريك‭ ‬أي‭ ‬ساكن‭.‬

لا‭ ‬ندري‭ ‬هل‭ ‬هذا‭ ‬السكوت‭ ‬عن‭ ‬أعداد‭ ‬العمالة‭ ‬أو‭ ‬عدم‭ ‬اتخاذ‭ ‬إجراء‭ ‬في‭ ‬من‭ ‬يمارس‭ ‬التسول‭ ‬أو‭ ‬الغش،‭ ‬مراعاة‭ ‬للمنظمات‭ ‬الحقوقية‭... ‬“ألا‭ ‬تدعو‭ ‬حال‭ ‬العمالة‭ ‬للرأفة‭ ‬بهم،‭ ‬فهم‭ ‬موجودون‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬بدون‭ ‬عمل،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬البطاقة‭ ‬الزرقاء‭ ‬لا‭ ‬توفر‭ ‬لهم‭ ‬وظيفة،‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬قوانين‭ ‬ستسن‭ ‬لتوفير‭ ‬أعمال‭ ‬لهم،‭ ‬أو‭ ‬صرف‭ ‬إعانات‭ ‬شهرية،‭ ‬لأنه‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬الإنسانية‭ ‬أن‭ ‬يتركوا‭ ‬في‭ ‬الشوارع‭ ‬هكذا”،‭ ‬وكأننا‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬الدول‭ ‬الآسيوية‭ ‬الفقيرة،‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬البحرين‭ ‬ملتزمة‭ ‬باستقبال‭ ‬أية‭ ‬عمالة‭ ‬ترغب‭ ‬في‭ ‬العيش‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬نحن‭ ‬سمعنا‭ ‬عن‭ ‬استقطاب‭ ‬الكفاءات‭ ‬الأجنبية،‭ ‬لكن‭ ‬لم‭ ‬نسمع‭ ‬عن‭ ‬استقطاب‭ ‬جماعات‭ ‬كي‭ ‬تتسول‭ ‬وتمارس‭ ‬أعمالا‭ ‬دنيئة‭ ‬توفر‭ ‬لها‭ ‬مبلغا‭ ‬ماليا‭ ‬ترسله‭ ‬شهرياً‭ ‬إلى‭ ‬دولها‭.‬