فجر جديد

ما الذي يحدث في المنامة؟

| إبراهيم النهام

أعادت‭ ‬المشاجرة‭ ‬التي‭ ‬حدثت‭ ‬أخيرًا‭ ‬بين‭ ‬زمرة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬العمالة‭ ‬الآسيوية‭ ‬ورجلي‭ ‬أمن‭ ‬بحرينيين‭ ‬بإحدى‭ ‬الشركات‭ ‬الخاصة‭ ‬بالمنامة،‭ ‬إلى‭ ‬الأذهان‭ ‬مجددًا‭ ‬سيناريوهات‭ ‬أعمال‭ ‬العنف‭ ‬المتكررة‭ ‬للبعض‭ ‬منهم،‭ ‬والتي‭ ‬لا‭ ‬يحشم‭ ‬خلالها‭ ‬أهل‭ ‬البلد‭ ‬ولا‭ ‬قوانينها،‭ ‬أو‭ ‬أعرافها‭.‬

هذه‭ ‬المشاهد‭ ‬المشينة،‭ ‬قادت‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬إلى‭ ‬سؤالين‭ ‬مهمين‭ ‬ومتناقضين‭ ‬كالتالي‭:‬

الأول‭ ‬يرى‭ ‬بأن‭ ‬هنالك‭ ‬جماعات‭ ‬خفية‭ ‬تتعمد‭ ‬إثارة‭ ‬الآسيويين‭ ‬من‭ ‬جنسية‭ ‬معينة،‭ ‬واستفزازهم،‭ ‬وجرهم‭ ‬إلى‭ ‬العراكات‭ ‬والمشاجرات‭ ‬للإساءة‭ ‬إلى‭ ‬سمعة‭ ‬البحرين‭ ‬الدولية،‭ ‬ودفعها‭ ‬إلى‭ ‬الملاسنات‭ ‬الإعلامية‭ ‬والدبلوماسية‭ ‬والسياسية‭.‬

وبأن‭ ‬ما‭ ‬يجري‭ ‬ببساطة‭ ‬هو‭ ‬“أمر‭ ‬مطبوخ”‭ ‬بعناية‭ ‬فاسدة،‭ ‬خصوصًا‭ ‬مع‭ ‬التوثيق‭ ‬الإعلامي‭ ‬الكامل‭ ‬لها،‭ ‬وكأن‭ ‬هنالك‭ ‬من‭ ‬يقف‭ ‬خلف‭ ‬الكواليس‭ ‬ويتطلع‭ ‬لما‭ ‬يحدث‭ ‬بهدوء،‭ ‬ويصور‭.‬

الرأي‭ ‬الآخر‭ ‬يقول‭ ‬إن‭ ‬هنالك‭ ‬تراخيا‭ ‬رسميا‭ ‬واضحا‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬أعمال‭ ‬العنف‭ ‬المتكررة‭ ‬لبعض‭ ‬العمالة‭ ‬الآسيوية،‭ ‬والتي‭ ‬وبسببها‭ ‬يجرجر‭ ‬المواطن‭ ‬قسرًا‭ ‬إلى‭ ‬المستشفيات‭ ‬ومراكز‭ ‬الشرطة‭ ‬والنيابة‭ ‬وغيرها،‭ ‬وإن‭ ‬هنالك‭ ‬اتفاقا‭ ‬شبه‭ ‬جامع،‭ ‬بضرورة‭ ‬وقفهم‭ ‬عند‭ ‬حدهم،‭ ‬وإيضاح‭ ‬حقيقة‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬لسفاراتهم‭.‬

وما‭ ‬بين‭ ‬الرأي‭ ‬الأول‭ ‬والثاني،‭ ‬تتحمل‭ ‬الأجهزة‭ ‬المختصة‭ ‬بأداء‭ ‬واجبها‭ ‬وبالكامل،‭ ‬على‭ ‬المستويين‭ ‬الداخلي‭ ‬والخارجي،‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تتحول‭ ‬هذه‭ ‬المشاجرات‭ - ‬مع‭ ‬الوقت‭ - ‬إلى‭ ‬ظاهرة‭ ‬يساء‭ ‬بها‭ ‬إلى‭ ‬البلد،‭ ‬ويستنقص‭ ‬بها‭ ‬قدر‭ ‬المواطن‭ ‬ومكانته،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬نقبله‭ ‬أبدًا‭.‬

لم‭ ‬نر‭ ‬قط‭ ‬مواطنا‭ ‬خليجيا‭ ‬يضرب‭ ‬في‭ ‬بلده‭ ‬ويهان‭ ‬إلا‭ ‬بظروف‭ ‬وحالات‭ ‬استثنائية‭ ‬نادرة،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬يتطلب‭ ‬الوقفة‭ ‬الحاسمة‭ ‬والمنجزة‭ ‬والتي‭ ‬يعلم‭ ‬خلالها‭ ‬الزائر‭ ‬أي‭ ‬كان،‭ ‬بضرورة‭ ‬احترام‭ ‬البلد‭ ‬التي‭ ‬فتحت‭ ‬لها‭ ‬أبوابها‭ ‬بخلاف‭ ‬غيرها،‭ ‬وإلا‭ ‬يزج‭ ‬أنفه‭ ‬بما‭ ‬لا‭ ‬يعنيه،‭ ‬وأن‭ ‬يحترم‭ ‬القوانين‭ ‬ولا‭ ‬يتجاوزها‭. ‬أسرعوا‭.‬