قهوة الصباح

ملفات من دمع وملح

| سيد ضياء الموسوي

عندما‭ ‬تصارع‭ ‬سمك‭ ‬قرش‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬تعبأ‭ ‬بالمكر‭ ‬يجاور‭ ‬مراكبه،‭ ‬وارسم‭ ‬فستانا‭ ‬للعرس،‭ ‬واصرخ‭ ‬بالحبر‭ ‬وبالنفس،‭ ‬ستظل‭ ‬النبتة‭ ‬يا‭ ‬سمينة‭. ‬وستكون‭ ‬العدالة‭ ‬واقفة‭ ‬أكان‭ ‬في‭ ‬قرية‭ ‬أم‭ ‬في‭ ‬مدينة،‭ ‬أكان‭ ‬سارقا‭ ‬هذا‭ ‬الآخرُ‭ ‬نخلة‭ ‬أم‭ ‬عجينة،‭ ‬أكان‭ ‬مسافرا‭ ‬في‭ ‬الريح‭ ‬أم‭ ‬يقطع‭ ‬خنصرا‭ ‬بخنجر‭ ‬أو‭ ‬بسكينة‭ ‬ستفوز‭ ‬العدالة‭ ‬ذات‭ ‬يوم‭ ‬وسنغني‭ ‬للحب‭. ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬ننشر‭ ‬الحب،‭ ‬وننثر‭ ‬الورد‭ ‬على‭ ‬الجرح،‭ ‬ونصفق‭ ‬للخبز‭ ‬ونعطي‭ ‬للحرية‭ ‬ألف‭ ‬مذاق‭. ‬

عندما‭ ‬ألقيت‭ ‬قنبلة‭ ‬دخان‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬ملف‭ ‬تجاوزات‭ ‬الأوقاف‭ ‬الجعفرية،‭ ‬اشتعلت‭ ‬الحرائق،‭ ‬وانتشر‭ ‬الضجيج،‭ ‬تماما‭ ‬كما‭ ‬نزفت‭ ‬حروفا‭ ‬حزينة‭ ‬تحمل‭ ‬لون‭ ‬الكبريت‭ ‬قبل‭ ‬عامين‭ ‬في‭ ‬ملف‭ ‬قانون‭ ‬التقاعد‭ ‬وهيئة‭ ‬التأمين‭ ‬الاجتماعي‭. ‬هناك‭ ‬مازال‭ ‬هناك‭ ‬منجم‭ ‬ذهب،‭ ‬وفي‭ ‬الأوقاف‭ ‬هنا‭ ‬مازال‭ ‬هنا‭ ‬منجم‭ ‬ذهب،‭ ‬والابتسامة‭ ‬تعلو‭ ‬عندما‭ ‬يُحل‭ ‬الملف‭. ‬وبين‭ ‬يدي‭ ‬ملفات‭ ‬كثر‭ ‬للتطرق‭ ‬إليها،‭ ‬وهدفي‭ ‬الحلول،‭ ‬لا‭ ‬الشخوص،‭ ‬لأني‭ ‬منذ‭ ‬18عاما،‭ ‬وأنا‭ ‬أحمل‭ ‬بندقية‭ ‬الحرف‭ ‬مدافعا‭ ‬عن‭ ‬المشروع‭ ‬الإصلاحي‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك،‭ ‬وعن‭ ‬الوطن،‭ ‬والشعب‭ ‬منتقدا‭ ‬خطأ‭ ‬أي‭ ‬وزارة‭ ‬ومباركا‭ ‬أي‭ ‬إنجاز‭ ‬لها‭ ‬أو‭ ‬لوزير،‭ ‬أدافع‭ ‬عن‭ ‬نبض‭ ‬قلب‭ ‬الناس‭ ‬وعن‭ ‬الجرح‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬أحوله‭ ‬إلى‭ ‬جدار‭ ‬مبكى‭. ‬وأرى‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬يحب‭ ‬المشروع‭ ‬الإصلاحي‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬يواجه‭ ‬عواصف‭ ‬الإقليم،‭ ‬وحيتان‭ ‬الغرب‭ ‬وسوس‭ ‬السفارات‭ ‬التى‭ ‬ينخر‭ ‬بعضها‭ ‬في‭ ‬شجرة‭ ‬الوطن‭.‬

‭ ‬وكي‭ ‬أكمل‭ ‬ملف‭ ‬الأوقاف‭ ‬الجعفرية‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬أضع‭ ‬رؤيتي‭ ‬في‭ ‬الإصلاح‭ ‬وأطرحها‭ ‬في‭ ‬نقاط‭: ‬

1-‭ ‬المجلس‭ ‬الجديد‭ ‬به‭ ‬أعضاء‭ ‬يريدون‭ ‬التغيير‭ ‬والإصلاح،‭ ‬ونحن‭ ‬سندعمهم‭ ‬صحافيا‭ ‬في‭ ‬الاصلاح،‭ ‬وكي‭ ‬يبدأوا‭ ‬التغيير‭ ‬يحتاجون‭ ‬إلى‭ ‬عمليات‭ ‬جراحية‭ ‬لإدارة‭ ‬الأوقاف‭ ‬وتكون‭: ‬1‭-‬وقف‭ ‬نزيف‭ ‬أموال‭ ‬الوقف‭ ‬بتشكيل‭ ‬لجنة‭ ‬داخلية،‭ ‬مهامها‭ ‬حفظ‭ ‬الملفات‭ ‬المهمة‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬تسريب‭ ‬أو‭ ‬خطف‭ ‬خوفا‭ ‬من‭ ‬صراخ‭ ‬الحقيقة‭ ‬في‭ ‬محكمة‭ ‬العدالة‭ ‬ذات‭ ‬يوم‭. ‬2‭- ‬التحقيق‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬جرى‭ ‬بيعا،‭ ‬وشراء‭ ‬ومناقصات‭ ‬للإدارة‭ ‬السابقة‭ ‬ورصد‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬جرى‭ ‬لأي‭ ‬وقف‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬3‭- ‬كتابة‭ ‬ملف‭ ‬كامل‭ ‬متكامل،‭ ‬وتقديمه‭ ‬للدولة‭ ‬والقضاء‭ ‬فلا‭ ‬يمكن‭ ‬لا‭ ‬قانونا‭ ‬ولا‭ ‬شرعا‭ ‬أن‭ ‬يسقط‭ ‬حق‭ ‬الوقف‭ ‬بالتقادم‭. ‬4‭- ‬الشفافية‭ ‬في‭ ‬المعلومات‭: ‬يحق‭ ‬لكل‭ ‬مأتم‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬مطلعا‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬لمأتمه‭ ‬من‭ ‬وقفيات‭ ‬أصولا‭ ‬وودائع‭ ‬بنكية‭ ‬وغيرها‭ ‬بكل‭ ‬تفاصيلها،‭ ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬عارفا‭ ‬لما‭ ‬حدث‭ ‬لوقفياته‭ ‬5‭- ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الإدارة‭ ‬منتجة‭ ‬وأغلب‭ ‬الموظفين‭ ‬بعقود‭ ‬مؤقته‭. ‬وهنا‭ ‬نخاطب‭ ‬ديوان‭ ‬الخدمة‭ ‬المدنية،‭ ‬في‭ ‬ضرورة‭ ‬مراعاة‭ ‬موظفي‭ ‬الأوقاف‭ ‬ذوي‭ ‬العقود‭ ‬المؤقتة،‭ ‬فهناك‭ ‬عقود‭ ‬مؤقتة‭ ‬مدتها‭ ‬3‭ ‬شهور،‭ ‬وحاليا‭ ‬منتهية‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬خمسة‭ ‬أشهر‭ ‬دون‭ ‬تجديد‭ !! ‬أي‭ ‬قابلة‭ ‬للتجديد‭ ‬أو‭ ‬التسريح‭. ‬فكيف‭ ‬سيكون‭ ‬حال‭ ‬هذا‭ ‬الموظف،‭ ‬وهو‭ ‬معلق‭ ‬على‭ ‬حبال‭ ‬الانهيار؟‭ ‬وستكون‭ ‬النتيجة‭ ‬كارثية‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬أمان‭ ‬وظيفي،‭ ‬والموظف‭ ‬عينه‭ ‬على‭ ‬موت‭ ‬الوظيفة،‭ ‬والعين‭ ‬الأخرى‭ ‬على‭ ‬أسرة‭ ‬قد‭ ‬تنام‭ ‬على‭ ‬الرصيف‭.‬

والألم‭ ‬الآخر‭ ‬وبسبب‭ ‬تدني‭ ‬الرواتب‭:‬

لا‭ ‬يستطيع‭ ‬هذا‭ ‬الموظف‭ ‬المسكين‭ ‬أخذ‭ ‬قرض،‭ ‬لأن‭ ‬العقود‭ ‬مؤقتة‭ ‬مرفوضة‭ ‬ولا‭ ‬يستطيع‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬برنامج‭ ‬مزايا‭ ‬في‭ ‬الإسكان،‭ ‬لأن‭ ‬الراتب‭ ‬لا‭ ‬يصل‭ ‬للحد‭ ‬الأدنى‭ ‬من‭ ‬المطلوب،‭ ‬وإن‭ ‬وصل‭ ‬فهو‭ ‬مرفوض‭ ‬أيضا‭ ‬لأن‭ ‬العقد‭ ‬مؤقت‭.‬

هذا‭ ‬إذ‭ ‬ننسى‭ ‬لا‭ ‬ننسى‭ ‬أن‭ ‬أغلب‭ ‬الموظفين‭ ‬متزوجون‭ ‬وآباء‭ ‬يعيشون‭ ‬تحت‭ ‬خط‭ ‬الفقر‭ ‬الذي‭ ‬حدد‭ ‬معالي‭ ‬وزير‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬مبلغ‭ ‬336‭. ‬كل‭ ‬الطموح‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬لهذا‭ ‬المواطن‭ ‬رفع‭ ‬راتبه،‭ ‬ويعيش‭ ‬حياة‭ ‬كريمة،‭ ‬ويمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬فقيرا‭ ‬ويمتلك‭ ‬سيارة‭ ‬أو‭ ‬قلبه‭ ‬واسعا‭ ‬أو‭ ‬يكون‭ ‬نشطا‭ ‬لا‭ ‬كسولا،‭ ‬ويتقاضى‭ ‬366‭ ‬دينارا‭ ‬راتبا‭ ‬يكفيه‭. ‬رسائل‭ ‬بلا‭ ‬تشفير‭: ‬شكرا‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬على‭ ‬قانون‭ ‬العقوبات‭ ‬البديلة،‭ ‬وهنيئا‭ ‬للشعب‭ ‬البحريني‭ ‬لملك‭ ‬يحمل‭ ‬الرحمة،‭ ‬فمئات‭ ‬البحرينيين‭ ‬استفادوا‭ ‬بهذا‭ ‬القانون‭.‬

فقد‭ ‬صرح‭ ‬محمد‭ ‬المسلم‭ ‬رئيس‭ ‬نيابة‭ ‬التنفيذ‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬المشمولين‭ ‬لهذا‭ ‬القانون‭ (‬منهم‭ ‬المرضى‭ ‬بالسرطان‭ ‬والتهاب‭ ‬الكبد‭ ‬الوبائي‭ ‬والإيدز‭ ‬ونحوها‭ ‬من‭ ‬الأمراض‭ ‬المستعصية،‭ ‬ومنهم‭ ‬أيضًا‭ ‬كبار‭ ‬السن‭ ‬وذوي‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الخاصة،‭ ‬ومنهم‭ ‬النساء‭ ‬ممن‭ ‬في‭ ‬رعايتهن‭ ‬أطفال‭ ‬وغيرهم‭ ‬ممن‭ ‬تتوافر‭ ‬فيهم‭ ‬الشروط‭ ‬المقررة‭ ‬بالقانون‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬تلك‭ ‬الظروف‭ ‬الصحية‭ ‬والشخصية‭.)). ‬

عجبي‭ ‬من‭ ‬بيانات‭ ‬تأتي‭ ‬من‭ ‬الخارج‭ ‬يعيشون‭ ‬على‭ ‬الأزمات،‭ ‬متنعمون‭ ‬في‭ ‬الخارج،‭ ‬ويقولون‭ ‬للناس‭ ‬باسم‭ (‬العزة‭) ‬و‭(‬الدين‭) ‬و‭(‬الحقوق‭) ‬لا‭ ‬تؤمنوا‭ ‬بهذا‭ ‬القانون‭. - ‬أتحدث‭ ‬اليوم‭ ‬عن‭ ‬حاجات‭ ‬قرى‭ ‬ثلاث‭: ‬جنوسان،‭ ‬وجد‭ ‬الحاج‭ ‬وكرانة،‭ ‬هذه‭ ‬القرى‭ ‬التي‭ ‬أعتبرها‭ ‬مناجم‭ ‬ذهب‭ ‬بشرية‭ ‬في‭ ‬حب‭ ‬القيادة‭ ‬والولاء‭ ‬للوطن‭ ‬والإبداع‭ ‬والطيبة،‭ ‬قرى‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬دعم‭ ‬رسمي‭ ‬كبير‭.‬

‭ ‬فكما‭ ‬تحدثت‭ ‬عن‭ ‬سترة‭ ‬وسار،‭ ‬وسأتحدث‭ ‬عن‭ ‬حاجات‭ ‬الدراز‭ ‬والحجر‭ ‬والبقية‭ ‬مستقبلا،‭ ‬أتحدث‭ ‬هنا‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬القرى‭ ‬الثلاث،‭ ‬فالشوارع‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬ترتيب،‭ ‬وحاجاتها‭ ‬للمرافق،‭ ‬ولوحدات‭ ‬إسكانية،‭ ‬وإلى‭ ‬ترتيب‭ ‬السواحل‭ ‬لها‭. ‬وهنا‭ ‬نتطلع‭ ‬عبر‭ ‬الصحافة،‭ ‬إلى‭ ‬سمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء،‭ ‬التماس‭ ‬حلحلة‭ ‬قضاياهم،‭ ‬ولا‭ ‬ننسى‭ ‬مواقفه‭ ‬التاريخية‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬هذه‭ ‬القرى،‭ ‬من‭ ‬السؤال‭ ‬الدائم‭ ‬عن‭ ‬حاجات‭ ‬هذه‭ ‬القرى‭ ‬الثلاث،‭ ‬وحل‭ ‬بعض‭ ‬ملفاتها‭ ‬سابقا‭ ‬إلى‭ ‬حل‭ ‬كل‭ ‬ملفاتها‭ ‬مستقبلا‭ ‬كالملف‭ ‬الإسكاني،‭ ‬وتعديل‭ ‬البنية‭ ‬التحتية،‭ ‬وإيجاد‭ ‬الحدائق،‭ ‬ونواد‭ ‬نموذجية،‭ ‬وترتيب‭ ‬السواحل‭ ‬وتوظيف‭ ‬العاطلين‭.‬