مُلتقطات

“التأمينات الاجتماعية”... معاناة مواطنة!

| د. جاسم المحاري

تكمنُ‭ ‬أهمية‭ ‬“الضمان‭ ‬الاجتماعي”‭ ‬–‭ ‬باعتباره‭ ‬أحد‭ ‬أنظمة‭ ‬التعاون‭ ‬والتكافل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬التي‭ ‬يقدمها‭ ‬المجتمع‭ ‬لأفراده‭ ‬الذين‭ ‬يقومون‭ ‬على‭ ‬رعاية‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬والحكومي‭ - ‬في‭ ‬كونه‭ ‬مصدرَ‭ ‬دخلٍ‭ ‬ثابت‭ ‬للأفراد‭ ‬يصون‭ ‬كرامتهم‭ ‬ويمنعهم‭ ‬التسوّل‭ ‬والاستجداء‭ ‬عندما‭ ‬لا‭ ‬يكونون‭ ‬قادرين‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬أو‭ ‬التّكسب‭ ‬في‭ ‬حالات‭ ‬العجز‭ ‬والشيخوخة‭ ‬وإصابات‭ ‬العمل‭ ‬والتعويضات‭ ‬المهنية‭ ‬وغيرها،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬دعم‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الوطني‭ ‬عبر‭ ‬إقامة‭ ‬المشاريع‭ ‬الرابحة‭ ‬التي‭ ‬تستثمر‭ ‬أموال‭ ‬الضمان‭ ‬في‭ ‬خلق‭ ‬فرص‭ ‬العمل‭ ‬وتشغيل‭ ‬العاطلين‭.‬

على‭ ‬الصعيد‭ ‬المحلي،‭ ‬حققّت‭ ‬مملكتنا‭ ‬الحبيبة‭ ‬إنجازات‭ ‬مشهودة‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬العمل،‭ ‬بعد‭ ‬أنْ‭ ‬كَفِلتْ‭ ‬حماية‭ ‬حقوق‭ ‬العمّال‭ ‬التأمينية،‭ ‬ما‭ ‬ساعد‭ ‬على‭ ‬تمتّع‭ ‬بلادنا‭ ‬بسجلٍ‭ ‬متميز‭ ‬في‭ ‬ترسيخ‭ ‬تلك‭ ‬الحقوق‭ ‬بعد‭ ‬إنشاء‭ ‬“الهيئة‭ ‬العامة‭ ‬للتأمين‭ ‬الاجتماعي”‭ ‬بموجب‭ ‬القانون‭ ‬رقم‭ (‬3‭) ‬لسنة‭ ‬2008م‭ ‬الذي‭ ‬هدف‭ ‬إلى‭ ‬توفير‭ ‬غطاء‭ ‬تأميني‭ ‬للخاضعين‭ ‬ضد‭ ‬مخاطر‭ ‬الشيخوخة‭ ‬والعجز‭ ‬وغيرها‭ ‬في‭ ‬القطاعين‭ ‬العام‭ ‬والخاص،‭ ‬وفق‭ ‬رؤية‭ ‬قوامها‭ ‬التميز‭ ‬في‭ ‬جودة‭ ‬الخدمات‭ ‬واستدامة‭ ‬المزايا‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬الخدمات‭ ‬التأمينية‭ ‬عالية‭ ‬الجودة‭ ‬في‭ ‬رسالتها‭ ‬التي‭ ‬يستوجب‭ ‬منها‭ ‬النظر‭ ‬لبعض‭ ‬الحالات‭ ‬الخاصة‭ ‬وسعيها‭ ‬للتكامل‭ ‬والجودة‭ ‬في‭ ‬الأداء‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬سجل‭ ‬قيمها‭.‬

ومثالاً‭ ‬لا‭ ‬حصراً‭ ‬لهذه‭ ‬الحالات،‭ ‬المواطنة‭ ‬البحرينية‭ ‬التي‭ ‬تقطّعت‭ ‬بها‭ ‬السُبُل‭ ‬في‭ ‬إيجاد‭ ‬حلّ‭ ‬لمعاناتها‭ ‬التي‭ ‬صيرّت‭ ‬حياتها‭ ‬جحيماً‭ ‬بعد‭ ‬إلزام‭ ‬الهيئة‭ ‬لها‭ ‬بدفع‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ (‬7‭) ‬آلاف‭ ‬دينار‭ ‬بحريني،‭ ‬بعد‭ ‬عطاء‭ ‬امتدّ‭ ‬لسنوات‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬بلدها‭ ‬البحرين؛‭ ‬لعلّة‭ ‬خطأ‭ ‬ارتكبه‭ ‬صاحب‭ ‬العمل،‭ ‬ما‭ ‬ترتب‭ ‬عليه‭ ‬“استرجاع”‭ ‬رواتب‭ ‬استلمتها‭ ‬قرابة‭ (‬10‭) ‬سنوات‭.‬

نافلة‭: ‬

إنّ‭ ‬ما‭ ‬يسترعي‭ ‬المعنيين‭ ‬في‭ ‬الهيئة‭ ‬العامة‭ ‬للتأمين‭ ‬الاجتماعي‭ ‬الالتفات‭ ‬إليه،‭ ‬في‭ ‬بلدٍ‭ ‬أولَتْ‭ ‬فيه‭ ‬قيادته‭ ‬الحكيمة‭ ‬مواطنيها‭ ‬–‭ ‬أيّاً‭ ‬كان‭ ‬وصفهم‭ ‬أو‭ ‬صفتهم‭ - ‬رأس‭ ‬أولوياتها؛‭ ‬هو‭ ‬حالة‭ ‬هذه‭ ‬المواطنة‭ ‬والكثير‭ ‬من‭ ‬مثيلاتها‭ ‬وفق‭ ‬أُطر‭ ‬الرأفة،‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬أنْ‭ ‬قُطِعَ‭ ‬شوط‭ ‬في‭ ‬ارتشاف‭ ‬مرتباتها‭ ‬الشهرية‭! ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬ضَمانة‭ ‬دستور‭ ‬المملكة‭ ‬في‭ ‬نصوص‭ ‬مادته‭ (‬13‭) ‬لأحقّية‭ ‬الأفراد‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬الشريف‭ ‬الذي‭ ‬يكفل‭ ‬تأمين‭ ‬حياتهم‭ ‬وحياة‭ ‬أسرهم‭ ‬واطمئنانهم‭ ‬على‭ ‬حاضرهم‭ ‬ومستقبلهم،‭ ‬وتأكيدها‭ ‬على‭ ‬تكفّل‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬فرص‭ ‬العمل‭ ‬وعدالة‭ ‬شروطه،‭ ‬وصولاً‭ ‬إلى‭ ‬تنظيم‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬العمّال‭ ‬وأصحاب‭ ‬الأعمال‭ ‬وفق‭ ‬الأطر‭ ‬القانونية‭.‬