فجر جديد

ليست وظيفة النائب “التغريد”

| إبراهيم النهام

بعد‭ ‬مرور‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬خمسة‭ ‬فصول‭ ‬تشريعية،‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬البعض‭ ‬من‭ ‬السادة‭ ‬النواب‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬مغيبة‭ ‬عن‭ ‬الدور‭ ‬الفعلي‭ ‬الذي‭ ‬انتخبوا‭ ‬ووجدوا‭ ‬لأجله،‭ ‬وهو‭ ‬استثمار‭ ‬كافة‭ ‬الأدوات‭ ‬الدستورية‭ ‬والرقابية‭ ‬التي‭ ‬بمتناول‭ ‬أيديهم‭ ‬لخدمة‭ ‬المواطن،‭ ‬والأهم‭ ‬العمل‭ ‬بشكل‭ ‬جماعي‭ ‬وموحد‭ ‬في‭ ‬الرأي‭ ‬والموقف‭.‬

ما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬حالات‭ ‬فردية‭ ‬متعددة،‭ ‬بأن‭ ‬هنالك‭ ‬بُعدًا‭ ‬عن‭ ‬خدمة‭ ‬المواطن‭ ‬المغلوب‭ ‬على‭ ‬أمره،‭ ‬والذي‭ ‬ينشد‭ ‬العمل‭ ‬الجاد‭ ‬والتكاملي‭ ‬والصحيح‭ ‬لجوهر‭ ‬القضية،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬تترقبه‭ ‬الحكومة‭ ‬نفسها،‭ ‬والذي‭ ‬يهدر‭ ‬من‭ ‬وقتها‭ ‬الكثير‭ ‬باقتراحات‭ ‬برلمانية‭ ‬لا‭ ‬تسمن‭ ‬ولا‭ ‬تغني‭ ‬من‭ ‬جوع‭.‬

الأمر‭ ‬الأدهى‭ ‬والأكثر‭ ‬إحباطًا،‭ ‬هو‭ ‬تسابق‭ ‬السادة‭ ‬النواب‭ ‬على‭ ‬التغريد‭ ‬ونشر‭ ‬البوستات‭ ‬في‭ ‬تطبيق‭ ‬“الانستغرام”‭ ‬وقروبات‭ ‬“الواتساب”‭ ‬كفقاعات‭ ‬إعلامية‭ ‬لا‭ ‬تخدم‭ ‬القضية‭ ‬أو‭ ‬أصحابها،‭ ‬ولا‭ ‬توجد‭ ‬لهم‭ ‬الحلول‭ ‬المنشودة‭.‬

العمل‭ ‬الإعلامي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬تكميليًّا‭ ‬لعمل‭ ‬النائب‭ ‬الأساسي،‭ ‬وليس‭ ‬الغاية‭ ‬الأولى‭ ‬والأخيرة،‭ ‬فكما‭ ‬نرى‭ ‬البعض‭ ‬منهم‭ ‬ينشط‭ ‬بحماس‭ ‬في‭ ‬الساحات‭ ‬الإعلامية‭ ‬ويزبد‭ ‬ويرعد،‭ ‬فإن‭ ‬محصلة‭ ‬إنجازه‭ ‬للدائرة‭ ‬الانتخابية‭ ‬وللناس،‭ ‬وللتشريعات‭ ‬النافعة‭ ‬دون‭ ‬الـ‭(‬صفر‭).‬

هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬الغريبة‭ ‬تُخالف‭ ‬جوهر‭ ‬الهدف‭ ‬الذي‭ ‬وجد‭ ‬لأجله‭ ‬البرلمان،‭ ‬فالمواطن‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬إيصال‭ ‬صوته‭ ‬بالمنصات‭ ‬الإعلامية‭ ‬دون‭ ‬وساطة‭ ‬أحد،‭ ‬ومنهم‭ ‬النواب‭ ‬أنفسهم‭.‬

‭ ‬لكن‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬مطلوب‭ ‬من‭ ‬ممثلي‭ ‬الشعب‭ ‬هو‭ ‬توحيد‭ ‬الصفوف‭ ‬بالبرلمان،‭ ‬واستثمار‭ ‬أدواتهم‭ ‬الدستورية،‭ ‬والعمل‭ ‬بروح‭ ‬الفريق‭ ‬الواحد،‭ ‬والكف‭ ‬عن‭ ‬دغدغة‭ ‬مشاعر‭ ‬الناس،‭ ‬ومحاولة‭ ‬استمالتهم‭ ‬بالإعلام‭ ‬المبهرج،‭ ‬دون‭ ‬السعي‭ ‬لخدمتهم‭.‬