فجر جديد

المدارس الخاصة وسلخ المواطن

| إبراهيم النهام

حين‭ ‬طفت‭ ‬جائحة‭ ‬“كورونا”‭ ‬إلى‭ ‬السطح،‭ ‬وأحدثت‭ ‬ما‭ ‬أحدثت‭ ‬من‭ ‬ضرر‭ ‬في‭ ‬نمط‭ ‬حياة‭ ‬الناس،‭ ‬وفي‭ ‬الاقتصاد،‭ ‬وفي‭ ‬أولويات‭ ‬المواطن‭ ‬ويومياته،‭ ‬وميزانيته‭ ‬المتعثرة‭ ‬أصلًا،‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬مواقف‭ ‬تحتسب‭ ‬لهذا،‭ ‬ومواقف‭ ‬تحتسب‭ ‬على‭ ‬ذاك،‭ ‬في‭ ‬الجزء‭ ‬الأخير‭ ‬تحديدًا‭ ‬أوجه‭ ‬أصبع‭ ‬اللوم‭ ‬لبعض‭ ‬المدارس‭ ‬والمؤسسات‭ ‬التعليمية‭ ‬الخاصة،‭ ‬التي‭ ‬أفضت‭ ‬بجشعها‭ ‬إلى‭ ‬خروج‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الطلبة‭ ‬منها،‭ ‬ورحيلهم‭ ‬إلى‭ ‬المدارس‭ ‬الحكومية‭ ‬المجانية‭.‬

واليوم،‭ ‬تعود‭ ‬الأنظار‭ ‬إليها،‭ ‬مع‭ ‬وعود‭ ‬البعض‭ ‬منها‭ ‬مسبقًا‭ ‬بتخفيض‭ ‬في‭ ‬الرسوم‭ ‬بنسب‭ ‬تتراوح‭ ‬بين‭ ‬10‭ ‬و30‭ %‬،‭ ‬فهل‭ ‬حدث‭ ‬هذا‭ ‬فعلًا؟

حديث‭ ‬الناس‭ ‬المتكرر‭ ‬في‭ ‬أثير‭ ‬الأذاعة‭ ‬و‭ ‬“السوشيال‭ ‬ميديا”‭ ‬وغيره‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬يخالف‭ ‬الرضا‭ ‬المطلوب،‭ ‬مع‭ ‬عدم‭ ‬مبالاة‭ ‬البعض‭ ‬من‭ ‬مسؤولي‭ ‬المدارس‭ ‬الخاصة‭ ‬بالحد‭ ‬الأدنى‭ ‬من‭ ‬المطالب‭ ‬المشروعة‭ ‬لأولياء‭ ‬الأمور،‭ ‬وعدم‭ ‬انصات‭ ‬الجهات‭ ‬المختصة‭ ‬لصوت‭ ‬النواب‭ ‬والكُتاب‭ ‬وغيرهم‭.‬

المدارس‭ ‬الخاصة‭ ‬لا‭ ‬تدفع‭ ‬فلسًا‭ ‬واحدًا‭ ‬لأغلب‭ ‬الخدمات‭ ‬التشغيلية‭ ‬لديها‭ ‬بسبب‭ ‬“كورونا”‭ ‬لا‭ ‬فواتير‭ ‬كهرباء‭ ‬ولا‭ ‬ماء‭ ‬ولا‭ ‬أنترنيت،‭ ‬ولا‭ ‬مواصلات،‭ ‬ولا‭ ‬فواتير‭ ‬قرطاسية‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬ورق‭ ‬حمام،‭ ‬يضاف‭ ‬إليها‭ ‬مزايا‭ ‬الحزمة‭ ‬المالية‭ ‬من‭ ‬الدولة‭.‬

لكن‭ ‬الأسرة‭ ‬البحرينية‭ ‬ومن‭ ‬تجربتها‭ ‬السابقة‭ ‬تحملت‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬النفقات،‭ ‬فلماذا؟

على‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬مع‭ ‬اقتراب‭ ‬الفصل‭ ‬الدراسي‭ ‬الجديد،‭ ‬أن‭ ‬تسن‭ ‬قرارات‭ ‬حازمة‭ ‬بشكل‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬به‭ ‬لبس،‭ ‬وبحيث‭ ‬تكون‭ ‬هنالك‭ ‬نسبة‭ ‬ثابتة‭ ‬مخفضة‭ ‬وعادلة‭ ‬ينالها‭ ‬أرباب‭ ‬الأسر‭ ‬من‭ ‬الرسوم‭ ‬الدراسية،‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬عما‭ ‬حدده‭ ‬السادة‭ ‬النواب‭ ‬في‭ ‬اجتماعاتهم‭ ‬المتكررة‭ ‬مع‭ ‬مسؤولي‭ ‬الوزارة‭ ‬وهي‭ ‬نسبة‭ ‬50‭ %‬،‭ ‬والتي‭ ‬تعبر‭ ‬عن‭ ‬تطلعات‭ ‬الأسرة‭ ‬وحقهم‭ ‬ورضاهم‭.‬