أنقذوا هذه الاستراتيجية!

| عبدالنبي الشعلة

عندما‭ ‬نشرتُ‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬الأحد‭ ‬الماضي‭ ‬مقالي‭ ‬الأسبوعي‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ ‬“أين‭ ‬المشروع‭ ‬الخليجي‭ ‬لمواجهة‭ ‬التهديدات‭ ‬التركية‭ ‬والإيرانية؟”‭ ‬لفت‭ ‬نظري‭ ‬الأخ‭ ‬العزيز‭ ‬الصحافي‭ ‬السعودي‭ ‬المعروف‭ ‬جمال‭ ‬الياقوت،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬صحيفة‭ ‬“الشرق‭ ‬الأوسط”‭ ‬نشرت‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬نفسه‭ ‬خبرًا‭ ‬يفيد‭ ‬بأن‭ ‬البرلمان‭ ‬العربي‭ ‬قد‭ ‬أقر‭ ‬قبل‭ ‬ثلاثة‭ ‬أيام‭ ‬“الاستراتيجية‭ ‬العربية‭ ‬الموحدة‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬الجوار‭ ‬الجغرافي”،‭ ‬والمقصود‭ ‬بدول‭ ‬الجوار‭ ‬الجغرافي‭ ‬تركيا‭ ‬وإيران‭.‬

والبرلمان‭ ‬العربي‭ ‬هو‭ ‬كيان‭ ‬سياسي‭ ‬انبثق‭ ‬من‭ ‬رحم‭ ‬الجامعة‭ ‬العربية‭ ‬وهي‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬اليأس،‭ ‬فانضوى‭ ‬تحت‭ ‬عباءتها،‭ ‬وظل‭ ‬يعمل‭ ‬“في‭ ‬إطارها”‭ ‬كما‭ ‬ورد‭ ‬في‭ ‬قرار‭ ‬إنشائه‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2005،‭ ‬ليُضم‭ ‬بذلك‭ ‬إلى‭ ‬متحف‭ ‬أو‭ ‬دار‭ ‬العجزة‭ ‬الخاصة‭ ‬بمنظمات‭ ‬العمل‭ ‬العربي‭ ‬المشترك‭.‬

وتهدف‭ ‬هذه‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬العربية،‭ ‬باختصار‭ ‬شديد،‭ ‬إلى‭ ‬إلزام‭ ‬النظام‭ ‬التُركي‭ ‬بمبادئ‭ ‬حسن‭ ‬الجوار‭ ‬واحترام‭ ‬سيادة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬والنُظم‭ ‬الشرعية‭ ‬فيها،‭ ‬ووقف‭ ‬جميع‭ ‬تدخلاته‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬الداخلية‭ ‬للدول‭ ‬العربية،‭ ‬والتصدي‭ ‬لسياساته‭ ‬العدائية‭ ‬وأطماعه‭ ‬التوسعية‭ ‬التي‭ ‬تمس‭ ‬سيادة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬ووحدة‭ ‬أراضيها،‭ ‬وتهدد‭ ‬الأمن‭ ‬والسلم‭ ‬والاستقرار‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية،‭ ‬وتدعو‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬التضامن‭ ‬العربي‭ ‬لمواجهة‭ ‬مصادر‭ ‬تهديد‭ ‬النظام‭ ‬التُركي‭ ‬للدول‭ ‬العربية‭.‬

وتضمنت‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬الإجراءات‭ ‬والتدابير‭ ‬لإيقاف‭ ‬تدخلات‭ ‬النظام‭ ‬التركي‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬العربية‭ ‬وأهمها‭: ‬الطلب‭ ‬من‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬سحب‭ ‬القوات‭ ‬التُركية‭ ‬من‭ ‬سوريا‭ ‬وليبيا‭ ‬والعراق،‭ ‬وأن‭ ‬تعد‭ ‬الجامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬مذكرة‭ ‬ترفعها‭ ‬إلى‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي‭ ‬بشأن‭ ‬سياسات‭ ‬النظام‭ ‬التركي‭ ‬العدائية‭ ‬وأطماعه‭ ‬التوسعية‭ ‬وتدخلاته‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬الداخلية‭ ‬للدول‭ ‬العربية،‭ ‬وانتهاكه‭ ‬لقرارات‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي‭ ‬بشأن‭ ‬حظر‭ ‬تصدير‭ ‬السلاح‭ ‬لليبيا،‭ ‬ودعم‭ ‬الميليشيات‭ ‬والجماعات‭ ‬المُسلحة،‭ ‬وانتهاك‭ ‬سيادة‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬وإيواء‭ ‬الأشخاص‭ ‬المُصنفين‭ ‬على‭ ‬قوائم‭ ‬الإرهاب‭ ‬في‭ ‬بلدانهم‭ ‬وتوفير‭ ‬الملاذ‭ ‬الآمن‭ ‬لهم‭ ‬واحتضان‭ ‬ودعم‭ ‬منصاتهم‭ ‬الإعلامية،‭ ‬ووقف‭ ‬محاولات‭ ‬تركيا‭ ‬للتحكم‭ ‬والسيطرة‭ ‬على‭ ‬منابع‭ ‬وممرات‭ ‬ومصادر‭ ‬المياه‭ ‬بالوطن‭ ‬العربي،‭ ‬وحماية‭ ‬الحدود‭ ‬البحرية‭ ‬والمصالح‭ ‬الاقتصادية‭ ‬للدول‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬البحر‭ ‬الأبيض‭ ‬المتوسط‭ ‬من‭ ‬الأطماع‭ ‬التوسعية‭ ‬للنظام‭ ‬التُركي‭ ‬وسياساته‭ ‬وأعماله‭ ‬العدائية‭.‬

وبالنسبة‭ ‬لإيران‭ ‬فإن‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬العربية‭ ‬الموحدة‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬وقف‭ ‬جميع‭ ‬تدخلات‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬الداخلية‭ ‬للدول‭ ‬العربية،‭ ‬والتصدي‭ ‬لسياساته‭ ‬العدائية‭ ‬التي‭ ‬تهدد‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬ومنع‭ ‬تكوين‭ ‬أي‭ ‬ميليشيات‭ ‬مُسلحة‭ ‬أو‭ ‬تنظيمات‭ ‬ترتبط‭ ‬بالنظام‭ ‬الإيراني‭ ‬داخل‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭.‬

وتضمنت‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬الإجراءات‭ ‬والتدابير‭ ‬لإيقاف‭ ‬تدخلات‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬العربية‭ ‬وأهمها‭: ‬إعداد‭ ‬جامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬مذكرة‭ ‬ورفعها‭ ‬إلى‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي‭ ‬بشأن‭ ‬سياسات‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬العدائية‭ ‬وتدخلاته‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬الداخلية‭ ‬للدول‭ ‬العربية،‭ ‬وتكثيف‭ ‬الجهود‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬العربية‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬والمنظمات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬لإيضاح‭ ‬السياسات‭ ‬العدائية‭ ‬للنظام‭ ‬الإيراني‭ ‬التي‭ ‬تهدد‭ ‬أمن‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬ومطالبة‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي‭ ‬بإلزام‭ ‬إيران‭ ‬بتنفيذ‭ ‬قرارات‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي‭ ‬بشأن‭ ‬حظر‭ ‬تزويد‭ ‬ميليشيا‭ ‬الحوثي‭ ‬بالأسلحة‭ ‬خاصةً‭ ‬القرار‭ ‬رقم‭ (‬2216‭)‬،‭ ‬وإلزامها‭ ‬بقرار‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي‭ ‬رقم‭ (‬2231‭) ‬بشأن‭ ‬برنامجها‭ ‬النووي،‭ ‬ووضع‭ ‬“تدخلات‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬الداخلية‭ ‬للدول‭ ‬العربية”‭ ‬بندا‭ ‬دائما‭ ‬على‭ ‬جدول‭ ‬اجتماعات‭ ‬مجالس‭ ‬جامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬مع‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬والاتحاد‭ ‬الإفريقي‭ ‬ومجموعة‭ ‬دول‭ ‬أمريكا‭ ‬اللاتينية‭ ‬والكاريبي‭ ‬والمنظمات‭ ‬الدولية‭ ‬والإقليمية‭ ‬الأخرى‭.‬

ودعت‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬إلى‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬إيقاف‭ ‬التبادل‭ ‬التجاري‭ ‬والمشروعات‭ ‬المشتركة‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬وكل‭ ‬من‭ ‬إيران‭ ‬وتركيا‭ ‬لحين‭ ‬التخلي‭ ‬عن‭ ‬سياساتهما‭ ‬وأعمالهما‭ ‬العدائية‭ ‬التي‭ ‬تهدد‭ ‬السلم‭ ‬والأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭.‬

ولا‭ ‬شك‭ ‬إن‭ ‬مبادرة‭ ‬البرلمان‭ ‬العربي‭ ‬بإصدار‭ ‬وإقرار‭ ‬هذه‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬تستحق‭ ‬الإشادة‭ ‬والتقدير‭ ‬والثناء،‭ ‬وتأتي‭ ‬ضمن‭ ‬الجهود‭ ‬الخيرة‭ ‬المحمودة‭ ‬التي‭ ‬اضطلع‭ ‬بها‭ ‬هذا‭ ‬الكيان‭ ‬منذ‭ ‬إنشائه،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الجهد‭ ‬المشكور‭ ‬قد‭ ‬ينتهي‭ ‬إلى‭ ‬أقبية‭ ‬ودهاليز‭ ‬الضياع‭ ‬والنسيان،‭ ‬كما‭ ‬حصل‭ ‬لمبادرات‭ ‬ومشاريع‭ ‬واستراتيجيات‭ ‬عربية‭ ‬كثيرة‭ ‬من‭ ‬قبل‭.‬

إن‭ ‬آليات‭ ‬وإجراءات‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬البرلمان‭ ‬العربي،‭ ‬شأنه‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬شأن‭ ‬المنظمات‭ ‬الأخرى‭ ‬المعنية‭ ‬بالعمل‭ ‬العربي‭ ‬المشترك،‭ ‬تكبل‭ ‬وتشل‭ ‬وتجهض‭ ‬كل‭ ‬جهد،‭ ‬وتقضي‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬مبادرة‭ ‬وهي‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬في‭ ‬مهدها،‭ ‬وتحولها‭ ‬إلى‭ ‬جثة‭ ‬أو‭ ‬جنازة‭ ‬تنتقل‭ ‬بين‭ ‬أكتاف‭ ‬المعزين‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬توارى‭ ‬التراب،‭ ‬وعلى‭ ‬هذا‭ ‬الأساس‭ ‬فقد‭ ‬بدأ‭ ‬المشوار‭ ‬الجنائزي‭ ‬لـ‭ ‬”الاستراتيجية‭ ‬العربية‭ ‬الموحدة‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬الجوار‭ ‬الجغرافي”‭ ‬عندما‭ ‬تقرر‭ ‬رفعها‭ ‬وعرضها‭ ‬أولًا،‭ ‬كما‭ ‬تقتضيه‭ ‬الإجراءات،‭ ‬على‭ ‬“مجلس‭ ‬الجامعة‭ ‬العربية”‭ ‬الذي‭ ‬سيجتمع‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬“المندوبين‭ ‬الدائمين”‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬دوراته‭ ‬القادمة،‭ ‬والذي‭ ‬سيقوم‭ ‬بدوره‭ ‬بدراستها‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬إدراجها‭ ‬على‭ ‬جدول‭ ‬أعماله،‭ ‬وإذا‭ ‬تمت‭ ‬الموافقة‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬ستحال‭ ‬إلى‭ ‬إحدى‭ ‬الدورات‭ ‬السنوية‭ ‬العادية‭ ‬للمجلس‭ ‬التي‭ ‬تعقد‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الوزاري،‭ ‬وفي‭ ‬حالة‭ ‬اتفاق‭ ‬الوزراء‭ ‬عليها،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬مشكوك‭ ‬فيه‭ ‬بسبب‭ ‬تناقض‭ ‬مواقف‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬واصطفاف‭ ‬بعضها‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬هاتين‭ ‬الدولتين‭ ‬أو‭ ‬كلتاهما،‭ ‬وما‭ ‬ستخضع‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬مساومات‭ ‬ومزايدات،‭ ‬فإذا‭ ‬نجت‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬من‭ ‬الاختناق‭ ‬ونجحت‭ ‬في‭ ‬تخطي‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬فستدرج‭ ‬ضمن‭ ‬جدول‭ ‬أعمال‭ ‬أحدى‭ ‬دورات‭ ‬القمة‭ ‬العربية،‭ ‬عندها‭ ‬تكون‭ ‬الطيور‭ ‬قد‭ ‬طارت‭ ‬بأرزاقها‭.‬

وعلى‭ ‬افتراض‭ ‬موافقة‭ ‬القمة‭ ‬عليها‭ ‬فإنها‭ ‬في‭ ‬الغالب‭ ‬ستضاف‭ ‬وتصطف‭ ‬في‭ ‬طابور‭ ‬مثيلاتها‭ ‬من‭ ‬الاسترتيجيات‭ ‬والمعاهدات‭ ‬والمواثيق‭ ‬العربية‭ ‬المشلولة‭ ‬مثل‭ ‬“معاهدة‭ ‬الدفاع‭ ‬العربي‭ ‬المشترك‭ ‬والتعاون‭ ‬الاقتصادي”‭ ‬الموقعة‭ ‬في‭ ‬القاهرة‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1950‭ ‬أي‭ ‬بعد‭ ‬عامين‭ ‬من‭ ‬قيام‭ ‬دولة‭ ‬إسرائيل،‭ ‬و”ميثاق‭ ‬التضامن‭ ‬العربي”‭ ‬الصادر‭ ‬عن‭ ‬القمة‭ ‬العربية‭ ‬للعام‭ ‬1965،‭ ‬و‭ ‬”وثيقة‭ ‬عهد‭ ‬ووفاق‭ ‬وتضامن‭ ‬بين‭ ‬قادة‭ ‬الدول‭ ‬العربية”‭ ‬الصادرة‭ ‬عن‭ ‬قمة‭ ‬العام‭ ‬2004،‭ ‬أي‭ ‬أنها‭ ‬صدرت‭ ‬بعد‭ ‬عام‭ ‬من‭ ‬الغزو‭ ‬الأميركي‭ ‬للعراق،‭ ‬و‭ ‬”إعلان‭ ‬صيانة‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬الراهنة”‭ ‬الذي‭ ‬صدر‭ ‬عن‭ ‬قمة‭ ‬شرم‭ ‬الشيخ‭ ‬للعام‭ ‬2015،‭ ‬و‭ ‬”وثيقة‭ ‬تعزيز‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬العربي‭ ‬لمواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬المشتركة”‭ ‬الصادرة‭ ‬عن‭ ‬قمة‭ ‬الظهران‭ ‬للعام‭ ‬2018،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المبادرات‭ ‬والمواثيق‭ ‬التي‭ ‬ذهبت‭ ‬أدراج‭ ‬الرياح‭ ‬ولم‭ ‬يتم‭ ‬تنفيذها‭ ‬أو‭ ‬تفعيلها‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬تذكرها،‭ ‬والملاحظ‭ ‬أن‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬الجديدة‭ ‬استندت‭ ‬واستنجدت‭ ‬ودعت‭ ‬إلى‭ ‬تفعيل‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬“مجلس‭ ‬الدفاع‭ ‬العربي‭ ‬المشترك”‭ ‬الذي‭ ‬ولد‭ ‬كسيحا‭ ‬ميتا،‭ ‬متناسية‭ ‬قول‭ ‬الشاعر‭:‬

“لقد‭ ‬أسمعت‭ ‬لو‭ ‬ناديت‭ ‬حيًا‭.. ‬ولكن‭ ‬لا‭ ‬حياة‭ ‬لمن‭ ‬تنادي

‭ ‬ولو‭ ‬نارًا‭ ‬نفخت‭ ‬بها‭ ‬أضاءت‭.. ‬ولكن‭ ‬أنت‭ ‬تنفخ‭ ‬في‭ ‬رمادِ”‭.‬

وعلى‭ ‬ضوء‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬ما‭ ‬نتطلع‭ ‬إليه‭ ‬ونتمناه‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬تبادر‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬الشقيقة‭ ‬محفوفة‭ ‬بعدد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬الفاعلة‭ ‬بإنقاذ‭ ‬هذه‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬واحتضانها‭ ‬وتفعيلها‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬الجامعة‭ ‬العربية‭ ‬أو‭ ‬خارج‭ ‬إطارها‭ ‬إذا‭ ‬اقتضى‭ ‬الأمر‭ ‬ذلك‭.‬