لقطة

حمود الجيب.. خير خلف

| أحمد كريم

لعلني‭ ‬من‭ ‬أشد‭ ‬المتفائلين‭ ‬بقرار‭ ‬تعيين‭ ‬الزميل‭ ‬حمود‭ ‬الجيب‭ ‬رئيسا‭ ‬لقناة‭ ‬البحرين‭ ‬الرياضية‭ ‬خلفا‭ ‬للمتألقة‭ ‬مريم‭ ‬بوكمال،‭ ‬فهذا‭ ‬الشاب‭ ‬المبدع‭ ‬أهل‭ ‬للمنصب‭ ‬ويملك‭ ‬الكفاءة‭ ‬لمواصلة‭ ‬عملية‭ ‬التطوير‭ ‬والارتقاء‭ ‬بالعمل‭ ‬في‭ ‬القناة‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬زملائه‭ ‬المجتهدين‭.‬

ويتمتع‭ ‬حمود‭ ‬الجيب‭ ‬بقلم‭ ‬رشيق،‭ ‬ونظرة‭ ‬إعلامية‭ ‬ذات‭ ‬قوام‭ ‬ممشوق،‭ ‬ويبرز‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬تقاريره‭ ‬المتلفزة‭ ‬الشبيهة‭ ‬بعروض‭ ‬الأزياء،‭ ‬فهو‭ ‬يلبس‭ ‬الكلمات‭ ‬فساتين‭ ‬عصرية‭ ‬تحاكي‭ ‬آخر‭ ‬صيحات‭ ‬الموضة؛‭ ‬لتلتقطها‭ ‬أذن‭ ‬المستمع‭ ‬وعيون‭ ‬المشاهد‭ ‬بذائقة‭ ‬مفعمة‭ ‬بالاستمتاع‭ ‬والصدمة‭ ‬في‭ ‬آن‭ ‬واحد‭!‬

وأما‭ ‬التعامل‭ ‬معه‭ ‬شخصيا،‭ ‬فهو‭ ‬أقرب‭ ‬ما‭ ‬يكون‭ ‬إلى‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الأخ،‭ ‬والصديق،‭ ‬وهو‭ ‬مستمع‭ ‬جيد،‭ ‬ومتحدث‭ ‬لبق،‭ ‬أما‭ ‬أفكاره،‭ ‬فلا‭ ‬تأتي‭ ‬جزافا،‭ ‬وإنما‭ ‬تخرج‭ ‬بعد‭ ‬مخاض‭ ‬طويل‭ ‬من‭ ‬التأني‭ ‬والتفكير،‭ ‬وله‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬ذلك،‭ ‬فهو‭ ‬ليس‭ ‬عبثيا‭ ‬ومتسرعا،‭ ‬وإنما‭ ‬يحركه‭ ‬طموحه‭ ‬واتزانه‭ ‬إلى‭ ‬المثالية‭ ‬المطلقة‭.‬

ولا‭ ‬أشك‭ ‬لحظة‭ ‬أن‭ ‬قرار‭ ‬تعيين‭ ‬الجيب‭ ‬لرئاسة‭ ‬القناة‭ ‬لم‭ ‬يأت‭ ‬من‭ ‬فراغ،‭ ‬بل‭ ‬على‭ ‬العكس‭ ‬تماما،‭ ‬إذ‭ ‬قدم‭ ‬ما‭ ‬يشفع‭ ‬له‭ ‬بأن‭ ‬يكون‭ ‬قائد‭ ‬كتيبة‭ ‬القناة‭ ‬الرياضية‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬ضمن‭ ‬طاقمها‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬بدأت‭ ‬ثورتها‭ ‬العصرية‭ ‬مع‭ ‬بوكمال،‭ ‬المنتقلة‭ ‬إلى‭ ‬دائرة‭ ‬الإبداع‭ ‬الإلكتروني‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬الإعلام،‭ ‬ولعل‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬إنجازاتها‭ ‬أن‭ ‬خلفت‭ ‬هذا‭ ‬الرجل‭ ‬ليسد‭ ‬فراغا‭ ‬يصعب‭ ‬ملؤه‭.‬

وإن‭ ‬كان‭ ‬ثمة‭ ‬ما‭ ‬يتمناه‭ ‬مشاهد‭ ‬القناة‭ ‬الرياضية‭ ‬من‭ ‬حمود‭ ‬الجيب‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬عصره،‭ ‬فهو‭ ‬حمل‭ ‬معول‭ ‬التجديد‭ ‬والحداثة‭ ‬ليواصل‭ ‬هدم‭ ‬كل‭ ‬الجدران‭ ‬الأسمنتية‭ ‬التقليدية‭ ‬في‭ ‬طريقة‭ ‬عمل‭ ‬القناة،‭ ‬تماما‭ ‬كما‭ ‬عودنا‭ ‬دائما‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬الماضية،‭ ‬وأن‭ ‬يحاول‭ ‬قدر‭ ‬المستطاع‭ ‬أن‭ ‬يصدمنا‭ ‬بأفكاره‭ ‬العصرية،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تحديث‭ ‬البرامج‭ ‬الرياضية‭ ‬وتنويعها‭ ‬بشكل‭ ‬يفوق‭ ‬طموح‭ ‬الرياضيين‭.‬

وفي‭ ‬الختام،‭ ‬أتمنى‭ ‬شخصيا‭ ‬لهذا‭ ‬الرجل‭ ‬كل‭ ‬التوفيق‭ ‬والنجاح‭ ‬في‭ ‬مهام‭ ‬عمله،‭ ‬فهو‭ ‬يستحق‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬فرصته‭ ‬الكاملة،‭ ‬ليترجم‭ ‬أفكاره‭ ‬النيرة‭ ‬إلى‭ ‬واقع‭ ‬جميل‭ ‬يليق‭ ‬بشخص‭ ‬راق‭ ‬جدا،‭ ‬وطَموح‭ ‬جدا،‭ ‬وغير‭ ‬تقليدي‭ ‬على‭ ‬الإطلاق،‭ ‬وهذه‭ ‬الصفات‭ ‬لا‭ ‬تجتمع‭ ‬في‭ ‬شخص‭ ‬إلا‭ ‬ويكون‭ ‬عبقريا،‭ ‬وناجحا‭ ‬في‭ ‬عمله،‭ ‬خصوصا‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬وجد‭ ‬إلى‭ ‬جانبه‭ ‬زملاء‭ ‬يسيرون‭ ‬معه‭ ‬على‭ ‬المنهج‭ ‬نفسه،‭ ‬ويعيشون‭ ‬الحلم‭ ‬ذاته‭.‬