الأمير خليفة بن سلمان.. هدية إنسانية للتنمية البشرية والاقتصادية

| عادل عيسى المرزوق

لم‭ ‬تعهد‭ ‬البشرية‭ ‬قبل‭ ‬وخلال‭ ‬جائحة‭ ‬وباء‭ ‬الكورونا‭ ‬مرور‭ ‬رموز‭ ‬متفردة‭ ‬في‭ ‬شمولية‭ ‬وتكامل‭ ‬وتنوع‭ ‬واستمرار‭ ‬العطاء‭ ‬والسخاء‭ ‬في‭ ‬سماء‭ ‬الإنسانية‭ ‬بمقتضى‭ ‬ودلالة‭ ‬روح‭ ‬الضمير‭ ‬الذي‭ ‬أحياه‭ ‬أمير‭ ‬الضمير‭ ‬بين‭ ‬رموز‭ ‬قادة‭ ‬الفخامة‭ ‬والعظمة‭ ‬البحرينية،‭ ‬ولم‭ ‬تشهد‭ ‬البشرية‭ ‬منذ‭ ‬زمن‭ ‬بعيد‭ ‬ورود‭ ‬هدايا‭ ‬ريادية‭ ‬وقيادية‭ ‬ممتدة‭ ‬عطاياها‭ ‬الأفقية‭ ‬لخدمة‭ ‬الإنسانية‭ ‬جمعاء،‭ ‬ولم‭ ‬تلحظ‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬والخليج‭ ‬العربي‭ ‬عبور‭ ‬رياح‭ ‬لنسائم‭ ‬إيمانية‭ ‬كما‭ ‬هي‭ ‬الآن‭ ‬متوقفة‭ ‬تدور‭ ‬حول‭ ‬وفي‭ ‬أحد‭ ‬أجمل‭ ‬بقع‭ ‬المنطقة،‭ ‬وهي‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬التي‭ ‬حباها‭ ‬الله‭ ‬عز‭ ‬وجل‭ ‬بأكمل‭ ‬وأجمل‭ ‬وأعظم‭ ‬هدية‭ ‬في‭ ‬الاستقرار‭ ‬والأمن‭ ‬والأمان‭ ‬المعيشي‭ ‬والتنموي‭ ‬البشري‭.‬

فقيادة‭ ‬الرموز‭ ‬الثلاثة‭ ‬العظام‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬“جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المفدى‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬وصاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الموقر‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬وصاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬الأمين‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة”‭ ‬من‭ ‬الظواهر‭ ‬الريادية‭ ‬العالمية‭ ‬النادرة‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬واحتواء‭ ‬الأزمات،‭ ‬وفي‭ ‬التكامل‭ ‬بينهم‭ ‬في‭ ‬القرارات‭ ‬المصيرية‭ ‬والتوجيهات‭ ‬لكافة‭ ‬القطاعات‭ ‬الحيوية‭ ‬وتجاوبها‭ ‬لخدمة‭ ‬البلاد‭ ‬والعباد،‭ ‬وفي‭ ‬التقدير‭ ‬المتبادل‭ ‬بينهم‭ ‬نظير‭ ‬أعمالهم‭ ‬الجليلة‭ ‬لخدمة‭ ‬الإنسانية‭.‬

والشكر‭ ‬والتقدير‭ ‬قد‭ ‬ظهر‭ ‬متلألئا‭ ‬جليا‭ ‬في‭ ‬اجتماع‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للدفاع‭ ‬الثاني‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬من‭ ‬الملك‭ ‬المفدى‭ ‬لسمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الموقر‭ ‬في‭ ‬إشادته‭ ‬لسموه‭ ‬باعتماد‭ ‬يوم‭ ‬للطبيب‭ ‬البحريني‭ ‬مع‭ ‬جائزة‭ ‬باسمه،‭ ‬وفي‭ ‬الكلمة‭ ‬الجميلة‭ ‬التي‭ ‬خرجت‭ ‬من‭ ‬قلب‭ ‬أمير‭ ‬الضمير‭ ‬بالتوفيق‭ ‬من‭ ‬الله‭ ‬لخدمة‭ ‬جلالته‭ ‬وتنفيذ‭ ‬توجيهاته،‭ ‬وفي‭ ‬الإشادة‭ ‬المميزة‭ ‬من‭ ‬الملك‭ ‬المفدى‭ ‬لولي‭ ‬العهد‭ ‬الأمين‭ ‬ودوره‭ ‬الريادي‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬الأزمة،‭ ‬وشكره‭ ‬لكافة‭ ‬القطاعات‭ ‬الحيوية‭ ‬“ومنهم‭ ‬الصحة‭ ‬والدفاع‭ ‬لا‭ ‬للحصر”‭ ‬التي‭ ‬تسهر‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬وأمان‭ ‬الوطن‭ ‬ومن‭ ‬يعيش‭ ‬على‭ ‬أرضه،‭ ‬وللشعب‭ ‬البحريني‭ ‬الأبي‭ ‬الذي‭ ‬عُرِف‭ ‬عنه‭ ‬بتحمل‭ ‬الشدائد‭ ‬وقدرته‭ ‬على‭ ‬التغلب‭ ‬على‭ ‬الصعاب‭.‬

القرارات‭ ‬الكريمة‭ ‬الأخيرة‭ ‬من‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬والموجهة‭ ‬لخدمة‭ ‬المواطن‭ ‬بما‭ ‬يتعلق‭ ‬بمشاريع‭ ‬الإسكان‭ ‬لمحتاجيه‭ ‬وإعادة‭ ‬جدولة‭ ‬المستحقات‭ ‬المالية‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬محلات‭ ‬بيع‭ ‬اللحوم‭ ‬في‭ ‬الأسواق،‭ ‬ودفع‭ ‬50‭ % ‬من‭ ‬رواتب‭ ‬منتسبي‭ ‬المنشآت‭ ‬الخاصة‭ ‬المتضررة،‭ ‬ودفع‭ ‬فواتير‭ ‬الكهرباء‭ ‬والمياه‭ ‬لثلاث‭ ‬أشهر‭ ‬لمالكي‭ ‬المنازل‭ ‬الأولى،‭ ‬وتكريم‭ ‬الوفود‭ ‬الرياضية‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬المساجد‭ ‬التاريخية‭ ‬الأثرية،‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬ضمن‭ ‬سلسة‭ ‬من‭ ‬القرارات‭ ‬الإنسانية‭ ‬والإستراتيجية‭ ‬التي‭ ‬لن‭ ‬تتوقف،‭ ‬وتعني‭ ‬الكثير‭ ‬للقيادة‭ ‬الحكيمة‭ ‬ولأمير‭ ‬الضمير‭ ‬بذاته‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬الإيمانية‭ ‬والتقرب‭ ‬إلى‭ ‬الله‭ ‬عز‭ ‬وجل،‭ ‬ولها‭ ‬تأثير‭ ‬كبير‭ ‬وسريع‭ ‬في‭ ‬حركة‭ ‬موقع‭ ‬المملكة‭ ‬الريادي‭ ‬في‭ ‬مؤشر‭ ‬التنمية‭ ‬البشرية‭ ‬والاقتصادية‭.‬

فتسخير‭ ‬الإمكانات‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الظروف‭ ‬الاستثنائية‭ ‬الصعبة‭ ‬مع‭ ‬جاهزية‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬لتحمل‭ ‬مسؤولياتها،‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬التوجيه‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬حزمة‭ ‬سياسات‭ ‬وإجراءات‭ ‬مالية‭ ‬واقتصادية‭ ‬لاحتواء‭ ‬تداعيات‭ ‬الظرف‭ ‬الصعب‭ ‬المفاجئ،‭ ‬قد‭ ‬أظهر‭ ‬مدى‭ ‬التكامل‭ ‬القيادي‭ ‬والجهوزية‭ ‬التي‭ ‬تتمتع‭ ‬بها‭ ‬قيادة‭ ‬الرموز‭ ‬السامية‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬الإنساني‭ ‬الكبير‭ ‬للاحداث‭ ‬ومع‭ ‬ارتدادات‭ ‬الاحداث،‭ ‬مع‭ ‬تنامي‭ ‬الحس‭ ‬الإنساني‭ ‬المبني‭ ‬على‭ ‬روح‭ ‬الضمير‭ ‬الذي‭ ‬أحياه‭ ‬أمير‭ ‬الضمير‭ ‬لدى‭ ‬الشعب‭ ‬البحريني‭ ‬في‭ ‬تحمل‭ ‬مسؤوليته‭ ‬في‭ ‬المساهمة‭ ‬في‭ ‬تخطي‭ ‬الأزمة‭ ‬ومجابهة‭ ‬التحديات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والتنموية،‭ ‬والتي‭ ‬لم‭ ‬تدخر‭ ‬جهدا‭ ‬القيادة‭ ‬الحكيمة‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬ما‭ ‬يلزم‭ ‬للتصدي‭ ‬لهذه‭ ‬الجائحة‭ ‬وتبعاتها‭.‬

والاهتمام‭ ‬اللامحدود‭ ‬من‭ ‬لدن‭ ‬أمير‭ ‬الضمير‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬عضيد‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المفدى‭ ‬وتعطشه‭ ‬لخدمة‭ ‬ورفاهية‭ ‬المواطن‭ ‬والأرض‭ ‬ومن‭ ‬يمشي‭ ‬على‭ ‬ترابها؛‭ ‬يمثل‭ ‬مرحلة‭ ‬صعبة‭ ‬التتبع‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬الفلسفية‭ ‬لشخصيته‭ ‬الإيمانية‭ ‬العميقة‭ ‬لتشعب‭ ‬إنسانيته‭ ‬في‭ ‬اتجاهات‭ ‬كثيرة،‭ ‬وتمثل‭ ‬قيادة‭ ‬سموه‭ ‬نقلة‭ ‬نوعية‭ ‬في‭ ‬الحركة‭ ‬التنموية‭ ‬البشرية‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬مما‭ ‬جعل‭ ‬من‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬مثالا‭ ‬يُحتذى‭ ‬به‭ ‬للتطور‭ ‬والتقدم‭ ‬المستمر‭ ‬في‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المجالات‭ ‬التنموية،‭ ‬والتي‭ ‬بدأت‭ ‬تصعد‭ ‬مؤشرات‭ ‬مراتبها‭ ‬باتجاه‭ ‬الهدف‭ ‬الإنساني‭ ‬الذي‭ ‬وضعه‭ ‬سموه‭ ‬للوصول‭ ‬إليه،‭ ‬وهو‭ ‬القمة‭.‬