زينب أو آنيا

| مريم أبودريس

انتشرت‭ ‬عبر‭ ‬برنامج‭ ‬“تويتر”‭ ‬مؤخراً‭ ‬قصة‭ ‬الفتاة‭ ‬البحرينية‭ ‬زينب‭ ‬التي‭ ‬تعرضت‭ ‬للاغتصاب‭ ‬من‭ ‬ثلاثة‭ ‬من‭ ‬إخوتها‭ ‬غير‭ ‬الأشقاء‭ ‬من‭ ‬عمر‭ ‬‮٩‬‭ ‬سنوات‭ ‬وحتى‭ ‬‮١٦‬‭ ‬سنة‭. ‬

الحدث‭ ‬انتشر‭ ‬بشكل‭ ‬واسع‭ ‬عبر‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬بين‭ ‬مؤيد‭ ‬لخطوتها‭ ‬في‭ ‬فضح‭ ‬فعلتهم،‭ ‬ومستنكر‭ ‬لجرأتها‭ ‬ومتعاطف‭ ‬دون‭ ‬تحديد‭ ‬موقف،‭ ‬وشكك‭ ‬الكثيرون‭ ‬في‭ ‬حقيقة‭ ‬ادعائها،‭ ‬واعتبر‭ ‬آخرون‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬قامت‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬نشر‭ ‬أحداث‭ ‬قصتها‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬له‭ ‬أي‭ ‬داعٍ‭ ‬وكان‭ ‬بالإمكان‭ ‬اللجوء‭ ‬للجهات‭ ‬القانونية‭ ‬ورفع‭ ‬دعوى‭ ‬ضد‭ ‬المغتصبين‭. ‬

الجهات‭ ‬الرسمية‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬بعيدة‭ ‬عن‭ ‬الحدث‭ ‬أيضاً‭ ‬فقد‭ ‬تواصل‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭ ‬معها‭ ‬وطلب‭ ‬بياناتها‭ ‬للتواصل‭ ‬وتقديم‭ ‬الدعم‭ ‬اللازم‭ ‬فيما‭ ‬تم‭ ‬استدعاؤها‭ ‬من‭ ‬إدارة‭ ‬الجرائم‭ ‬الإلكترونية‭ ‬للتحقيق‭ ‬في‭ ‬ادعاءاتها‭ ‬وأكدت‭ ‬أن‭ ‬مدير‭ ‬الإدارة‭ ‬قدم‭ ‬لها‭ ‬الدعم‭ ‬المعنوي‭ ‬والقانوني‭ ‬اللازم‭. ‬

لا‭ ‬أعتقد‭ ‬أن‭ ‬زينب‭ ‬أو‭ ‬آنيا‭ ‬كما‭ ‬تحب‭ ‬أن‭ ‬تسمي‭ ‬نفسها‭ ‬عمدت‭ ‬للنشر‭ ‬لعدم‭ ‬معرفتها‭ ‬بالطرق‭ ‬القانونية‭ ‬لوضع‭ ‬الجناة‭ ‬في‭ ‬قبضة‭ ‬العدالة،‭ ‬لكنني‭ ‬أجد‭ ‬أن‭ ‬قرارها‭ ‬الذي‭ ‬احتاج‭ ‬لشجاعة‭ ‬كبيرة‭ ‬أريد‭ ‬به‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬دافعاً‭ ‬للكثير‭ ‬من‭ ‬الضحايا‭ ‬الصامتين‭ ‬الذين‭ ‬يعيشون‭ ‬ذات‭ ‬المعاناة،‭ ‬ولا‭ ‬أقصد‭ ‬بذلك‭ ‬الفتيات‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬حتى‭ ‬الذكور‭ ‬الذين‭ ‬تعرضوا‭ ‬للاغتصاب‭ ‬في‭ ‬طفولتهم،‭ ‬هذه‭ ‬دعوة‭ ‬مفتوحة‭ ‬للخروج‭ ‬عن‭ ‬الصمت‭ ‬والمطالبة‭ ‬بمعاقبة‭ ‬المغتصبين‭ ‬ولو‭ ‬بعد‭ ‬حين‭.‬

لابد‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬منصة‭ ‬آمنة‭ ‬للناجين‭ ‬من‭ ‬جرائم‭ ‬الاغتصاب‭ ‬للتواصل‭ ‬وتزويدهم‭ ‬بطرق‭ ‬آمنة‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬المساعدة‭ ‬القانونية‭ ‬والنفسية‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ظهور‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬القصص‭ ‬في‭ ‬فترات‭ ‬مختلفة‭ ‬لأشخاص‭ ‬يؤكدون‭ ‬تعرضهم‭ ‬للتحرش‭ ‬أو‭ ‬الاغتصاب‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬أقرباء‭ ‬من‭ ‬الدرجة‭ ‬الأولى‭.‬

غابت‭ ‬عن‭ ‬المشهد‭ ‬منظمات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني،‭ ‬خصوصا‭ ‬الاتحادات‭ ‬والجمعيات‭ ‬النسائية‭ ‬المعنية‭ ‬بحقوق‭ ‬المرأة‭ ‬ولا‭ ‬نعلم‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬الغياب‭ ‬خوفاً‭ ‬من‭ ‬الانجرار‭ ‬وراء‭ ‬أخبار‭ ‬ليست‭ ‬مؤكدة‭ ‬أو‭ ‬لعدم‭ ‬متابعة‭ ‬المستجدات‭ ‬على‭ ‬الساحة‭ ‬المحلية‭.‬