قهوة الصباح

حدود الحب هي أن تحب بلا حدود

| سيد ضياء الموسوي

الحب‭ ‬كائن‭ ‬ضوئي‭ ‬يعيش‭ ‬على‭ ‬الضوء‭ ‬ولا‭ ‬ينمو‭ ‬إلا‭ ‬مع‭ ‬القناديل‭. ‬إنه‭ ‬وادع‭ ‬كطفل‭ ‬رملي‭ ‬يهوى‭ ‬اللعب‭ ‬بالرمل‭ ‬على‭ ‬ساحل‭ ‬بحر‭ ‬كاريبي‭ ‬كما‭ ‬يهوى‭ ‬النوم‭ ‬على‭ ‬ذراع‭ ‬العشيقة‭. ‬ليس‭ ‬مسؤولا‭ ‬عن‭ ‬انكسار‭ ‬العشاق،‭ ‬وجراحهم‭ ‬وخناجرهم‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬يحسنوا‭ ‬احترام‭ ‬قواعده‭. ‬

سئل‭ ‬الشاعر‭ ‬أدونيس‭ ‬عن‭ ‬خيبة‭ ‬الحب‭ ‬فقال‭ ‬“إن‭ ‬الخيبة‭ ‬في‭ ‬الحب‭ ‬لا‭ ‬تحدث‭ ‬إلّا‭ ‬بفعل‭ ‬العاشق‭ ‬أو‭ ‬المعشوق‭. ‬إذا‭ ‬حلّت‭ ‬الخيبة‭ ‬في‭ ‬الحب،‭ ‬فإن‭ ‬الحب‭ ‬ليس‭ ‬مسؤولًا‭ ‬عنها،‭ ‬بل‭ ‬المحبوب‭ ‬هو‭ ‬المسؤول‭. ‬الحب‭ ‬لا‭ ‬يخيّب‭ ‬أبدًا‭. ‬لكن،‭ ‬وربما‭ ‬تكون‭ ‬الخيبة‭ ‬هي‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬الحب،‭ ‬بوصفه‭ ‬تجربة‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تولد‭ ‬كاملة‭. ‬الحب‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يولد‭ ‬كاملًا”‭. ‬

خيبة‭ ‬بيتهوفن‭ ‬في‭ ‬الحب‭ ‬في‭ ‬محاولته‭ ‬السباحة‭ ‬في‭ ‬عين‭ ‬امرأة‭ ‬من‭ ‬النبلاء‭ ‬تبحث‭ ‬عن‭ ‬ترف‭ ‬القصر‭ ‬قبل‭ ‬ياسمين‭ ‬الروح‭ ‬وموسيقى‭ ‬القلب‭. ‬خيبة‭ ‬نيتشه‭ ‬في‭ ‬الحب‭ ‬بأنه‭ ‬أغرم‭ ‬بسالومي،‭ ‬الشابة‭ ‬اللعوب،‭ ‬التي‭ ‬تفكر‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬قامة‭ ‬فلسفية‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬وجع‭ ‬نيتشه،‭ ‬رهين‭ ‬الحزن‭ ‬والصرع‭. ‬خيبة‭ ‬الشاعر‭ ‬الفرنسي‭ ‬بودلير‭ ‬في‭ ‬الحب‭ ‬إنه‭ ‬كان‭ ‬يبحث‭ ‬عن‭ ‬حضن‭ ‬أمه‭ ‬في‭ ‬حضن‭ ‬الحبيبة‭. ‬جرح‭ ‬ترك‭ ‬أمه‭ ‬له‭ ‬ظل‭ ‬ينزف‭ ‬حتى‭ ‬آخر‭ ‬يوم‭ ‬من‭ ‬حياته‭. ‬خيبة‭ ‬آرثر‭ ‬رامبو‭ ‬في‭ ‬الحب‭ ‬بسبب‭ ‬مراهقته‭ ‬الصارخة‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬هدوء‭ ‬الحب‭ ‬ووداعته‭. ‬

الحب‭ ‬لا‭ ‬يخيّب،‭ ‬الاختيار‭ ‬الخطأ‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬يُتم‭ ‬الحب‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬يبحث‭ ‬عن‭ ‬الجسد‭ ‬قبل‭ ‬الروح‭. ‬يقول‭ ‬الإمام‭ ‬علي‭ (‬ع‭): ‬“من‭ ‬أحب‭ ‬الجسد‭ ‬أيتمته‭ ‬التجاعيدُ”‭. ‬الحب‭ ‬بريء‭ ‬منا‭ ‬ومن‭ ‬حماقاتنا‭ ‬ومن‭ ‬طيشنا،‭ ‬فالحب‭ ‬لا‭ ‬يجيد‭ ‬بناء‭ ‬المسالخ‭ ‬أو‭ ‬أعواد‭ ‬المشانق‭ ‬للقلوب‭. ‬إنه‭ ‬مثل‭ ‬طائر‭ ‬السنونو،‭ ‬لا‭ ‬يوزّع‭ ‬شفاهه‭ ‬إلا‭ ‬على‭ ‬الأفق‭ ‬والسماء‭ ‬ويتقن‭ ‬التغزل‭ ‬بعين‭ ‬الشمس‭. ‬ما‭ ‬أروعك‭ ‬يا‭ ‬نسيم‭ ‬الحرف،‭ ‬وربيع‭ ‬الكلمات‭ (‬جاك‭ ‬فلوبير‭) ‬وأنت‭ ‬توصف‭ ‬الحب‭ ‬أجمل‭ ‬وصف‭ ‬في‭ ‬قصيدة‭ ‬“هذا‭ ‬الحب”‭ ‬كان‭ ‬الحب‭ ‬ولا‭ ‬يزال‭: ‬جامحًا‭ ‬كحصان،‭ ‬حيا‭ ‬كالرغبة،‭ ‬قاسيًا‭ ‬كالذاكرة،‭ ‬غبيًّا‭ ‬كالندم،‭ ‬باردًا‭ ‬كالرخام،‭ ‬رقيقًا‭ ‬كالذكرى،‭ ‬هشًّا‭ ‬كطفل‭ ‬يرنو‭ ‬إلينا‭ ‬مبتسما‭. ‬

يقول‭ ‬القديس‭ ‬أوغسطين‭ ‬في‭ ‬قياس‭ ‬حدود‭ ‬تيرمومتر‭ ‬الحب‭: ‬“حدود‭ ‬الحب،‭ ‬هي‭ ‬أن‭ ‬تحب‭ ‬بلا‭ ‬حدود”‭. ‬أنت‭ ‬تحب‭ ‬الشخص‭ ‬الصح‭ ‬يختصر‭ ‬لك‭ ‬مسافات‭ ‬عن‭ ‬الوجع‭ ‬والألم‭. ‬انتهى‭ ‬الحب‭ ‬أيام‭ ‬الزمن‭ ‬الجميل،‭ ‬وأصبح‭ ‬اليوم‭ ‬يعرض‭ ‬الحب‭ ‬في‭ ‬الأسواق‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬يعرض‭ ‬العبيد‭ ‬كبضاعة‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬أميركا‭ ‬قبل‭ ‬الحرب‭ ‬الأهلية‭ ‬الأميركية،‭ ‬حيث‭ ‬أصبحت‭ ‬كل‭ ‬نبضة‭ ‬حبٍ‭ ‬بدولار‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬رأسمالي‭ ‬متوحش؛‭ ‬فهل‭ ‬الحب‭ ‬هو‭ ‬المدان‭ ‬أم‭ ‬إنه‭ ‬الضحية؟‭ ‬

يقول‭ ‬الماغوط‭ ‬“لقد‭ ‬أعطونا‭ ‬الساعات‭ ‬وأخذوا‭ ‬الزمن،‭ ‬أعطونا‭ ‬الأحذية‭ ‬وأخذوا‭ ‬الطرقات،‭ ‬أعطونا‭ ‬الأراجيح‭ ‬وأخذوا‭ ‬الأعياد،‭ ‬أعطونا‭ ‬العطر‭ ‬والخواتم‭ ‬وأخذوا‭ ‬الحب”‭. ‬أختلف‭ ‬مع‭ ‬الأديب‭ ‬الروسي‭ ‬ديستويفيسكي‭ ‬حين‭ ‬قال‭ ‬“فرحة‭ ‬الحب‭ ‬عظيمة،‭ ‬لكن‭ ‬المعاناة‭ ‬فظيعة‭ ‬والأفضل‭ ‬للإنسان‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬يحب”‭. ‬

هذا‭ ‬اتهام‭ ‬للحب،‭ ‬فلماذا‭ ‬نحرم‭ ‬الحب‭ ‬من‭ ‬قوانينه‭ ‬وقواعده؟‭ ‬حتى‭ ‬الحب‭ ‬له‭ ‬قوانين‭ ‬كي‭ ‬ينمو‭ ‬وله‭ ‬طقوسه‭ ‬ونوعية‭ ‬خاصة‭ ‬من‭ ‬الطعام‭ ‬المعنوي‭ ‬كي‭ ‬ينمو‭.‬‭ ‬قوانينه‭: ‬أن‭ ‬يتلاقى‭ ‬الحبيبان‭ ‬في‭ ‬فلسفة‭ ‬واحدة‭ ‬للحياة‭ ‬مع‭ ‬حنين‭ ‬قلبي‭ ‬وجسدي‭ ‬متبادل،‭ ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬استقلال‭ ‬اقتصادي‭ ‬لكل‭ ‬العاشقين،‭ ‬وألا‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬علاقة‭ ‬مخفية‭ ‬خلف‭ ‬الستار‭ ‬فوق‭ ‬الرف‭ ‬تنتظر‭ ‬اللعب‭ ‬مع‭ ‬الخيانة‭.‬

يقول‭ ‬نزار‭ ‬“إن‭ ‬سرير‭ ‬الحب‭ ‬لا‭ ‬يتسع‭ ‬أبدًا‭ ‬لثلاثة‭ ‬أشخاص”‭. ‬إن‭ ‬سقوط‭ ‬أحد‭ ‬هذه‭ ‬الأعمدة‭ ‬يعني‭ ‬الدخول‭ ‬في‭ ‬لعبة‭ ‬العواطف‭ ‬وتقود‭ ‬إلى‭ ‬سقوط‭ ‬الحب‭ ‬من‭ ‬الدور‭ ‬التاسع‭ ‬مهشّم‭ ‬الأضلاع‭ ‬ومنكسر‭ ‬القلب‭. ‬حتى‭ ‬الحب‭ ‬رزق‭ ‬كما‭ ‬وصفه‭ ‬الرسول‭ (‬ص‭) ‬عندما‭ ‬دخل‭ ‬في‭ ‬عشق‭ ‬خديجة‭ ‬حيث‭ ‬قال‭: ‬“إني‭ ‬رزقت‭ ‬حبها”‭. ‬كما‭ ‬يوزّع‭ ‬الله‭ ‬الأرزاق‭ ‬يوزع‭ ‬الحب،‭ ‬لكن‭ ‬كما‭ ‬تزول‭ ‬الأرزاق‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬نحسن‭ ‬التعامل‭ ‬معها‭ ‬كذلك‭ ‬يهرب‭ ‬الحب‭.‬

يقول‭ ‬الإمام‭ ‬علي‭ (‬ع‭): ‬“النعمُ‭ ‬إذا‭ ‬دامت‭ ‬جُهلتْ”‭. ‬أنت‭ ‬لا‭ ‬تشعر‭ ‬بقيمة‭ ‬الحب‭ ‬عندما‭ ‬تكون‭ ‬الحبيبة‭ ‬بقربك،‭ ‬وهي‭ ‬توضّب‭ ‬أثاث‭ ‬قلبك،‭ ‬وتنفض‭ ‬الغبار‭ ‬عن‭ ‬ذكرياتك‭ ‬البائسة،‭ ‬وتحتسي‭ ‬كأس‭ ‬العشق‭ ‬معك‭ ‬على‭ ‬ضوء‭ ‬القمر،‭ ‬وهي‭ ‬تقرأ‭ ‬عليك‭ ‬رواية‭ ‬“قصة‭ ‬حب”‭ ‬للأميركي‭ ‬ايريك‭ ‬سيغال،‭ ‬أو‭ ‬رواية‭ ‬الكاتب‭ ‬الروسي‭ ‬تولستوي‭ (‬انا‭ ‬كارنينا‭)‬،‭ ‬ساعة‭ ‬نومك‭ ‬كاميرة‭ ‬نائمة‭ ‬تهدهد‭ ‬طفلها‭ ‬الصغير‭. ‬الحب‭ ‬لا‭ ‬يترهل،‭ ‬وحدهم‭ ‬العشاق‭ ‬من‭ ‬يصيبهم‭ ‬الترهل‭. ‬ففن‭ ‬إدارة‭ ‬الحب‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬أهمية‭ ‬وتعقيدًا‭ ‬من‭ ‬إدارة‭ ‬دولة،‭ ‬والقادر‭ ‬على‭ ‬إدارة‭ ‬حب‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬إدارة‭ ‬وزارة‭ ‬أو‭ ‬دولة‭ ‬أو‭ ‬امبراطورية؛‭ ‬لأن‭ ‬الحب‭ ‬هو‭ ‬فن‭ ‬إدارة‭ ‬اللذة‭ ‬والألم،‭ ‬وهو‭ ‬دستور‭ ‬الحياة‭ ‬الأكبر،‭ ‬ومنه‭ ‬تحبل‭ ‬العدالة،‭ ‬فتنتج‭ ‬مدنية‭ ‬وحقوقا‭ ‬وحضارة‭. ‬يقول‭ ‬قباني‭: ‬“الحب‭ ‬في‭ ‬الأرض‭ ‬بعض‭ ‬من‭ ‬تخيلنا‭ ‬لو‭ ‬لم‭ ‬نجده‭ ‬عليها‭ ‬لاخترعناه”‭.‬

ما‭ ‬الذي‭ ‬يجعل‭ ‬فيلسوفا‭ ‬عظيما‭ ‬مثل‭ ‬فولتير‭ ‬يهرب‭ ‬ليلًا‭ ‬لينجو‭ ‬مع‭ ‬حبيبته‭ ‬من‭ ‬بطش‭ ‬السلطة‭ ‬ويوصيها‭ ‬في‭ ‬كتاب‭ ‬“حبيبتي‭ ‬ثقي‭ ‬بلا‭ ‬أحد”؟‭ ‬ما‭ ‬الذي‭ ‬يجعل‭ ‬الفيلسوف‭ ‬ابن‭ ‬رشد‭ ‬أن‭ ‬يغرم‭ ‬بحبيبته‭ (‬لبنى‭)‬؟‭ ‬ورغم‭ ‬أنه‭ ‬تزوّج‭ ‬بعدئذ‭ ‬بابنة‭ ‬عمه‭ ‬سارة،‭ ‬وأنجب‭ ‬منها‭ ‬أطفاله،‭ ‬وكان‭ ‬مخلصًا‭ ‬لزوجته‭ ‬طيلة‭ ‬حياته‭ ‬وبارًّا‭ ‬بها،‭ ‬فإنه‭ ‬اعترف‭ ‬لاحقًا‭ ‬بأن‭ ‬لبنى‭ ‬كانت‭ ‬حبه‭ ‬الأول‭ ‬والأخير‭. ‬

يجب‭ ‬أن‭ ‬ندافع‭ ‬عن‭ ‬الحب‭ ‬حتى‭ ‬الرمق‭ ‬الأخير‭ ‬شريطة‭ ‬ألا‭ ‬نقتحم‭ ‬غرفته‭ ‬وهو‭ ‬نائم‭ ‬كطفل‭ ‬وادع،‭ ‬ونضع‭ ‬المخدة‭ ‬على‭ ‬وجهه‭ ‬فنخنقه‭ ‬قتلًا‭ ‬ثم‭ ‬نشيّعه،‭ ‬ونبكي‭ ‬عند‭ ‬قبره،‭ ‬ثم‭ ‬ندعي‭ ‬أن‭ ‬الحب‭ ‬خذلنا‭. ‬الحب‭ ‬لن‭ ‬يموت‭ ‬ما‭ ‬دامت‭ ‬الأرض‭ ‬تزحف،‭ ‬والكون‭ ‬لم‭ ‬يكف‭ ‬عن‭ ‬الدوران‭. ‬

انشروا‭ ‬الحب‭ ‬بين‭ ‬الطوائف‭ ‬والأديان،‭ ‬انشروه‭ ‬في‭ ‬السياسة‭ ‬والثقافة‭ ‬والاقتصاد‭ ‬وحضارة‭ ‬الاختلاف‭ ‬سوف‭ ‬يحرّك‭ ‬ويغيّر‭ ‬كل‭ ‬شيء‭. ‬

رسائل‭ ‬بلا‭ ‬تشفير

‭ ‬قمت‭ ‬بنشر‭ ‬3‭ ‬تسجيلات‭ ‬صوتية‭ ‬بأدائي‭ ‬وقلمي‭ ‬على‭ ‬وقع‭ ‬الموسيقى‭ ‬بمزجها‭ ‬ببعض‭ ‬أقوال‭ ‬فلاسفة‭ ‬وشعراء‭ ‬ومفكرين‭. ‬الأول‭ ‬عن‭ ‬الإمام‭ ‬الحسين‭ (‬ع‭) ‬بعنوان‭: ‬رأيت‭ ‬كل‭ ‬زهرة‭ ‬تنام‭ ‬عند‭ ‬كتف‭ ‬الحسين‭. ‬الثاني‭: ‬إلى‭ ‬باريس‭ ‬الحب‭. ‬الثالث‭: ‬عندما‭ ‬يُترك‭ ‬الحب‭ ‬على‭ ‬الأرصفة‭. ‬

التقاعد‭ ‬السياسي‭ ‬مهم‭ ‬لأي‭ ‬خطاب‭ ‬سياسي‭ ‬أو‭ ‬ديني،‭ ‬يحمل‭ ‬مراهقة‭ ‬سياسية،‭ ‬ويفقد‭ ‬بوصلته‭ ‬الوطنية‭ ‬والدينية‭ ‬والاجتماعية‭. ‬لقد‭ ‬انتهت‭ ‬ثقافة‭ ‬“دفع‭ ‬الفواتير‭ ‬السياسية”‭ ‬وجاء‭ ‬وقت‭ ‬كيف‭ ‬نرسّخ‭ ‬الثقافة‭ ‬الوطنية‭ ‬بالترافع‭ ‬عن‭ ‬نبض‭ ‬الشارع‭ ‬البحريني‭ ‬بثوابتنا‭ ‬القديمة‭ ‬الجديدة‭ ‬وبشعارات‭ ‬الحب‭ ‬والولاء‭ ‬قائلين‭: ‬نعم‭ ‬للولاء‭ ‬للقيادة‭ ‬ونعم‭ ‬للحُكم،‭ ‬نعم‭ ‬للمشروع‭ ‬الإصلاحي،‭ ‬نعم‭ ‬للوحدة‭ ‬الوطنية،‭ ‬نعم‭ ‬للوطن،‭ ‬لا‭ ‬للفساد،‭ ‬نعم‭ ‬لثقافة‭ ‬الحياة،‭ ‬نعم‭ ‬للمدنية،‭ ‬نعم‭ ‬لحضارة‭ ‬الإنسان،‭ ‬نعم‭ ‬لراحة‭ ‬المواطن،‭ ‬نعم‭ ‬لصحافة‭ ‬تعبر‭ ‬عن‭ ‬هموم‭ ‬المواطنين‭. ‬نعم‭ ‬لكل‭ ‬محور‭ ‬إقليمي‭ ‬يدعم‭ ‬الخليج‭ ‬وحكوماتنا‭ ‬الرشيدة‭ ‬في‭ ‬السياسة‭ ‬والأمن‭ ‬والاقتصاد‭. ‬ولا‭ ‬لأي‭ ‬محور‭ ‬إقليمي‭ ‬يتحالف‭ ‬لإضعاف‭ ‬خليجنا‭ ‬العظيم‭.‬